سياسة | مجتمع

الحكومة تتّجه لإغلاق باب توظيف “أساتذة التدريس” أمام خريجي الجامعات

الحكومة تتّجه لإغلاق باب توظيف “أساتذة التدريس” أمام خريجي الجامعات

تتّجه الحكومة إلى إغلاق باب توظيف أساتذة التدريس أمام خريجي الجامعات، خاصة ذات الاستقطاب المفتوح، وذلك بعد اعتماد برنامج تكوين أستاذات وأساتذة‎ ‎التعليم الابتدائي والثانوي في أفق سنة 2025، وهو البرنامج الذي يسعى إلى حصر المؤهلين للولوج إلى مهنة التدريس، في خريجي مسالك التربية في إطار البرنامج الذي يمتد التكوين فيه لخمس سنوات.

وأعلنت الحكومة اليوم الإثنين، عن إطلاق برنامج لتكوين أستاذات وأساتذة‎ ‎التعليم الابتدائي والثانوي في أفق سنة 2025، وذلك عبر توقيع اتفاقية مبرمة ‏بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة ‏الاقتصاد والمالية، تمتد مدة هذا البرنامج لخمس سنوات، وقد خصصت له الحكومة غلافا ماليا يفوق أربعة ‏ملايير درهم.‏

تكوين 50 ألف أستاذ

وأوضح شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن هذا البرنامج يروم تلبية الحاجيات الآنية والمستقبلية من الأستاذات والأساتذة بمختلف ‏تخصصات سلكي التعليم الابتدائي والثانوي، مضيفا أنه يسعى إلى جعل “مسالك الإجازة في التربية رافدا أساسا لولوج مهن ‏التدريس، وذلك من خلال الرفع من طاقتها الاستيعابية، وجعلها أكثر جاذبية وتحسين جودة التكوين ‏الأساس بها”.

وقال الوزير في تصريحات للصحافة على هامش حفل توقيع الاتفاقية التي سيتم بموجبها تنفيذ برنامج تكوين 50 ألف أستاذ في مجال علوم التربية، أنه سيتم إرساء هندسة جديدة للتكوين الأساس قوامها 5 سنوات، يتم التكوين خلالها في ثلاثة ‏فضاءات متكاملة (التكوين الأساس في مسالك الإجازة في التربية بالمؤسسات الجامعية المختصة، ‏والتأهيل المهني بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، والتدريب بالمؤسسات التعليمية).‏

وحول ما إذا كان هذا البرنامج سيغلق الباب أمام الطلبة من خرجي الجامعات ذات الاستقطاب المفتوح، قال بنموسى في جوابه على سؤال لـ”مدار21″،  إن الباب سيبقى مفتوحا في وجه عموم الطلبة، غير أن النسبة الأكبر من الانتقاء ستهم خريجي مسالك الإجازة التربوية، حيث تراهن الحكومة أن تكون النسبة الأكبر لتوظيف أساتذة التدريس عبر هذا المسلك.

وتقول وزيرة التعليم، إن عدد خريجي الإجازة في علوم التربية “ما يزال محدودا جدا”، بحيث لا يتجاوز 1500 خريج كل سنة، وتطح وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى الرفع من عدد خريجي الإجازة التربوية لكي يصل إلى 18 ألف خريج بشكل سنوي، وذلك بهدف الاستجابة لحاجيات القطاعين العمومي والخاص من الأطر التربوية الكافية.

وأكد الوزير، أن تنزيل هذا البرنامج الأول من نوعه، يرتكز على أربعة محاور رئيسية، لتحسين جاذبية الولوج إلى مهنة التدريس مباشرة بعد الباكالوريا ابتداء من السنة المقبلة، حيث يرتبط المحور الأول بإعادة هندسة التكوين الأساسي للأساتذة عبر جعل مهنة التعليم مرتبطة بإجازة داخل المراكز الجهوية للتربية والتكوين، وذلك على مدى 5 سنوات، فيما يهم المحور الثاني إعادة النظر في دفتر التحملات بخصوص المدارس العليا للأساتذة من خلال التأكيد على جودة التكوين.

رفع جاذبية المسالك التربوية

وأضاف المسؤول الحكومي، أن المحور الثالث، من هذا “البرنامج الطموح”، يتعلق بالانتقاء لولوج المراكز الجهوية للتربية والتكوين عبر النقاط المحصل عليها بالباكالوريا، معلنا أنه سيتم تخصيص منحة 1000 درهم للمكونين، لإضافة الحصص الدراسية داخل المؤسسات التعليمية، فيما يتعلق المحور الرابع من هذا البرنامج بجعل التكوين بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين مدخلا التوظيف بالمؤسسات التعليمية العمومية.

وقال وزير التعليم، إن هناك عملا لكي نجعل من هذه المسالك الرافد الأساسي لتكوين الأساتذة في المستقبل، بحيث تراهن الحكومة على توظيف 80 في المئة من الأساتذة على الحاصلين على الإجازة في المسالك التربوية الذين ستكون لهم الأولوية لولوج مهنة التدريس، مبرزا أن برنامج تكوين قرابة 20 ألف أستاذ كل سنة، يتوخى الرفع من جاذبية هذه المسالك التربوية من أجل استقطاب أجود الطلبة للولوج إلى هذا المسلك.

هذا، ويأتي هذا البرنامج، وفق ما أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، تجسيدا للعناية التي يوليها الملك محمد السادس، لقضايا التربية والتكوين والبحث العلمي باعتبارها رافعة أساسية لتأهيل العنصر ‏البشري‎ ‎وركيزة محورية في المشروع التنموي، وتنفيذا لمقتضيات القانون الإطار رقم 17-51 المتعلق ‏بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي والنموذج التنموي الجديد، التي جعلت من الرفع من ‏مستوى الأستاذة والأستاذ تكوينا وعناية وتحفيزا مدخلا أساسيا للرفع من جودة التربية والتكوين ‏بالمغرب.

شروط جديدة لولوج التعليم

وكان وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كشف عن شروط جديدة لولوج مهنة التدريس مباشرة بعد الباكالوريا ابتداء من السنة المقبلة، معلنا أنه سيتم ابتداء من شتنبر 2022، اعتماد طريقة جديدة لتنظيم الولوج إلى ممارسة مهنة التعليم، مشيرا إلى أنه سيتم إقرار مسلك جديد لاختيار التلاميذ المتوفقين دراسيا مباشرة بعد الحصول على شهادة الباكالوريا.

وأوضح الوزير، أنه ستتم مراجعة طريقة الولوج إلى مهنة التدريس، عبر انتقاء والطلبة والتلاميذ المتفوقين ممن لديهم رغبة لممارسة المهنة، مضيفا أنه سيتم “قضاء ثلاث سنوات في سلك الإجازة التربوية، مخصصة للتربية والتكوين، حيث سيتلقى الطلبة خلال هذه الفترة تكوين وتداريب مهنية داخل الأقسام، وبعد أن يجتازوا امتحان الاجازة التربوية يمكنهم الولوج بعد ذلك، إلى المراكز الجهوية لاستكمال التكوين.

وبحسب ما أكد وزير التربية الوطنية أمام البرلمان، فسيتم الاعتماد على مرحلتين لتفعيل هذا النظام الجديد، وتتمثل الأولى في 6 أشهر لتمكين التلاميذ من تكوين إضافي خاص بمهنة التدريس، وتهم المرحلة الثانية، اجتياز سنة واحدة للتدريب خارج المراكز الجهوية للتربية والتكوني، قبل أن يتم ترسيمهم كأطر للأكاديميات الجهوية للتعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News