رياضة

الدكيك: بسبب “الكاف” إفريقيا متأخرة في “الفوتصال” ولا نملك بنية تحتية لاستضافة المونديال (حوار)

الدكيك: بسبب “الكاف” إفريقيا متأخرة في “الفوتصال” ولا نملك بنية تحتية لاستضافة المونديال (حوار)

يحمل الناخب الوطني، هشام الدكيك، مسؤولية تدني مستوى كرة القدم داخل القارة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي لا تولي أهمية كبيرة بهذا النوع الرياضي وتكتفي بتنظيم مسابقة واحدة كل أربع سنوات، ما يفقد “الفوتصال” قدرته على منافسة منتخبات أمريكا وآسيا وأوروبا، كما أبدى في الحوار الذي أجرته معه “مدار21” تفاؤله بخصوص مستقبل “الفوتصال” المغربي الذي تفوق في الفترة الأخيرة على أعتد المنتخبات القارية والعالمية، مؤكدا أن ثقة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في مشروعه كانت أحد مفاتيح النجاحات التي يحصدها “الأسود” في السنوات الأخيرة.

توج المنتخب الوطني بكأس إفريقيا وكأس العرب مرتين وبلغتم ربع نهائي النسخة الأخيرة لكأس العالم، ما سر الطفرة التي تشهدها كرة القدم داخل القاعة المغربية؟

أولا كان السر هم التوفيق من الله سبحانه وتعالى، الذي وفقنا لنصل لكل هذه الإنجازات.

ثانيا هناك العمل الجدي، لأني وضعت مشروعا طموحا ومتكاملا، كما وظفت مسيرتي لاعبا مع المنتخب الوطني واستفدت منها كثيرا، ثم اجتزت العديد من التدريبات التكوينية، وخصوصا أني أصبحت مكونا معتمدا بالاتحاد الدولي لكرة القدم مبكرا في سنة 2010، وهذا خول لي رؤية كرة القدم في مختلف ربوع العالم واحتككت بأستاذة كبار أيضا.

لكن الشيء الأهم بالنسبة لي في البداية كان رؤية كرة القدم داخل القاعة بإفريقيا، لأن أول خطوة كانت بالنسبة لي هي تجاوز منتخبات القارة، فكان المنفذ الأول أن نكون أبطال إفريقيا ليقتنع الناس والمسؤولين بمشروعي.

فزتم بكأس إفريقيا لأول مرة في التاريخ سنة 2016، هل كانت الانطلاقة الفعلية للمنتخب من جنوب إفريقيا؟

فزنا بأول كأس إفريقيا للأمم سنة 2016 بجوهانسبورغ في جنوب إفريقيا، وبعد ذلك خضنا منافسات كأس العالم لكننا وجدنا أن مستوانا ما يزال بعيدا ويحتاج إلى التطور أكثر، ومنذ تلك اللحظة بدأ التخطيط من أجل العالمية والدولية.

إذن، تغيرت الاستراتيجية؟

بعد المشاركة في كأس العالم، ركزت على العمل داخل البطولة المغربية وحاولت توحيد عمل المدربين وأخضعتهم لتكوينات حتى أصبح لدينا طريقة العمل نفسها في كل جهات المغرب؛ الجميع أصبح يعرف كيف نريد أن نلعب؛ وفي تلك الفترة كنت أشتغل وحيدا.

ما بعد سنة 2016 أصبح لدينا تقريبا 1000 مدرب لكرة القدم داخل القاعة، وأقنعنا شيئا فشيئا المسؤولين من أجل إيلاء الاهتمام أكثر بهذه الرياضة بتحسين البطولة والرفع من المنح إضافة إلى تخصيص تكوينات للاعبين والمدربين.. وبعدما تبنا رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، مشروعي وموله من البداية حتى النهاية أصبح طموحنا أكبر.

لقد كان مشروعا كبيرا، وكان هناك تخطيط نسير معه خطوة خطوة، وكان يلزمنا رأسمال بشري؛ اللاعبون والطاقم التقني، ورأسمال مادي ومالي كان ما وضعه رئيس الجامعة والإدارة رهن إشارتنا.

ماذا كان ينقص المنتخب الوطني آن ذاك، علما أنكم كنتم أبطال إفريقيا؟

كان ينقصنا أن نرفع مستوانا إلى العالمية. من أجل أن نصل إلى هذا المستوى أصبح لزاما علينا أن نخوض مباريات عالمية، وهذا ما حدث عندما أصبحنا نواجه منتخبات كبيرة، وكانت نتائجنا متذبذبة بين الفوز والخسارة حتى وجدنا السكة الصحيحة وبالضبط بعد كأس إفريقيا التي نظمت بالمغرب سنة 2020 وفزنا بلقبها، وكان التتويج الثاني تواليا لنا. في الحقيقة، كانت تلك انطلاقتنا الحقيقية، وفزنا بعدها بكأس العرب مرتين وبلغنا ربع نهائي كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ، كما توجنا مؤخرا بالكأس القارية.

