وسط فرحة عارمة.. تتويج الفائزين بجوائز الدورة الـ22 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة

أسدل الستار، مساء أمس السبت، على فعاليات الدورة الـ22 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بالإعلان عن الأفلام المتوجة خلال هذه النسخة عن أصناف الفيلم الروائي الطويل، والشريط القصير، والفيلم الوثائقي، بعد أسبوع من المنافسة.

وانتزع فيلم “زنقة الكونتاكت”، للمخرج إسماعيل العراقي، الجائزة الكبرى لهذه النسخة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، في فئة الأفلام الروائية الطويلة.

ويحمل هذا الفيلم  طابعا رومانسيا دراميا، إذ يحكي قصة مغني “روك” يعود إلى مسقط رأسه الدار البيضاء، ويلتقي بفتاة موهوبة في الغناء، تجمعهما علاقة عاطفية، وفي محاولة الانفلات من واقعهما يقرران تغيير مسار حياتهما، فيتخلى هو عن تعاطي المخدرات، بينما تحاول هي الهروب من حياة الشارع، إذ تنقذهما الموسيقى من المصاعب التي يصطدمان بها.

وبهذه المناسبة، عبر إسماعيل العراقي، مخرج الفيلم، في تصريح لجريدة مدار21، عن فخره الشديد بالفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان، إلى جانب جائزة أحسن دور نسائي، التي حازتها الممثلة فاطمة عاطيف عن الفيلم ذاته، مضيفا أنها تعد من بين أهم الممثلات المغربيات رغم صغر مساحة دورها في هذا العمل.

من جهتها، قالت الممثلة فاطمة عاطف، في تصريح لجريدة مدار21، “شعور لا يوصف، لم أتوقع حصولي على جائزة أحسن دور نسائي بدور ثانوي في الفيلم”.

بدوره، أعرب الممثل سعيد باي، المشارك في الفيلم، في تصريح لجريدة مدار21، عن سعادته بالحصول على الجائزة الكبرى، قائلا: “هذا الفوز تتويج للطاقم التقني والفني، وتتويج لمخرج شاب أبدع رفقة مجموعة من الممثلين، الذين أعطوا كل ما لديهم لإنجاح العمل الأول له في مشواره، سعداء بالجائزة الكبرى من مهرجان وطني له طعم خاص جدا”.

وحصل المخرج نبيل عيوش على جائزة أفضل إخراج عن فيلمه “علي صوتك”، الذي تدور أحداثه حول أنس، الشخصية الرئيسة في الفيلم، الذي يؤطر ثلة من الشباب والفتيات والفتيان، الذين يمثل فن “الراب” شغفا حيويا لهم، شباب يخرجون ليعلنوا للعالم عن رغبتهم في التغيير، متسلحين بهذا النمط الغنائي.

وفي هذا السياق، قال المخرج نبيل عيوش، في تصريح لجريدة “مدار21″، إنه سعيد جدا بحصوله على جائزة أفضل إخراج عن فيلم “علي صوتك”، لأنه مخرج بالدرجة الأولى، مبرزا أن حصول الفيلم على الجائزة يعني له الكثير، لكونه يتحدث عن الشباب المغربي، ويبعث رسالة أمل لهم وطاقة إيجابية، عبر الثقافة والفن، من داخل “سيدي مومن”، ومؤسسة “علي زاوا”، ومشيرا إلى أن التتويج في مهرجان وطني يعد مهما جدا.

وحصل المخرج عبد الإله الجوهري على جائزة لجنة التحكيم في فئة الأفلام الوثائقية، عن فيلمه “بوليود المغرب” مناصفة مع المخرج عز العرب العلوي، عن فيلمه “الشيخ ماء العنين”، الذي يعتبر من الرموز الكبيرة في الصحراء المغربية، وفي الوقت نفسه هو شيخ يرتبط اسمه بالنضال والمقاومة ضد المستعمر الفرنسي والإسباني، ويدعى أيضا بالشيخ الصوفي والزاهد الذي استطاع أن يُبصم كشخصية دينية في العالم العربي بأكمله.

أما الفيلم الوثائقي “بوليود المغرب”، فيوثق ذاكرة السينما الهندية، من خلال مجموعة من الشخصيات المغربية، التي تعشق السينما الهندية، وتعيش عليها في الواقع.

وعد الجوهري، بهذا الخصوص، في تصريح لجريدة مدار21، أن”الحصول على تنويه من النقاد، وفي الوقت نفسه جائزة لجنة التحكيم، فرحة لا يسعني التعبير عنها، لأنها تؤكد أنني أسير في الطريق الصحيح، وأن عشقي للسينما لم يذهب سدى، وأنني أساهم من موقغي في تطوير السينما المغربية”، موجها رسالة شكر لكل من ساهم في نجاح الفيلم، ومضيفا: “أهدي هذه الجائزة للشعب المغربي من طنجة إلى الكركرات”.

وفي إطار هذه النسخة أيضا، فا فيلم “صمت عايدة” للمخرج أحمد المسعودي على جائزة لجنة التحكيم مناصفة مع فيلم “أيام الربيع” للمخرج عماد بادي، في فئة الأفلام القصيرة.

وفي هذا الصدد، قال المخرج أحمد المسعودي، الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه “صمت عايدة”، في تصريح لجريدة مدار21، إنه سعيد جدا بهذا التتويج من قبل لجنة التحكيم في مدينته طنجة، خاصة في فئة الأفلام القصيرة، مشيرا إلى أن جميع الأعمال المنافسة كانت مشرفة وفي مستوى عال.

وحصل فيلم “ميكا” للمخرج إسماعيل فروخي على جائزة لجنة التحكيم مناصفة مع فيلم “لو كان يطيحو الحيوط” للمخرج حكيم بلعباس.

ويحكي الفيلم قصة طفل من عائلة في وضعية اجتماعية صعبة، يجد نفسه عاملا في ناد للتنس بالدار البيضاء، تتردد عليه الطبقة الميسورة، ويرغب في تغيير مصيره بكل الطرق، حيث إنه سيلفت أنظار المدرّبة “صوفيا”، البطلة السابقة التي لاحظت موهبته في ممارسة رياضة الكرة الصفراء، لتقرر الاعتناء به.

وفي هذا الإطار، أبرز المخرج إسماعيل فروخي، في تصريح لجريدة مدار21، أن كان ينتظر بفارغ الصبر الإعلان عن الفائزين بالجوائز، مردفا: “سعدت بتقدير فلمي في المهرجان، الذي بذلت فيه الكثر من الجهد رفقة طاقم العمل، وجائزة لجنة التحكيم مهمة جدا لأي مخرج، وسعدت أيضا بالتنويه الذي حصده الطفل زكرياء إلى جانب بطل الفيلم عز العرب، الذي حصل على جائزة ثاني أحسن دور رجالي، التي تعد مهمة، رغم أنه يستحق أكثر منها لأنه ممثل كبير، ومضيفا: “هذا سيمنحني الثقة للاشتغال بشكل مكثف على أعمال مغربية بطاقم مغربي”.