رياضة

بعد 4 جولات.. انطلاقة متوجسة للدوري الاحترافي وأندية تحلم بكسر سطوة الوداد والرجاء

بعد 4 جولات.. انطلاقة متوجسة للدوري الاحترافي وأندية تحلم بكسر سطوة الوداد والرجاء

بلغ قطار البطولة الاحترافية محطته الخامسة وبدأت تكهنات الجماهير المغربية حول الأندية القادرة على المنافسة على درع البطولة الاحترافية رقم 12 في جلباب الاحتراف.

رغم أن الموسم الكروي في بدايته، وملامح المنافسة ما تزال غير واضحة، فقد قدمت بعض الأندية إشارات قوية على أنها ستصعب طريق القوى التقليدية التي احتكرت اللقب في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها بطل الموسم الماضي، الوداد الرياضي.

الوداد.. مرشح فوق العادة ولكن!

في كل موسم، يتربع الوداد على رأس المرشحين الأبرز للمنافسة على جميع الألقاب الوطنية، فيكفي أنه أكثر الأندية الوطنية تتويجا بدرع الدوري الاحترافي على مر التاريخ (22 لقبا)، وبفارق شاسع عن أقرب مطارديه، الرجاء (12 لقبا).

وفي آخر 10 مواسم، توج الوداد بخمسة ألقاب في الدوري، مقابل لقبين للرجاء، فيما توزعت الألقاب الثلاثة المتبقية بين المغرب التطواني والفتح الرباطي واتحاد طنجة.

وتمكن الوداد الموسم الماضي من إدراك إنجاز غاب عن الكرة المغربية زهاء 11 عاما (2003) و31 سنة عن “القلعة الحمراء” (1991)، بتمكنه من الاحتفاظ باللقب للموسم الثاني تواليا، بيد أن رياح الموسم الحالي يبدو أنها تهب، على الأقل في البداية، عكس ما تشتهيه السفن الودادية، وسيجعل مهمة الحفاظ على اللقب للموسم الثالث تواليا أصعب.

وشهد الوداد تغييرات جذرية بعد موسم استثنائي توج فيه بلقب دوري أبطال إفريقيا والبطولة الاحترافية، إذ غادر مدربه، وليد الركراكي، لتدريب المنتخب الوطني، كما رحل أبرز نجوم الفريق، على غرار المدافع أشرف داري، وهداف الفريق، غي مبينزا، والمدافع إبراهيم الشيخ كومارا.

وتعاقد الوداد من مدربه السابق الحسين عموتة، الذي توج معه بلقب البطولة المغربية و”الشامبيونزليغ” سنة 2017، بعد قرابة أسبوع من موعد انطلاقة الموسم الكروي، ما أثر على استعدادات الفريق للموسم الحالي.

واستهل الوداد الموسم بتعادل خارج الديار أمام الفتح الرباطي (1-1) في الجولة الافتتاحية، قبل أن ينتصر على الدفاع الجديدي بثلاثية (3-1) وأولمبيك خريبكة (2-1) في الجولتين الثانية والثالثة، ونهضة بركان في الجولة الرابعة بثنائية ليظل في الصدارة بـ10 نقاط، لكن خسارة لقب كأس السوبر الإفريقية، أمام الفريق البرتقالي بثنائية (2-0) في شتنبر الماضي، دقت أجراس الخطر داخل البيت الودادي وضاعفت الشكوك حول قدرة “المارد الأحمر” على الدفاع على لقب البطولة الاحترافية ودوري أبطال إفريقيا.

الصحافي الرياضي، عادل الرحموني، قلل من تأثير خسارة الوداد للقب كأس السوبر الإفريقية وتأثيرها على مسار الفريق خلال منافسات الموسم الكروي الحالي، وقال في تصريح لـ”مدار21″: “رأينا أن الوداد تعثر أمام نهضة بركان في نهائي كأس العرش ثم في كأس السوبر الإفريقية، ولم نر فاعلية اللاعبين إضافة إلى غياب العائدين إلى الفريق” نظرا لعدم جاهزيتهم، مضيفا “هذا ليس المستوى الحقيقي للوداد، والجولات المقبلة ستعطي دفعة قوية لمشاهدة المستوى الحقيقي للبطولة الاحترافية”.

