تاريخ الكان | رياضة

أوراق رابحة (2). بونو.. جدار “الأسود” المنيع وصمّام أمان صدِّ إقصاءٍ مبكّر من المونديال

أوراق رابحة (2). بونو.. جدار “الأسود” المنيع وصمّام أمان صدِّ إقصاءٍ مبكّر من المونديال

تُعوّل الجماهير المغربية بشكل كبير على ياسين بونو لقيادة “أسود الأطلس” نحو تكرار إنجاز مونديال المكسيك 1986 بالعبور إلى الدور الثاني، مستندة في ذلك إلى خبرة الحارس المغربي ومستواه الذي يضاهي أفضل الحرّاس على المستوى العالمي.

ولد في كندا في 5 أبريل 1991 قبل أن يعود إلى أصوله، المغرب. عَشِق المستديرة منذ الصّبا، لذلك التحق بمدرسة الوداد الرياضي وهو ابن الثماني سنوات. استمر مع الفريق الأحمر، حيث صَقَلَ موهبته في الذود عن المرمى حتى وصل إلى الفريق الأول، لكن ظلّ حارسا ثانيا أمام تألق “العنكبوت”، نادر المياغري.

كرسي الاحتياط لم يثبط عزيمة الحارس الشاب، فواصل العمل بجُهد وتفانٍ يتحيّن فرصته مع “القلعة الحمراء”. في 12 نونبر 2011، ستتغير حياة الحارس الشاب، فـ”فرصة العمر” أتت أخيرا، بيد أن ثقل المهمة كان أعظم من أن يتحمّلها حارس لا يتجاوز سنة 20 ربيعا.

أصيب المياغري قبل إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا، ليضطر المدرب السويسري ميشال دوكاستيل إلى الاعتماد على بونو، الذي لم يمنحه أي دقيقة في المنافسة القارية قبل ذلك، إضافة إلى حاجة الوداد للفوز بتونس بعد تعادل مخيّب في مباراة الذهاب بالدار البيضاء. الفريق البيضاوي خسر بملعب رادس (1-0)، لكنه ربح حارس مرمى من طينة الكبار. لقد نال بونو إشادة عالمية بعد النهائي، فقد جنّب الوداد خسارة كبيرة بتصديات أبانت موهبته الحقيقية، علما أن فريقه لعب شوطا كاملا بنقص عددي.

بعد عودة المياغري، لازم بونو مجددا مقاعد البدلاء، لكن ذلك لم يمنع أتليتيكو مدريد الإسباني من ضمه في موسم 2012-2013، وهو المُنعرج الحاسم في مسيرته.

في قلعة “رّوخي بلانكوس”، وجد النجم المغربي الواعد نفسه أمام طريق وعرة لإيجاد موطئ قدم في ظِلّ وجود العملاق تيبو كورتوا، ما جعله حارسا للفريق الثاني لنادي العاصمة الإسبانية.

انتهاء إعارة كورتوا وعودته إلى تشيلسي سنة 2014 لم تفسح الطريق لبونو من أجل الانقضاض على الرسمية، فالمدرب دييغو سيميوني لم يؤمن بموهبته قط، فتعاقد مع السلوفيني يان أوبلاك، وكان ذلك رسالة واضحة وكافية لصاحب الـ23 ربيعا لحزم حقائبه بحثا عن فريق جديد، ليُعار إلى سرقسطة لموسمين، قبل أن ينتقل بشكل نهائي إلى خيرونا في موسم (2016-2017) ليقوده إلى الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، حيث قضى موسمين قبل النزول مجددا، لكن المغربيّ ترجّل عن سفينة الفريق معارا إلى إشبيلية، الأخير فعّل بند الشراء في عقده بعد المستويات الكبيرة التي قدمها رفقته.

مع النادي الأندلسي، عاش بونو، الذي يشبّهه الكثيرون بأسطورة حراسة المرمى بادو زكي، صاحب الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1986، مواسم رائعة، سيما سنة 2020، عندما قاده للفوز بالدوري الأوروبي في مباريات حاسمة ضد مانشستر يونايتد في المربع الذهبي ثم إنتر ميلان في النهائي.

ولسخرية القدر، سيكون النادي الأندلسي بوّابة لحامي مرمى “الأسود” لـ”الثأر” ممن تسببا في إخراجه مرغما من أتليتيكو مدريد. فقد تمكن “الحارس الأنيق” من التفوق على الثنائي السلوفيني يان أوبلاك، حارس مرمى الأتليتي، والبلجيكي تيبو كورتوا، حارس ريال مدريد، الموسم الماضي بفوزه بجائزة “زامورا” لأفضل حارس مرمى في “الليغا”،  علما أن الحارسين احتكرا الجائزة في آخر 10 سنوات بواقع 5 تتويجات للأول و3 للثاني، كما حلّ بونو في المركز التاسع في جائزة “ياشين” لأفضل حارس مرمى في العالم سنة 2021، التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول”.

دوليا، تعود أول مباراة لبونو مع المنتخب الوطني إلى 24 يوليوز 2014 في مباراة ودية عندما دخل بديلا لمحمد أمسيف في الجولة الثانية، وأفضل إنجازاته التأهل إلى مونديال روسيا 2018 وبلوغ ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم “الكاميرون 2021”.

الآن بونو يجني ثمار صبره وعصاميته وإيمانه بموهبته، ويحلم بكتابة تاريخ جديد لـ”الأسود”، رفقة جيل واعد من اللاعبين يمزج بين الخبرة والشباب، في نهائيات كأس العالم المقررة بقطر، سيما أنه لم يشارك في مونديال 2018 بعدما أجلسه الناخب الوطني السابق، هيرفي رونار، على مقاعد البدلاء، واكتفى ابن مدرسة الوداد بمشاهدة منير المحمدي يرتدي قفازات حراسة الذود عن “عرين الأسود”. فهل يخلّد بونو مشاركته الأولى في المونديال بعبور ثان إلى ثمن النهائي بعد إنجاز “مكسيكو1986″؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News