سياسة

الجزائر تدعو المغرب والبوليساريو لاستئناف المفاوضات المباشرة حول الصحراء

الجزائر تدعو المغرب والبوليساريو لاستئناف المفاوضات المباشرة حول الصحراء

دعت الجزائر إلى استئناف “المفاوضات المباشرة” بين المغرب وجبهة بوليساريو الانفصالية لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، خلال لقاء المبعوث الأممي للصحراء، ستافان دي ميستورا، مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة اليوم الإثنين بالجزائر، بحسب بيان للخارجية الجزائرية.

وكان مجلس الأمن، وفق قراره رقم 2602، قد أكد “استمرارية” مسلسل الموائد المستديرة كإطار “وحيد وأوحد” لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، بمشاركة الأطراف الأربعة، المغرب والجزائر والبوليسارية وموريتانيا، وهو ما ترفضه الجارة الشمالية، وتحاول التنصل من مسؤوليتها في افتعال النزاع ودعمها لميليشيا البوليساريو الانفصالية.

وجاء في بيان الخارجية الجزائرية “ناقش الطرفان آخر التطورات السياسية المتعلقة بقضية الصحراء وآفاق تعزيز الجهود الأممية لاستئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين”.

وكان المبعوث الأممي للصحراء المغربية التقى الأحد زعيم جبهة بوليساريو الانفصالية، ابراهيم غالي، “في جلسة مغلقة” في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر في إطار جولته في المنطقة.

والسبت التقى دي ميستورا ممثل بوليساريو لدى الأمم المتحدة عمار سيدي محمد ورئيس وفد مفاوضي البوليساريو خطري آدوه.

وأكد سيدي محمد إثر اللقاء أن جبهة البوليساريو “مستعدة للتعاون مع الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي في جهودهما الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم” مبني على موقفها ومطالبها الفاقدة للشرعية الدولية والتي تدعمها الجزائر.

دي ميستورا.. الزيارة الثالثة للمنطقة

ومنذ تعيينه في نونبر 2021، قام ستافان دي ميستورا بأول جولة له في المنطقة في يناير حين زار الرباط وموريتانيا والجزائر وتندوف، وهي الأطراف الأربعة المعنية بالنزاع المفتعل، حسب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وفي 2 يوليوز الماضي، عاد المبعوث الأممي إلى المملكة، وجدد له المغرب تأكيد تمسكه بالحل السياسي لنزاع الصحراء المغربية، ودعمه لقرار مجلس الأمن رقم 2602 الذي يقضي بعودة الأطراف المعنية إلى مسلسل الموائد المستديرة لإيجاد حل سياسي عادل ودائم لملف الصحراء المغربية.

وشددت الدبلوماسية المغربية، في شخص وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، والسفير الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في لقاء صباح الثلاثاء 5 يوليوز 2022، مع ستافان دي ميستورا، على موقف المملكة الثابت، المعبر عنه في خطاب الملك محمد السادس في الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء، في 6 نونبر 2021، لإيجاد حل سياسي مبني بشكل حصري على مباردة الحكم الذاتي المقدمة من طرف المغرب، في إطار السيادة والوحدة الترابية للمغرب.

وجدد بوريطة وهلال خلال اللقاء، وفق بلاغ لوزارة الخارجية، تمسك المغرب بالعملية السياسية وفق القرار 2602 الذي ألزم المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية وموريتانيا بالعودة إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ 2019 “بدون شروط مسبقة وبحسن نية” في أفق التوصل إلى “حل سياسي عادل ودائم”.

فورستاين: المبعوث الأممي سيقف على مأساة المخيمات

تزامنا مع الزياة، أكد منتدى “فورستاين من قلب مخيمات تندوف” أن زيارة المبعوث الأممي للصحراء المغربية تتطلع “لوساطة مشروخة، عقّدتها جبهة البوليساريو بإعلانها الحرب من جهة واحدة، أدخلتها دوامة من التيهان والعزلة الدولية والانفجار الداخلي”.

وأوضح المنتدى أن مخيمات تندوف “تعيش أوضاعا صعبة، وشحا غير مسبوق في المواد الغذائية، وحصارا أمنيا مطبقا تشرف عليه الجزائر بصفة رسمية، وتمنع الخروج من المخيمات دون الحصول على تصريح أمني بعيد المنال، ما عقد الأمور، وساهم في لجوء الساكنة إلى الخروج من المخيمات عبر طرق خاصة، الأمر الذي أدى بالعشرات من الصحراويين إلى الاعتقال والمحاكمة من طرف السلطات الجزائرية”.

وتابعت أن “خنق وحصار وجوع.. شعارات مرفوعة منذ مدة بالمخيمات، والساكنة ضاقت ذرعا بالقيادة، مع تناسل فضائح بين الفينة والأخرى عن بيع مساعدات من طرف قيادي هنا، وتورط قيادي في جرائم جنسية هناك، دون الحديث عن الفضائح المالية التي خرجت قبل شهرين عن تبييض أموال من طرف شبكة تابعة للقيادة تضم أبناء قياديين بارزين بجبهة البوليساريو”.

وذكر منتدى فورستاين من قلب مخيمات تندوف بالارتباك الكبير الذي تملك قيادات الجبهة الانفصالية “بين تسابق من طرف إطاراتها على الظهور مع المبعوث الأممي، وبين استغلال الشيوخ والنساء وجلبهم عنوة، وحشد الجماهير لساعات طوال تحضيرا لمرور موكب المبعوث الأممي، دون أن ننسى فضيحة استقبال ومرافقة دي ميستورا، من طرف أطفال بزي عسكري، ما ورط قيادة الجبهة رسميا في تجنيد الأطفال أمام العاملين بالأمم المتحدة على رأسهم المعني الأول بملف الوساطة الأممية في ملف الصحراء”.

وأكدت أنه لن يكون “عسيرا على المبعوث الأممي، أن يقف على مدى الامتعاض والسخط الجماعي ضد ابراهيم غالي وعصابته، وأيضا من السهل عليه أن يعرف مدى الرغبة الجامحة لدى الساكنة في تغيير وإسقاط القيادة، ولن تخونه فراسته ليكتشف بسهولة التواجد المكثف لجبهة الممانعة التي تقودها أزلام القيادة دفاعا عن ابراهيم غالي وزبانيته، وتصويره كبطل، تتبجح بصوره مع الرئيس التونسي قيس سعيد”.

وشدد منتدى فورستاين أن “غالي ومن رافقه لتونس، لا يمثلون أي نظام قائم، ولا شرعية لهم في القانون الدولي، ولا يملكون أرضا، ولا مقومات دولة، بل دخلوا تونس بجوازات سفر جزائرية وبطائرة جزائرية، وأن تلك الخطوة تدخل في مخطط دشنته الجزائر منذ مدة، لزيادة أسهم ابراهيم غالي وعصابته داخليا، ضمانا لصعود سلس في المؤتمر القادم المنعقد نهاية السنة الجارية”.

تعليقات الزوار ( 1 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News