الرجاء.. ثورة خضراء بانطلاقة مخيبة

تعوّل الجماهير الرجاوية على الثورة التي أحدثها الرئيس الجديد للفريق، عزيز البدراوي، في التركيبة البشرية للفريق من أجل العودة للمنافسة بقوة محليا لإنهاء سيطرة غريمه الأحمر على الدوري الاحترافي، وأيضا قاريا، سيما على مستوى دوري أبطال إفريقيا.

وسمح الرجاء للعديد من ركائزه في الموسم الماضي بالرحيل على غرار قائده السابق محسن متولي، وحميد أحداد، زكرياء الوردي، إلياس الحداد، وعبد الجليل اجبيرة، وعمر العرجون، إضافة إلى الثلاثي الكونغولي بيدي باديبانغا وكاديما كابانغو وفابريس نغوما.

في المقابل، كان الفريق الأخضر أكثر الأندية المغربية نشاطا في سوق الانتقالات الصيفي المنصرم بتعاقده مع 15 لاعبا أبرزهم الثلاثي الجزائري رؤوف بن غيث، ويسري بوزوق ومهدي بوكاسي، وإسماعيل بلمقدم وأكسيل مايي وزكرياء حدراف.

ورغم التعاقدات الوازنة التي أجراها “النسور” فقد كانت الانطلاقة في أول 4 جولات من الدوري الاحترافي مخيبة للآمال، بعدما اكتفى “الأخضر” بتعادل صعب في معقله وأمام مناصريه أمام أولمبيك آسفي (2-2) في أول جولة، قبل أن يندحر خارج القواعد أمام الصاعد الجديد إلى قسم الأضواء، اتحاد تواركة، بنتيجة (1-0)، ويتعادل أمام المغرب التطواني (1-1) في ثالث الجولات، ما عجّل برحيل مدربه التونسي الجديد، فوزي البنزرتي، وتعويضه بمواطنه منذر الكبير، الذي فشل في إهداء الفوز الأول للجماهير الخضراء بتعادله في الجولة الرابعة أمام شباب المحمدية (0-0) ليظل الفريق في الرتبة الـ11 بثلاث نقاط، في أسوإ انطلاقة له منذ سنوات.

الرجاء الذي كان يعوّل على خبرة مدربه فوزي البنزرتي، المتوج مع الوداد بلقبين بالدوري سنة 2019 و2021، من أجل اعتلاء بوديو الدوري، حوّل بوصلته صوب منذ الكبير، الذي يخوض أول تجربة البطولة المغربية، الذي قاد المنتخب التونسي في كأس إفريقيا الأخيرة بالكاميرون وأقيل من منصبه بعد الإقصاء من دور ربع النهائي.

الجيش.. ربان جديد وحلم مستمر

رغم احتلاله المركز الثالث في السنتين الماضيتين وتتويجه بلقب كأس العرش لموسم (2019-2020) ما يزال الجيش الملكي فاقدا لبوصلة درع الدوري الاحترافية الغائبة عن خزائنه قرابة الـ14 عاما.

وينوي “الزعيم” نفض غبار التواضع في الموسم الحالي بعدما أجبر على تغيير طاقمه التقني برحيل المدرب سفين فاندربروك، الذي تعاقد مع أبها السعودي.

وتعاقد الفريق العسكري مع المدرب الفرنسي، فيرناندو دا كروز، لقيادته خلال الموسم الحالي بهدف العودة إلى “بوديوم” الدوري الاحترافية، كما قام بتعاقدات على المقاس ووفق الخصاص بضم كل من أحمد حمودان والعربي الناجي والإيفواري لامين دياكيتي زيادة على السنغالي بكاري ماني.

