ثقافة

الملحفة المغربية.. موروث ثقافي وأيقونة للحشمة والأناقة

الملحفة المغربية.. موروث ثقافي وأيقونة للحشمة والأناقة

تقع الصحراء المغربية جنوب خريطة المغرب تمتد من مدينة كلميم إلى مدينة الكويرة وهذه المساحة الشاسعة تخضع لثقافة متشبعة، الا وهي الثقافة الصحراوية حيث هذه الأخيرة تتميز بغناها وتنوعها عن باقي الثقافات المغربية بعاداتها وتقاليدها، من بينها الزي التقليدي للمرأة الذي يطلق عليه “الملحفة”.

طريقة لبس الملحفة

“الملحفة” تمنح للمرأة في المناطق الجنوبية، أناقة وجمالا متفردا، يميزها عن باقي النساء، وترتدي الصحراويات هذا الزي التقليدي بشكل يومي، وفي جميع المناسبات والأماكن.

فالملحفة، عبارة عن قطعة ثوب واحدة، طولها أربعة أمتار وعرضها يصل بالكاد إلى متر ونصف المتر، وهي مختلفة الأشكال والألوان، فيما يتباين ثمنها حسب جودة ونوعية القماش.

حيث تلف “الملحفة” حول البدن بعد أن تربط عند الكتفين، لتغطي كامل الجسد، ماعدا اليدين والوجه.

أنواع لملاحف

للملاحف أنواع عديدة من بينهم ملاحف الشكة وملاحف النحيف وكاز، فضلا عن توبيت ولمبيرد وساغامبو، والنيلة ذات المادة الزرقاء الداكنة.

زد على ذلك ملاحف صافانا، واخ، النميرات “تتضمن زخرفة أرقاما مبعثرة”، ثم ملاحف النعامة وملاحف النّحيف، دوماس، دلاس، كوكا.

إضافة إلى كل ذلك، يوجد نوعٌ آخر من الملاحف خضع لكثير من التطور، هو ملاحف الشرق أو “ملاحف لنصاص” التي يتم جلبها من موريتانيا في شكل أشرطة طويلة لا يتجاوز عرضها ثلاثة سنتمترات، ملفوفة على القصب، ويعتبر هذا النوع من أغلى الملاحف ثمنا بالصحراء ، حيث يتجاوز سعره ثلاثة آلاف درهم للقطعة الواحدة.

بالإضافة الى ملاحف صواري الخاصة بالعرائس، وإسمها يعني أمسية أي المرتبطة ببروز العروس وظهورها بعد انقضاء الليالي الأولى من الزفاف ضمن حفل شعبي صحراوي يُسمَّى “ابراز”، وموفتيلة وكنيبة ومذبي.

الملاحف والفكر الأسطوري

يعتقد كثيرون بالصحراء أن انفكاك عقد الملحفة نحو الكتفين في حضرة أحد الرجال دليل على وجود حب حقيقي تكنه المرأة للرجل.

فالملحفة هنا تساهم رمزيا في التعبير عن المشاعر المتفقة والحب المصادر اجتماعيا ودينيا وثقافيا.

وارتباطا بموضوع الغيرة، تلجأ النساء الغيورات إلى تمزيق ملاحفهن فوق أجسادهن جرّاء شعورهن بوجود خيانة مفتعلة من قبل أزواجهن.

الملحفة عبر الزمن

تحرص النساء في الصحراء المغربية، باختلاف أعمارهن، على ارتداء الملحفة باعتبارها رمزا من رموز الأنوثة والجمال، وعادة توارثنها عبر الأجيال وعلى مدى قرون من الزمن، وحافظن عليها بالرغم من التطور الذي شهده عالم الموضة والأزياء.

وتقول فاطيمتو، “الملحفة بالنسبة لي ليست لباسا تقليديا، بل هي زي مريح يشعرني بارتياح داخلي عند ارتدائه، فألوانه وزخاريفه تمنحني شعورا بالبهجة، والطاقة الإيجابية”.

وتضيف رغية، “أرتدي الملحفة في الجامعة وخارجها بشكل يومي، غير أنني أضطر للتخلي عنها خلال الطقس الماطر، لاسيما في فصل الشتاء، بسبب طولها وملامستها الأرض المبتلة في بعض الأحيان، حيث أجد نفسي مجبرة على ارتداء لباس عصري ولكن هذا لا يجعلني اتخلى عنها فهي دائما ترافقني لأن الهوية تبقى اصل والاصل لا يجب التخلي عنه.

في حين ذهبت نصيرة تقول ، الملحفة، لن أتخلى عنها أبدا أينما ذهبت، فهي مصدر فخر لكل امرأة صحراوية، فهو يزيدها جمالا وحشمة، ويعكس هويتها المغربية الصحراوية الضاربة في عمق التاريخ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News