افتتاحية

كرة القدم.. أكثر من لعبة

كرة القدم.. أكثر من لعبة

مرة أخرى، تعود الساحرة المستديرة لتبرهن أنها أكثر من لعبة، وأنها تستطيع أن تفعل ما لم تستطع قمة سياسية، وبحضور قادة، أن تفعله، “لم الشمل”.

انتصر منتخب السعودية على رفاق ميسي في مباراة أولى له بكأس العالم 2022، فهتف لهم العرب وارتفعت الأعلام معلنة في كل أرجاء قطر البلد المضيف على أن فرحة عربية حان وقتها، وتعالت التهاني والتبريكات على منصات التواصل الاجتماعي.

وبعد السعودية، جاء دور المغرب، أولا بتعادل بطعم الفوز على وصيف العالم كرواتيا، وثانيا بفوز ثمين ومستحق على بلجيكا، المصنف ثانيا عالميا حسب أرقام الفيفا وإحصائياتها، زأر الأسود فاحتفل العرب.

قد تكون كرة القدم، بنظر العديدين “طاقة مستنزفة ومهدرة يجب أن يطور بها الناس المجتمع” و”مشاهدتها استرداد معنوي يفرض على الأغلبية نسيان أجسادها ومتابعة أجساد الأقلية”.

أو ربما “هي لا تختلف عن الحرب في شيء، إنها طريقة إعلان للقتال بين الأمم المختلفة ولكن في ساحة خضراء، حيث أصبحت البلدان اليوم تخوض حروبها في ملاعب كرة القدم، بجنود يرتدون السراويل القصيرة”.

كرة القدم بالنسبة للبعض ،”غباء وفنتازيا، تستغل كل ما من شأنه أن يستغل لتحاول فيها المنتخبات الوطنية تأجيج المشاعر الوطنية لتمرير رسائل وتحقيق أهداف وتحويل النجوم إلى أبواق”.

قد تكون كرة القدم كل هذا، لكنها أيضا فرصة للحياة، والانتماء والفرح والسعادة، في زمن كوفيد 19 وحرب طاحنة بدأتها روسيا وألقت بظلالها علينا جميعا، ويبدو أنها لن تنته قريبا، ومشاكل أخرى قد لا نجد وقتا لكتابتها هنا جميعها.

كرة القدم، حتى لو لم تعرف قواعدها، وحتى لو لم تتابع آخر مباريات فريقك المفضل، ولا الألقاب التي حصل عليها منتخب بلادك في السنوات الأخيرة، لكن يكفي أن تشاهد دقائق أولى من مباراة ما في زمان ما، لتنتقل لك العدوى.. وتبدأ في المشاهدة.. تشتم تشجع.. وقد تبكي.. نعم إنها “حرب دون طلقات” مع ذواتنا ومع الآخرين.. إنها الحرب التي نحتاجها هذه الأيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News