ويبصم “العساكر” على انطلاقة قوية في الدوري هذا الموسم، إذ حصدوا 10 نقاط في 4 مباريات، بواقع فوزين خارج الديار أمام مولودية وجدة (1-0) واتحاد تواركة (1-0)  وفوز وتعادل بملعبه أمام الدفاع الجديدي (4-1) ونهضة بركان (1-1)، ليتشارك الصدارة مع بطل الموسم الفارط، الوداد، بـ10 نقاط.

وسيكون الجيش الملكي هذا الموسم تحت ضغط مشاركته في كأس الكونفدرالية الإفريقية التي دشنها بتجاوز عقبة ريمو ستارز النيجيري في الدور التمهيدي، وسيستقبل يوم الأحد المقبل في ذهاب دور الـ32 أشانتي غولد الغيني، مراهنا على تجاوز إحباط نسخة الموسم الفارط عندما أقصي من دور الـ32 أمام شبيبة القبائل (3-1).

نهضة بركان.. “ماكينة” الألقاب تبحث عن مجد غائب

يمر نهضة بركان من فترة ذهبية في تاريخه بعدما حقق ثلاثية تاريخية بدأها الموسم الماضي بثنائية كأس الكونفدرالية الإفريقية وكأس العرش وأكملها يوم الشهر الماضي بالتتويج بالكأس السوبر الإفريقية على حساب بطل إفريقيا، الوداد.

وأصبح نهضة بركان رقما صعبا في معادلة كرة القدم المغربية، إذ إن ممثل الشرق تمكن في المواسم الأربعة الأخيرة من التتويج بلقبين في كأس العرش ومثلهما في كأس “الكاف” إضافة إلى تتويج واحد بالكأس الإفريقية الممتازة.

المنحى التصاعدي لفارس مدينة الليمون جعل أحلام جماهيره تكبر موسما بعد آخر، وهو ما أكده رئيسه المنتدب، عبد المجيد مضران، في تصريحات صحفية بعد التتويج القاري على حساب الوداد، عندما أكد أن الهدف المقبل للفريق هو محاولة التتويج بدرع الدوري الاحترافي لأول مرة في تاريخه، بيد أن هذا الطموح ارتطم ببداية محبطة.

ولم يفلح الفريق البرتقالي في الجولات الأربع الأولى من تذوق طعم الفوز، إذ مني الفريق بهزيمتين في معقله أمام حسنية أكادير (1-0) وأولمبيك آسفي (2-1) وثالثة أمام مضيفه الوداد (2-0)، فيما تعادل أمام الجيش الملكي (1-1)، ليقبع في المركز قبل الأخير برصيد نقطة واحدة، الشيء الذي سيجعل تحقيق حلم التتويج مستحيلا هذا الموسم على الأقل.

الأحصنة السوداء تدخل السباق

تقدم العديد من الأندية انطلاقة قوية في الموسم الكروي الحالي، على غرار أولمبيك آسفي وحسنية أكادير وشباب المحمدية، إضافة إلى شباب السوالم.

وبعد مرور أربع جولات تحتدم المنافسة في قمة الترتيب، بيد أن الموسم الكروي لن يبوح بكامل أسراره حتى مرحلة الإياب من الدوري، والتي تُرسم فيها ملامح الأندية القادرة على الاستمرار في المنافسة حتى آخر دورات على اللقب.

ويزاحم أولمبيك آسفي، الوداد والجيش الملكي في صدارة الترتيب بـ10 نقاط، إذ يقدم رجال المدرب المصري، طارق مصطفى، بداية موسم مثالية، بيد أن طريق الدوري الاحترافي طويلة وتحتاج نفسا طويلا يأمل “القرش المسفيوي” أن يكون مستعدا لها وهو الحالم بأول لقب في تاريخه.

وغير بعيد عن القمة، يتربص الثلاثي حسنية أكادير، الثاني بـ8 نقاط، وشباب المحمدية وشباب السوالم، المحتلين للمركز الثالث بـ7 نقاط، بفرق الصدارة، ورغم صعوبة المهمة، فهي تؤمن بقدرتها على خلق المفاجأة هذا الموسم سيما أن السنوات الـ11 الأخيرة شهدت تتويج 3 أبطال جدد.

