دولي

فرنسا تحبس أنفاسها.. نشرت ألاف رجال الشرطة واتحاد المساجد يدعو للروح الرياضية

فرنسا تحبس أنفاسها.. نشرت ألاف رجال الشرطة واتحاد المساجد يدعو للروح الرياضية

تحبس فرنسا أنفاسها قبيل لقاء المنتخب المغربي ضد نظيره الفرنسي، الأربعاء، ضمن نصف نهائي كأس العالم 2022، من أجل تأمين ظروف مرور المباراة وتفادي الصدام بين جماهير المنتخبين، لا سيما وأن الجالية المغربية والعربية والإفريقية تشكل أعدادا مهمة من المجتمع الفرنسي، حيث يرتقب أن تدعم المنتخب المغربي في مباراته الحاسمة.

وقررت وزارة الداخلية بفرنسا نشر الآلاف من عناصر الشرطة قبل مباراة المغرب ضد فرنسا، فيما وجه اتحاد مساجد فرنسا نداء إلى المغاربة والمسلمين يدعو فيه إلى التحلي بالروح الرياضية، مهما كانت النتائج، وذلك في سياق التخوفات من حدوث أعمال شغب بين جماهير الطرفين.

وقرر وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، الثلاثاء، نشر 10 آلاف شرطي في أنحاء فرنسا، بينهم 5 آلاف في باريس، استعدادا لمباراة نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم المقررة الأربعاء بين فرنسا والمغرب، حيث كشف أن شارع الشانزليزيه لن يكون مغلقا أمام حركة المرور، رغم طلب من رئيس بلدية الدائرة.

وأشار الوزير إلى أن جزءا كبيرا من بوابات الطريق الدائري المحيط بباريس سيُغلق اعتبارا من الساعة 6.30 مساء الثلاثاء، بالإضافة إلى العديد من محطات القطار ومترو الأنفاق.

ومن جانبه، أشاد اتحاد مساجد فرنسا بالروح والأخلاق التي تميز بها لاعبوا المنتخب المغربي خلال نهائيات كأس العالم قطر 2022، مطالبا الجالية المغربية بفرنسا بأن تتمتع بنفس أخلاقهم في احتفالها أو تفاعلها مع نتيجة المباراة التي ستجمع فرنسا بالمغرب غدا الأربعاء في نصف نهائي كأس العالم.

وعنون اتحاد مساجد فرنسا ندائه بـ” كرة القدم يجب أن تجمعنا في احترام الآخرين”، مشيرا إلى أنه “بعد وصول المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم، وهو الأول من نوعه في إفريقيا والوطن العربي، حقق إنجازا تاريخيا، وهو يبعث برسالة أمل، ويرفع من قيم التضامن والتماسك والتضحية بالنفس والعمل الجاد والعزيمة في مواجهة التحديات، وهذه القيم لا تقدر بثمن وتعطينا درسًا للتأمل”.

وأكد النداء أنه “خلال احتفال الأسود بالفوز والتأهل كانوا رمزا للتواضع، حيث أظهر اللاعبون المغاربة بعد كل مباراة احترام خصومهم وأنصارهم، كما أنهم من خلال حرصهم بعد كل مباراة للذهاب وشكر أمهاتهم وآباءهم بالحب والحنان والاحترام، عبروا عن امتنانهم لمن أنجبتهم، وعلموهم وغرسوا فيهم القيم والمبادئ، وإن القيام بذلك أمام ملايين الأطفال هو رسالة قوية ومقدّرة”.

كما أورد اتحاد مساجد فرنسا أن “المشجعين المغاربة في قطر فاجأوا المنظمين بحسهم المدني الرائع من خلال تنظيفهم المدرجات قبل مغادرة الملعب”.

وتابع الاتحاد أن “أنصار المنتخب المغربي إلى جانب ملكهم الملك محمد السادس أعربوا عن سعادتهم واعتزازهم بالهدوء والسكينة، ولم تجد الشرطة صعوبة في توجيه المواكب وتنظيم المرور، وفي فرنسا أيضا، فإن الغالبية العظمى من مشجعي المنتخب المغربي تنفجر فرحتهم بهدوء واحترام”.

وقال الاتحاد إن “السلوك الضار وغير المقبول لأقلية في مدن معينة في فرنسا هو إنكار لهذا المثل الأعلى الذي يدفع كل المغاربة، لاعبين ومؤيدين على حد سواء، إلى التواضع واحترام الآخرين وحقوقهم، بما في ذلك حق السلام والتنقل دون عائق أو قلق”.

وعبر الاتحاد عن “أمله بأن يرتقي كل المغاربة الفرنسيين، بدون استثناء، إلى هذا المثل الأعلى الذي يعطي صورة مضيئة عن المغرب والمغاربة”.

وذّكر الاتحاد بأن “حدث كرة القدم العالمي هذا قبل كل شيء أن الإنسانية واحدة في جوهرها المتعدد، في تنوع أصولها وأديانها، إنها أيضًا أداة لتعلم لمعرفة واحترام وتقدير بعضنا البعض”.

وكان اليمين المتطرف بفرنسا قد هاجم المشجعين المغاربة الذين خرجوا للاحتفال بتأهل المنتخب المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم، بحجة إثارة للشغب، قبل أن تجيب وزارة الداخلية الفرنسية بأن ثلاثة أرباع الذين تم إيقافهم فرنسيين وأنه من بين أزيد من 20 ألف مغربي خرجوا للاحتفال لم يتم تكسير سوى ثلاث نوافذ وثلاث درجات، في إشارة إلى أن حوادث العنف كانت معزولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News