صحة

خبير نفسي: عدم الاهتمام بالصحة النفسية للمواطنين يؤثر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية

خبير نفسي: عدم الاهتمام بالصحة النفسية للمواطنين يؤثر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية

شهد المغرب، في السنوات الأخيرة، ارتفاعا مهولا في منسوب حالات الانتحار رغم غياب أرقام رسمية حول عددها، كانت آخرها مساء الأربعاء الماضي، حينما أقدم شرطي، بضواحي أكادير، على الانتحار شنقا، حيث إنه لف حبلا حول عنقه وربطه بشجرة ليلفظ أنفاسه الأخيرة، وترك رسالة مؤثرة لعائلته، وطلب منهم الدعاء له، مشيرا إلى أن السبب وراء إنهاء حياته هو الاكتئاب، هذه الظاهرة تعيد إلى السطح التساؤلات حول أهمية الصحة النفسية.

وفي هذا الإطار، قال الأخصائي النفسي محمد هاشم تيال في تصريح لجريدة “مدار21″، إنه لا يمكن أن نتكلم عن تطور أي بلد، في ظل غياب صحة نفسية جيدة للمواطنين، لذلك لا بد أن تحظى بأولوية كبرى، مبرزا أن الانهيار العصبي يعد الأكثر انتشارا، إذ يعيق الأشخاص المصابين به على الالتزام في الشغل والوظائف، ما يؤثر سلبا في اقتصاد البلاد، وصحة المجتمع”

وأكد هاشم تيال أن ما يناهز 500 مليون شخص في العالم يعانون أمراضا نفسية وعقيلة، وهناك مليون شخص يقدمون على الانتخار في العالم كل سنة، مشدد على أن المؤشر ليس بالمسألة الهينة.

وأوضح الأخصائي نفسه في تصريحه للجريدة أننا ما نزال لا نعير اهتماما بالصحة العقلية، التي من شأنها أن تؤثر في المحيط العائلي والنفس والمجتمع واقتصاد البلاد ونموه، مضيفا أنه يجب علاج الأمراض النفسية من باطنها، من خلال التوعية بها في المدارس الابتدائية لتنمية شخصية الطفل، كي يجيد التعامل مع المشاكل التي قد تواجهه في المستقبل.

وأردف هاشم تيال بالقول: “في حال لم نتصد للمشكل من أصله في البداية، فإنه سيكون من الصعب إيجاد حلول للمشاكل النفسية بشكل سريع”.

وأفاد المتحدث ذاته بوجود صنفين من الأشخاص المصابين بالأمراض النفسية؛ الأول يكمن في أشخاص لديهم وعي تام بحالتهم، ويستطعون التعامل والتعايش مع وضعهم الصحي، بالإضافة إلى امتلاكهم القدرة على تجاوز المشكل النفسي الذي يعترضهم، دون اللجوء إلى الطبيب.

وتابع تيال: “لكن إذا كان المرض ينعكس على حياة المريض الخاصة والمهنية ويسبب له أضررا، فهنا لا بد من البحث عن حلول طبية لتعجيل العلاج”.

أما الصنف الثاني، فيتمثل، حسب الأخصائي التفسي عينه، في الأشخاص الذين ليس لهم وعي بمشكلتهم النفسية، ويعيشون اضطرابات وتهيئات تستدعي تدخل الطبيب، وأحيانا تفرض الحصول على علاج نفسي في مصحات مختصة، لافتا إلى أن زيارة الطبيب لا تكون عادة وحدها كافية، وقد تصل مرحلة المرض إلى درجات متقدمة، مما يستوجب إدخال المريض المصحة، ولو بدون إرادته ريثما يتلقى العلاج اللازم ليستوعب حالته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News