ما هي المصاعب التي وجدتها في طريق تنزيل مشروعك؟

الطريق لم تكن أبدا مفروشة بالورد، لأن أصعب شيء هو تكوين فريق في كرة القدم داخل القاعة كونها رياضة مهمشة في إفريقيا.

الطريق كان صعبا جدا، لأنه لإقناع المسؤولين وجدت مشاكل كبيرة، لذلك دائما أشكر رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لأنه آمن بالمشروع رغم أن هذه الرياضة لا تضخ أي مداخيل من المستشهرين، بل الجامعة من تمول المنتخب والأندية داخل البطولة الوطنية.

كنت أشاهد مؤخرا مباريات كأس آسيا ورأيت منتخبات الكويت، تايلاند، العراق، وتساءلت: كيف استطاع المنتخب المغربي الفوز على هاته المنتخبات وهي تلعب كل سنة؟

على مستوى الأندية لديهم دوري أبطال آسيا وعلى مستوى المنتخبات هناك كأس آسيا تلعب كل سنتين لهذا أتفاجأ كيف فزنا عليهم، بل أكثر من ذلك بالنسبة لهم كرة القدم داخل القاعة بالمغرب متطورة في وقت أننا لا نتوفر لا على إمكانياتهم ولا البنى التحتية التي يتوفرون عليها ولا بطولاتهم.

أتعتقد أن السبب في ذلك هو التهميش الذي تعانيه هذه الرياضة، سيما على المستوى القاري؟

صحيح. الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تغط في سبات عميق وتنتظر كأس إفريقيا كل أربع سنوات، ولو لم يكن تنظيمها مفروضا من الاتحاد الدولي لكرة القدم لم تكن لتنظمها في الأصل، لهذا قلت إن الطريق كانت صعبة للغاية لبلوغ ما وصلنا إليه اليوم.

“الكاف” غير مهتمة بالرياضة وهذا يظهر باكتفائها بمنافسة واحدة كل أربع سنوات تجمع فيها المنتخبات لعشرة أيام ثم ينفض الجمع.. فلا وجود لبطولات الأندية على غرار دوري الأبطال كل سنة، أما كأس إفريقيا، نحن القارة الوحيدة التي تنظمها كل أربع سنوات.

في أمريكا وأوروبا وآسيا تنظم الكأس القارية للمنتخبات كل سنتين لأن كرة القدم داخل القاعة تختلف عن كرة القدم العادية.. ورغم كل ذلك، المغرب متفوق على العديد من المدارس الكروية بآسيا وأوروبا، بل أكثر من هذا فقد تجاوزنا الآن آسيا بعدما فزنا على إيران (في كأس القارات) القوة الكبرى في القارة.

هل ترى أن المغرب قادر على تنظيم كأس العالم للفوتصال مستقبلا؟

لدينا نقص كبير في القاعات التي تتوفر على أرضيات خشبية، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تشرف في الوقت الحالي على تغيير بعض الأرضيات لتلائم المعايير العالمية، في وقت يجب أن يكون هذا الأمر شيئا عاديا في جميع المدن لأن الأرضية الخشبية هي المعتمدة للعب هذا النوع من الرياضات؛ ولا أتحدث هنا عن الفوتصال فقط، ولكن جميع الرياضات التي تجرى داخل القاعة (كرة السلة، كرة اليد، الكرة الطائرة).

الأرضيات الخشبية يجب أن تصبح شيئا مفروضا لنسد النقص الذي نعاني منه. لدينا قاعات ستؤهلها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بطلب مني لرئيس الجامعة بكل من القنيطرة وأكادير والمحمدية والقصر الكبير بالإضافة إلى القاعة التي نتوفر عليها بمركب محمد السادس لكرة القدم والثانية بمجمع مولاي عبداالله. الحمدلله، نحن في الطريق، لكننا ما زلنا في البداية.

واجهتم المنتخب البرازيلي وديا بأرض السامبا مؤخرا، هل دخل المنتخب الوطني مرحلة إعداد جديدة من أجل المنافسة بشكل أقوى في كأس العالم؟

المنتخب البرازيلي مصنف الأول عالميا وأكثر من ذلك هم مبتكرو اللعبة، ويجب أن تكون لدينا الجرأة لنواجههم في أرضهم لكي نستفيد، فأنا الآن بصدد تغيير طريقة اشتغالي من منتخب ينافس الفرق الكبرى هنا في المغرب أو في المنافسات المختلفة إلى منتخب يتجرأ على مواجهتهم في بلدانهم لنتعلم منهم، وبالأخص تعود اللاعبين على مثل هذه المباريات الكبيرة.

نتوفر على لاعبين صغار في السن، وأريدهم أن يعتادوا الضغط الجماهيري الذي نواجهه كلما واجهنا منتخبا كبيرا خارج المغرب، لأنه في البرازيل، سواء الجماهير أو لاعبيهم، لن يقبلوا الخسارة، وهذا هو السبب الرئيس لمواجهة البرازيل بأرضهم، نريد من اللاعبين أن يتعلموا مقاومة ذلك الضغط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News