فن

الجوهري: الميزانيات “الهزيلة” سبب فشل الإنتاجات التاريخية

الجوهري: الميزانيات “الهزيلة” سبب فشل الإنتاجات التاريخية

على الرغم من كون المغرب بلدا يحمل في طياته تاريخا عميقا بعدما تعاقبت عليه حضارات عديدة، إلا أن خزانته السينمائية تكاد تفتقر لأعمال سينمائية ودرامية تاريخية تعكس التاريخ القيم الذي يملكه المغرب في جعبته.

قضايا تاريخية من قبيل حرب الريف، ومعركة الملوك الثلاثة، جسدتها بعض من الأعمال التي حملت توقيعا هوليووديا أو عربيا في أغلبها، أضحى نجاحها النقدي والتجاري مرتبطا بجنسية صناعها.

الفيلم السينمائي التاريخي المغربي الذي يحمل عنوان أنوال، والذي يرصد سيرة زعيم ثورة الريف عبد الكريم الخطابي خلال فترة معركة أنوال والذي يجري حاليا أطوار تصويره، أثار ضجة منقطعة النظير على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الإعلان عن إطلاق صافرة تصويره، فتح التكهنات من قبل رواد السوشل ميديا حول مدى نجاح صناعه من مخرج وطاقم تمثيل وسيناريست في إصدار مشروع فني تاريخي مغربي يعكس مكانة الحقبة الجوهرية التي يجسد أحداثها.

فتح المجال لهذه التكهنات من قبل الرواد لم يأتي بأسباب غائبة، بل جاء نتيجة انتكاسات متتالية بعد عرض أعمال تاريخية مغربية سابقة كان من المتوقع أن تنال استحسان فئة معينة من المغاربة ممن يتوقون لمشاهدة أعمال تنقل تاريخ وطنهم في صورة مشرفة.

وفي هذا الصدد حصر الناقد السينمائي عبد الإله الجوهري، أسباب فشل معظم هذه الفئة من الأعمال المغربية في الميزانيات الهزيلة التي تمنح لها.

ولفت الجوهري إلى أنه يتأسف القول بأن الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية المغربية لم تتمكن لحد الساعة من أن تعكس غنى وقوة التاريخ المغربي، الذي يتميز بعمقه التاريخي الكبير وعلى شخصيات تاريخية بصمت الأزمنة المغربية، لكننا لا نجد في المنحى المقابل مواكبة فنية حقيقية، ليس بسبب عدم توفر المخرجين وصناع الأعمال الإبداعية المغاربة على إمكانيات فنية وتقنية ولكن لعدم وجود منتجين قادرين على دخول غمار إنتاج أعمال تاريخية.

وأضاف الجوهري في تصريح لمدار 21: “ألاحظ غيابا شبه تام لمساهمات الجهات الرسمية في صناعة هذا النوع من الأعمال مما قلل من وجودها، فهي تحسب على رؤوس الأصابع، نذكر من بينها فيلم (طبول النار) من توقيع المخرج سهيل بن بركة الذي صور فيه معركة وادي المخازن المجيدة، نفس المخرج أنجز فيلم (من رمل ونار) والذي تمحورت أحداثه حول حياة أحد المستكشفين المغامرين الإسبانيين الذي كان يطلق عليه اسم (علي باي) والذي أتى إلى المغرب في عهد المولى سليمان”.

وصرح المتحدث نفسه عن أمله مستقبلا في وجود أعمال تعكس الوجه الحقيقي والمشرق للتاريخ المغربي.

وعن توقعاته حول الفيلم السينمائي التاريخي المغربي أنوال والذي يحمل توقيع المخرج محمد بوزكو قال: “أنتظر منه أن يكون عملا حقيقيا يحكي أطوار معركة تاريخية مغربية مشرفة، رغم علمنا أن الإمكانيات الممنوحة له لا تختلف كثيرا عن تلك التي منحت للمشاريع التاريخية التي سبقتها، قلبي مع صناع هذا الفيلم وأتمنى لهم النجاح لأن نجاحهم هو نجاح سينمانا المغربية وتشريف لتاريخنا العريق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News