وتمكن المغرب التطواني والفتح الرباطي واتحاد طنجة من كسر سيطرة الوداد والرجاء على لقب الدوري الاحترافي بتتويجها لأول مرة في التاريخ مواسم (2011-2012)، (2015-2016)، (2017-2018) تواليا، بينما حاز “الأحمر” 5 ألقاب مقابل تتويجين لغريمه “الأخضر”.

وتحدو العديد من الأندية رغبة اعتلاء “بوديوم” البطولة الاحترافية من جديد على غرار حسنية أكادير، الذي غاب اللقب عن خزانته لـ19 عاما، مستندا إلى خبرة مدربه البرازيلي ماركوس باكيتا، فيما يحلم “القرش المسفيوي” بأول تتويج في تاريخه، في موسم سيكون صعبا على الفرق التقليدية المنافسة على اللقب كل موسم بسبب المشاركات الخارجية.

رغم أن كل الاحتملات تبقى واردة، يرى الصحافي الرياضي، أنس إزم، أن الحديث عن المنافسة على لقب الموسم الحالي لا يمكن أن يكون بعيدا عن الوداد والرجاء، الذين يتزعمان لائحة الترشيحات كل موسم، بيد أنه شدد على أن العديد من الفرق أعدت العدة من أجل قلب موازين القوى هذا المسوم ومحاولة خطف اللقب من فريقي البيضاء.

وقال إزم في تصريح لجريدة “مدار21” إن “التكهن بهوية الفريق القادر على التتويج بلقب الدوري صعب للغاية لأن هناك أندية كثيرة قامت بتعاقدات كثيرة ولديها مدربون جيدون”، مسترسلا “رأينا حسنية أكادير ونهضة بركان.. والوداد والرجاء لا نقاش في منافستهما على اللقب، لكن مع توالي الدورات ستتضح ملامح المنافسين على اللقب”.

وشدد المتحدث على أن “الرجاء لديه رئيس يريد العمل وعلى الجماهير الصبر عليه لأن الرجاء فريق ألقاب وجمهوره عالمي”، مضيفا “الوداد أيضا لديه المدرب الحسين عموتة ولديه جمهور رائع، وهما معا (الوداد والرجاء) لا خوف عليهما لأنهما يلعبان دائما على الألقاب”.

الركراكي يشعل المنافسة

من جانبه، يؤكد الصحافي الرياضي عادل الرحموني أن مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم “قطر2022” المرتقبة في نونبر المقبل، ستشعل المنافسة بين أندية الدوري الاحترافية، سيما اللاعبين الراغبين في إقناع الناخب الوطني، وليد الركراكي، بأحقيتهم في مرافقة “الأسود” إلى المونديال.

وأوضح الرحموني في تصريحه للجريدة أن “اللاعبين الآن يحلمون بالمشاركة في كأس العالم، لأن الناخب الوطني مغربي وقريب من البطولة الاحترافية وشاهد بعض مباريات الجولة الأولى والثانية وأيضا حضر لمباراة كأس السوبر الإفريقية بين الوداد ونهضة بركان، وهذا يعطي دافعا للاعبين من أجل رفع مستوى المنافسة في الجولات الأولى”، لكنه شدد على أن البطولة الاحترافية انطلقت توا ويصعب الحكم على من يمكن أن يفوز باللقب بسبب جانب اللياقة البدنية غير المكتملة حتى الآن إضافة إلى أن المباريات لم تنطلق بالشكل الأمثل والفرق لم تجد إيقاعها بعد”.

ويعتقد المتحدث ذاته أنه “ما بعد نهائيات كأس العالم سنرى اللاعبين في مستواهم الحقيقي، خاصة أن هناك كأس إفريقيا للمحليين التي سيشارك فيها المنتخب الأولمبي لأقل من 23 سنة استعدادا لكأس إفريقيا الذي سينظمه المغرب في نونبر المقبل بحثا عن التأهل إلى الألعاب الأولمبية في باريس سنة 2024”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News