خبير يرصد “إتلاف” المادة الثقافية في الإعلام ويدعو لرفع حضورها
رصد الخبير في الإعلام والاتصال، عبد اللطيف بنصفية ، تعرّض المادة الثقافية في الإعلام “للإتلاف” و”انحسار الحيز” المتاح لها مع تعرض المضامين الإعلامية لإغراق شبه كامل بمواضيع التغذية والحمية والتنمية الذاتية وما والاها.
وعلى بعد أيّام قليلة من تنظيم المعرض الدولي للكتاب بالرباط، أحد أبرز الأحداث الثقافية في المغرب، ناقشت مدار21 واقع تناول وسائل الإعلام للفعاليات الثقافية مع الخبير الإعلامي ومدير المعهد العالي للإعلام والاتصال.
وتقاسم بنصفية نتائج ورقة بحثية أنجزها مؤخرا حول الموضوع سجّل فيها “تداخلا بين المادة الثقافية والترفيهية”، و”إتلافا للمادة الثقافية بعد أن وقع شبه إغراق للمضامين الإعلامية بمواضيع الحمية والتغذية والجمال والتنمية الذاتية”.
وأوضح أن “الحيز المخصص للثقافة بمختلف عناصرها ضعيف بالمقارنة مع باقي المواد الإعلامية”، كما أن المادة الثقافية، في الإعلام السمعي البصري، لم تزل “تبرمج في أوقات متأخرة من الليل وخارج أوقات الذروة، اللهم ما ارتبط منها ببرامج الترفيه”.
وساءل مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال الأداء الإعلامي للمثقفين في ظل تقديم المادة الثقافية في الإعلام من طرف مفكرين أو مبدعين ما يطرح “قضية التمكن من تقنيات الخطاب الإعلامي والملاءمة مع بيئة وسائل الإعلام”، زيادة على مدى تمّلك رجال الحرف والقلم لـ” ما تتيحه تكنولوجيا الإعلام والتواصل من إمكانات من مدونات وشبكات تواصل ومنتديات التفكير والإبداع الرقمية”.
وفي هذا السياق، شجّع الخبير في الإعلام والتواصل “المثقفين المغاربة على استغلال الإمكانيات الهائلة التي يتيحها الويب بشتى فروعه من مدونات ومنتديات متخصصة وشبكات ومجلات إلكترونية”.
كما نادى ب”الرفع من سقف المادة الثقافية في دفاتر تحملات الإعلام العمومي والخاص على السواء، والعمل على مراقبة احترامه”، و”النهوض بنوادي الكتابة والفن بالمؤسسات التعليمية” باعتبارها حواضن مجتمعية للثقافة والإبداع.
