ثقافة

سحر “موسيقى الحجرة” بأنامل مواهب مغربية بمهرجان الصويرة

سحر “موسيقى الحجرة” بأنامل مواهب مغربية بمهرجان الصويرة

كان ولوعي موسيقى الحجرة، اليوم السبت بالصويرة، على موعد مع رحلة موسيقية آسرة أبدعتها أنامل مواهب مغربية شابة بأناقة العزف والبراعة فيه، وذلك خلال صبيحة موسيقية نظمت في إطار الدورة العشرين لمهرجان ربيع الموسيقى للصويرة.

وسميت موسيقى الحجرة بهذا الإسم لأن المنازل خلال عصري النهضة والأنوار كانت تخصص غرفة للأداء الموسيقي الذي لا يتطلب زخما صوتيا أو عددا كبيرا من العازفين. وهي حاليا، وبشكل عام، تأليف موسيقي مخصص لأداء فرقة موسيقية صغيرة مع عازف واحد لكل دور.

وتميز هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار برنامج غني يتواصل إلى غاية 21 أبريل الجاري، بحضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، ورئيس المجلس الجماعي للصويرة، طارق العثماني، وشخصيات أخرى من مختلف المشارب، وجمهور حريص على معانقة الأعمال الموسيقية الكلاسيكية الراقية التي تندرج في إطار “موسيقى الحجرة”.

وهكذا، سافر مجموعة من شباب البرنامج الاجتماعي الثقافي “مزايا”، بعزفهم الرائع والمتقن، بالجمهور إلى عالم صوتي حيث يمتزج اللحن بالتقنية والحس الفني.

وأدوا عددا من الكلاسيكيات الموسيقية الخالدة، من بينها ما ألفه عباقرة هذا الفن الراقي من أمثال “موزارت” و”شومان” و”يوهان سيباستيان باخ”، فضلا عن الإبداعات المعاصرة التي شدت بقوة انتباه وفؤاد الجمهور المنبهر بالموهبة الواعدة لهؤلاء الموسيقيين الشباب.

ومن آلة الكمان الجهير (Cello) النابض باهتزاز عميق إلى رقة البيانو، مرورا بالانتقالات الدقيقة على الكلارينيت إلى النقرات الفخمة للكمان الأجهر (Contrebasse)، كان لكل أداء صدى عاطفي وحسي في دواخل الجمهور الذواق.

وخلال المقاطع المميزة من هذا العرض الفني، كان الجمهور يتفاعل بالتصفيق الحار إعجابا وتقديرا لموهبة هؤلاء الموسيقيين، الذين بلغ عزفهم كل ركن من فضاء “دار الصويري” البديع.

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، دينا بنسعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذا الحفل، إن هذه الدورة تخلد الذكرى العشرين لهذه التظاهرة الفنية التي نحتت اسمها في مدينة الرياح، وهو ما يبصم هذا المهرجان.

وأكدت السيدة بنسعيد، التي تشغل كذلك منصب المديرة العامة لمؤسسة تينور من أجل الثقافة، “هذا العام، لا نحتفل فقط بعودتنا للتواصل مع الجمهور، بل نستذكر مرور عقدين على تواجد هذا المهرجان الذي اتسم بالشغف والالتزام من أجل الموسيقى”.

كما أشادت ببراعة هذه المواهب الشابة، مبرزة أن برنامج “مزايا”، الذي تدعمه مؤسسة تينور من أجل الثقافة، يروم تعزيز الإدماج الاجتماعي والمهني للشباب من خلال الموسيقى، وإتاحة الفرصة أمام الأطفال الذين لا يتابعون الدراسة للاستفادة من التكوين المزدوج في التعلم الأساسي والمسار الموسيقي المعمق.

من جانبها، عبّرت عازفة الكمان، بلقيس مادير، التي سحرت الجمهور بكونشيرتو رفيع، عن امتنانها للجمهور الصويري على ترحيبه الحار ودعمه للمواهب الشابة.

وقالت “أنا فخورة جدا بالمشاركة في هذه التظاهرة المرموقة”، مشيدة بأهمية الموسيقى باعتبارها لغة عالمية قادرة على تجاوز الحدود الثقافية وملامسة القلوب.

يشار إلى أن هذه الدورة العشرين، التي تنظمها جمعية الصويرة موكادور، بشراكة مع مؤسسة تينور من أجل الثقافة تعد الأولى منذ جائحة (كوفيد (19)، وتتيح لعشاق موسيقى الحجرة والفن الغنائي تجربة موسيقية رائعة رفقة فنانين عالميين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News