ميارة: لم نتنكر لوعودنا ودعم المقاصة سبب مغادرتنا حكومة بنكيران

رفض النعم ميارة القيادي بحزب الاستقلال ورئيس مجلس المستشارين، اتهام الحكومة بـ”اللامبالاة”، و”عدم الاكتراث” تجاه التهاب أسعار المحروقات بالمغرب، وقال إن ارتفاع أسعار البترول “أصبح ظاهرة عالمية”، واعتبر أن “هذا المبرر يصبح مقنعا إذا علمنا بأن صندوق المقاصة كان يلتهم 57 مليار درهم منها 40 مليارا للمحروقات”.

وسجل ميارة، ضمن حوار ببرنامج “مع يوسف بلهيسي”، يبث مساء اليوم السبت على قناة جريدتكم “مدار21” ومختلف منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن “قضية المحروقات معضلة حقيقية”، لأن غلاء المواد الطاقية ينعكس على ارتفاع أسعار النقل والمواد الغذائية إلى جانب مجموعة من السلع الاستهلاكية ومواد البناء والنقل الدولي، التي تضاعفت أسعاره بحوالي عشر مرات.

وأضاف الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أن المواطن المغربي لم يكن خلال الفترة السابقة، يشعر بتقلبات أسعار المحروقات بسبب تحمل الدولة للتكاليف المترتبة عن الزيادة، لكن عندما تم رفع الدعم عن المحروقات على عهد حكومة بنكيران السابقة، تبين الفرق حيث باتت أسعار البترول المرتفعة على الصعيد الدولي تنعكس بشكل مباشر على السوق الوطنية.

واعتبر ميارة أن “المشكل اليوم ليس مطروحا فقط على صعيد أسعار البترول بل أيضا يهم ملف الغاز، حيث يكلف غاز البوتان لوحده خزينة الدولة 17 مليار درهم،”، وأشار إلى أنه في الوقت الذي يشتري فيه المواطن المغربي قنينة الغاز من الحجم الكبير بـ40 درهما، فإن الحكومة تؤدي فارق ثمنها الحقيقي الذي يصل حسب أسعار اليوم إلى 180 درهما.

ولفت رئيس مجلس المستشارين إلى أن كل الدول شهدت الزيادة في أسعار المواد، خاصة الطاقية والمواد الأولية، وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، خرج مؤخرا يحذر من تداعيات أزمة اقتصادية تهدد بلاده، وقال إنه “إذا شعرت دول من مثل فرنسا بأن هناك أزمة اقتصادية، فكيف سيكون وضع الدول الصاعدة من مثل المغرب”.

وسجل رئيس الذراع النقابي لحزب الاستقلال، أن هذا الارتفاع الحاصل اليوم في الأسعار، يؤدي إلى اختلالات في الميزانية مما يرهق مالية الدولة ويزيد من تكاليف المالية العمومية، وأشار إلى أن سوق المضاربات بالمغرب يعرف أيضا “خللا كبيرا” وهو ما يتطلب من الحكومة أن تُقر “إجراءات زجرية” عبر وضع قانون خاص بالأسعار للحد من المضاربات.

وفي المقابل، أكد ميارة أن حزب الاستقلال لم يخلف الموعد، ولم يتنكر لمواقفه ووعوده السابقة، بخصوص المس بالقدرة الشرائية للمواطن المغربي، التي ما زال يعتبرها “خطا أحمر”، وقال إن هذا الكلام “سيكون صحيحا في حال قبِل الحزب بحذف ما تبقى من دعم صندوق المقاصة، الذي يصل إلى 17 مليار درهم”.

وشدد ميارة على أن الدعم كان نقطة الاختلاف مع حكومة بنكيران وأفضى بحزب الاستقلال إلى مغادرة الحكومة، بسبب رفضه حذف 40 مليار درهم من دعم المقاصة، وذلك بالنظر إلى أن الحزب كان دائما وما يزال يعتبر أن القدرة الشرائية للمواطن المغربي “خطا أحمر ولايقبل المساس بها”.

وبخصوص سيناريوهات الحكومة للتعاطي مع تطورات التوترات السياسية على الساحة الدولية، قال ميارة إن “هناك احتمالات واردة فيما يتعلق باستمرار ارتفاع أسعار المواد الطاقية، في حال تواصلت الحرب الروسية على أوكرانيا”، مشيرا في السياق ذاته، إلى الارتفاع الصاروخي لأثمنة المحروقات على صعيد البلدان الأوروبية، وليس فقط على مستوى السوق الوطنية.

واسترسل ميارة “صحيح أن الحكومة الحالية فتحت برامج اجتماعية طموحة من قبيل “فرصة” وأوراش” إلى جانب ورش تعميم الحماية الاجتماعية الذي تم الشروع في تنزيله” قبل أن يستدرك “لكن يتعين على الحكومة مع ذلك القيام بإجراءات إضافية، من قبيل محاربة المضاربات في الأسعار وإقرار تعويضات للمتضررين للتحكم في تداعيات الأزمة الناجمة عن تقلبات الأسواق الدولية”.