دولي

الجزائر تقمع المتظاهرين ورقعة الاحتجاجات تزداد اتساعا

الجزائر تقمع المتظاهرين ورقعة الاحتجاجات تزداد اتساعا

أوقف عشرات العاطلين عن العمل خلال صدامات مع الشرطة في مدن وبلدات في جنوب الجزائر خلال احتجاجات في المنطقة الصحراوية نتيجة غضب اجتماعي، وفق ما أفادت، أمس الخميس، الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان.

وقال نائب رئيس الرابطة، سعيد صالحي إن “الوضع مقلق مع عشرات الاعتقالات والمواجهات ومشاهد العنف”، واستنكر “صمت” السلطات عن المواجهات المتكرّرة بين متظاهرين والشرطة.

واعتبر صالحي أن “ما يحدث هو صرخة إنذار يجب أن تدفع السلطات للإسراع بفتح حوار سياسي شامل مع السكان”.

يعيش سكان مدينة ورقلة النفطية التي يقطنها أكثر من 100 ألف شخص وتقع شمال الصحراء الجزائرية، على وقع الصدامات منذ نحو أسبوع. وامتدت المواجهات إلى بلدات أخرى في جنوب البلاد، حيث أضرم شبان النار في إطارات سيارات على الأرصفة وعرقلوا حركة وسائل النقل العام، وفق وسائل إعلام محلية.

وأفاد مراسل صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية في ورقلة أن “الدخان الأسود يحجب الاجواء” منذ عدة أيام.

وأظهرت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء اشتباكات بين عاطلين من العمل وقوات مكافحة الشغب، خصوصا في ولايتي ورقلة والوادي (شمال شرق الصحراء الجزائرية).

ومدينة ورقلة هي عاصمة ولاية غنية بالمحروقات تحمل الاسم نفسه وتضم حقولا في مجال الطاقة بينها حقل حاسي مسعود الأكبر في الجزائر. لكن يرتفع في المدينة أيضا معدل بطالة الشباب. وتتعرض الوكالة الوطنية للتشغيل للانتقاد لعدم توظيفها خريجين جامعيين من جنوب البلاد.

وأدى ضعف توظيف الخريجين المحليين إلى “شعور بالإذلال والتهميش والظلم” بين السكان، وفق الباحث المختص في علم الاجتماع ناصر جابي.

وكانت شرارة الاحتجاجات قد اندلعت يوم أول أمس الأربعاء ببلديات ولايتي الوادي والمغي، طالب المشاركون فيها بالحق في مناصب الشغل في الشركات النفطية الجزائرية والأجنبية العاملة بالمنطقة.

وحسب وسائل إلاعلام محلية، فإن الشباب المحتجين قاموا بإغلاق مقر بلدية “سيدي عون” بقرية السويهلة، التابعة لولاية الوادي، كما نظموا مسيرة سلمية جابت الطريق الرئيسية من القرية إلى مقر البلدية.

وأشارت إلى أن الشباب العاطلين عن العمل في بلديتي “الدبيلة” و”حساني عبد الكريم” أغلقوا الطريق الوطنية رقم 16 الرابطة بين ولايتي الوادي وتبسة، باستعمال المتاريس، والحواجز البشرية.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد طالب هؤلاء المحتجون بتنحية مدير وكالة التشغيل، محملين إياه رفقة مسؤول وكالة التشغيل الجهوية بورقلة، الغنية بالموارد النفطية، مسؤولية “تعفن” ملف التشغيل بالمنطقة.

وتابعت أنه في بلدية “جامعة” بشمال شرق الوادي، قطع الشباب الطريق الوطنية رقم 3 الرابطة بين ولايتي الوادي وتوقرت، بالمتاريس والحجارة، مما تسبب في شلل تام في حركة المرور، حيث توقفت جميع السيارات وحافلات نقل المسافرين المتجهين إلى توقرت وحاسي مسعود وورقلة وولاية إليزي.

وأوردت أن عشرات الشباب من بلديتي “حساني عبد الكريم” و”الدبيلة” ودائرة “المقرن” في ولاية الوادي، أقدموا على غلق الطريق الوطنية رقم 16، وإضرام النيران في العجلات المطاطية، احتجاجا على تفشي البطالة، وتراجع الوضع التنموي بالولاية.

ووفقا لوسائل الإعلام الجزائرية، فقد التحقت مدينة إيليزي بالأحداث التي تعرفها مختلف ولايات الجنوب الشرقي، حيث خرج عشرات الشباب في مظاهرات احتجاجية.

وقالت إن مفترق الطرق المحاذي للولاية، وكذا أمام مدخل الولاية، شهدا أحداث تراشق بين الشباب وقوات الأمن، بينما تم إشعال النار في العجلات المطاطية التي أدت إلى تشكل سحاب كثيف من الدخان الأسود.

يذكر أن ولايات الجنوب الجزائري، تعاني، منذ عقود، من التهميش والإقصاء، حيث تشهد أوضاعا اقتصادية واجتماعية متردية، في ظل غياب مشاريع التنمية والبنيات التحتية، وضعف خدمات الصحة والتعليم، وارتفاع معدلات البطالة، مما دفع ساكنتها إلى الخروج في مظاهرات ومسيرات احتجاجا على تردي أوضاعها المعيشية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News