دولي

بسبب موجات الحر.. دول أوروبية تكافح حرائق الغابات المدمرة

بسبب موجات الحر.. دول أوروبية تكافح حرائق الغابات المدمرة

ماتزال عدد من دول جنوب غرب أوروبا، تواجه لهيب حرائق غاباتها، التي اندلعت بسبب ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، والتي أجبرت آلاف السكان على إخلاء منازلهم.

وتستمر العديد من دول أوروبا الغربية مكافحة حرائق الغابات المدمرة الأحد، نتيجة موجة حر من المتوقع أن تستمر إلى ما بعد عطلة نهاية الأسبوع، وقد تحطم العديد من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وفق التوقعات.

وتشهد مجموعة من دول أوروبا موجة حر، نتيجة للاحتباس الحراري وفق العلماء، كما تزيد انبعاثات غازات الدفيئة من شدتها ومدتها وتواترها.

وتعد هذه ثاني موجة حر تشهدها أوروبا في شهر، ويعد تكاثر هذه الظواهر نتيجة مباشرة للاحترار المناخي وفقا للعلماء، مع ازدياد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، من حيث شدتها ومدتها وتكرارها.

وأمام استمرار موجة الحر الخانقة في عدد من دول أوروبا الغربية، تزداد حدة الحرائق بالغابات. وكما يتوقع خبراء الأرصاد أن تحطم درجات الحرارة أرقاما قياسية مطلع الأسبوع المقبل.

وتجند رجال الإطفاء من البرتغال إلى اليونان، للقضاء على الحرائق التي اشتعلت في الغابات، محاولين السيطرة عليها خوفا من انتقالها إلى المناطق المأهولة بالسكان.

في جنوب غرب فرنسا، لم يتراجع مستوى تأهب رجال الإطفاء للتصدي للحرائق، خصوصا في جيروند حيث اندلعت النيران في نحو 11 ألف هكتار من الغابات منذ الثلاثاء في سياق موجة حر مع توقع بلوغ مستويات 40 درجة مئوية الأحد، وفقا للأرصاد الجوية الفرنسية التي وضعت الأحد 15 منطقة في غرب البلاد في أعلى درجة تأهب.

وحذرت المؤسسة العامة للأرصاد الجوية من أن “الحرارة تتزايد بينما تنتشر موجة الحر في مختلف أنحاء البلاد”.

كما توقعت الأرصاد الجوية الفرنسية أن يكون الإثنين “الأكثر حرّا في غرب البلاد”، مشيرة إلى أن درجات الحرارة قد تصل إلى أربعين درجة في مناطق عدة بينها بريتاني ونورماندي باس وأكيتان وغرب أوكسيتاني.

وتباطأ تقدم الحريق في حوض أركاشون السياحي على ضفة المحيط الأطلسي، رغم أن ليل السبت الأحد شهد “تجددا لبعض الحرائق التي هددت مواقع التخييم في لا دون دو بيلا التي كان لا بد من إخلائها من حراسها”، وفق تغريدة محافظة جيروند على موقع “تويتر”.

وأعلنت السلطات المحلية في مقاطعة تيتست دو بوش، ظهر الأحد أن الظروف “لا تزال غير مواتية”، على الرغم من الحريق لم يتقدم بشكل كبير في هذه المنطقة حيث راوحت المساحات التي أتت عليها النيران بين 3200 و3400 هكتار.

وتقدم الحريق باتجاه لانديراس، بشكل أقل من الليلة السابقة وازداد نطاق المساحات التي اتت عليها النيران من 7000 إلى 7200 هكتار، وذلك بفضل “استراتيجية فعالة” اعتمدت على “إشعال النيران التكتيكي وإنشاء جدران الحماية”، وفق المتحدث باسم قسم الإطفاء.

في إسبانيا، لا يزال 20 حريقا مستعرا في الغابات، وخارج نطاق السيطرة في أجزاء مختلفة من البلاد، من الجنوب إلى أقصى الشمال الغربي في غاليسيا، حيث دمرت الحرائق حوالي 4400 هكتار من الأراضي هذا الأسبوع، بحسب السلطات.

وسُمح لـ 300 شخص من أصل ثلاثة آلاف بالعودة إلى منازلهم الأحد، بعدما تم إجلاؤهم بشكل وقائي بالقرب من ملقة في أقصى الجنوب.

وتوقعت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية درجات حرارة “مرتفعة بشكل ملحوظ” في معظم أنحاء البر الرئيسي للبلاد وجزر البليار في البحر المتوسط الأحد، على أن تصل درجة الحرارة إلى 42 درجة في مدينة لوغرونو الشمالية، و40 درجة في مدريد وإشبيلية، في الجنوب.

أما البرتغال، فقد شهدت هدوءا صباح الأحد على جبهة مواجهة النيران. وللمرة الأولى منذ الثامن من يوليوز لم تتجاوز درجات الحرارة في البرتغال 40 درجة مئوية.

وظلت بؤرة واحدة نشطة بالقرب من بلدة تشافيس في أقصى شمال البلاد، فيما تمت “السيطرة عمليا” على أكثر من 90 في المئة من محيطها، وفقا للحماية المدنية البرتغالية.

ومع ذلك، عدّت جميع الأراضي البرتغالية تقريبا معرضة للحرائق الأحد، بناء على مخاطر “قصوى” أو “عالية جدا” أو “عالية”، ولا سيما المناطق الداخلية الوسطى والشمالية.

وأشار آخر تقرير صادر عن الحماية المدنية البرتغالية إلى أن حرائق الأسبوع الماضي خلّفت قتيلين ونحو ستين جريحا. ووفقا لآخر التقديرات، أتت الحرائق على ما بين 12000 و15000 هكتار من الغابات.

وبخصوص اليونان، أصبح حريق اندلع صباح الجمعة وتسبّب في إخلاء وقائي لسبع قرى في منطقة ريفية في محافظة ريثيمنو في جزيرة كريت، تحت السيطرة.

في شمال أوروبا، في المملكة المتحدة، أصدرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية أول تنبيه “أحمر” من الحرارة الشديدة، محذرة من “خطر على الحياة”. وقال مكتب الأرصاد الجوية إن درجات الحرارة في جنوب إنكلترا قد تصل إلى 40 درجة للمرة الأولى، الاثنين أو الثلاثاء.

في هولندا، أعلن المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة الأحد عن خطة وطنية لمكافحة الحر وأصدر تحذيرا من ضباب دخاني في كل أنحاء البلاد اعتبارا من الإثنين، وتوقع ارتفاعا في درجات الحرارة في الأيام المقبلة وصولا إلى 35 درجة مئوية الإثنين في جنوب البلاد، و38 درجة مئوية الثلاثاء في أنحاء معينة.

وعاشت كندا، الوضع نفسه مع اندلاع حريق مدمر منذ الخميس في منطقة ليتون في شمال فانكوفر والتي كانت قد دمرت العام الماضي بفعل موجة حر تاريخية وحرائق مدمّرة.

وأتى الحريق على 1500 هكتار من الغابات والأشجار كما التهم العديد من المنازل مما اجبر السلطات على القيام بعمليات إخلاء.

ويذكر أنه في المغرب أيضا، تسببت درجات الحرارة الشديدة في حرائق العديد من الغابات، حيث توفي شخص في شمالها ودمرت نصف المساحة التي طالتها النيران والبالغة 4660 هكتارا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News