اقتصاد

خبير: جائحة كورونا حوّلت الشراء عبر الإنترنت من خدمة اختيارية لضرورية

خبير: جائحة كورونا حوّلت الشراء عبر الإنترنت من خدمة اختيارية لضرورية

أكد اسماعيل وداد، الأستاذ الجامعي بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات والخبير الاستشاري، أن زمن جائحة كورونا حوّل سلوك المستهلك المغربي إزاء شراء المواد الأساسية عبر الإنترت من خدمة اختيارية إلى ضرورية، مشددا على أنه رغم الإقبال الكبير فمجال التجارة الإلكترونية لم يبلغ ذروته بعد.

وقال اسماعيل وداد إنه على المستوى العالمي “أثرت جائحة كوفيد-19 بشكل كبير على الحياة اليومية، كما سرّع إغلاق أماكن الشراء أو الاستهلاك خارج البيت، من وتيرة اعتماد الشراء عبر الإنترنت واستقبال الطلبيات في المنزل كوسيلة لتلبية الاحتياجات الاستهلاكية”، مضيفا “ونتيجة لهذا التغيير، تحول التوصيل إلى المنازل بسرعة من خدمة اختيارية إلى خدمة ضرورية بالنسبة لبعض أنواع التجارة الإلكترونية. ويشمل هذا المعطى جميع الدول، بما فيها المغرب”.

ويرى الخبير الاستشاري في حوار أجراه مع وكالة الأنباء الرسمية “لاماب”، أن الأزمة الناجمة على الحجر الصحي وفترة الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا كانت العامل الأساس في هذا التحوّل، وقال بهذا الصدد “إذا كانت بعض هذه التغييرات قد بدأت ببطء قبل 2020، فإنها بلغت سرعتها القصوى بعد الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي كوفيد-19″، مشيرا إلى أن الأسباب التي تفسر هذا التغيير السلوكي تتعدد وتتنوع انطلاقا من العوامل المرتبطة بالمستهلكين، وصولا إلى الأسباب الخاصة بالبائعين، مرورا بالتسهيلات اللوجيستكية التي ترافق هذه العمليات التجارية”.

وأضاف المتحدث أنه “بخصوص الأسباب المرتبطة بالمستهلكين، يمكننا الانطلاق ممن يطلق عليهم المستهلكون غير النسبيون، أي الأشخاص الذين لم يستعملوا خدمات التوصيل في ما قبل، ولكنهم أصبحوا زبناء لها حاليا.. يتعلق الأمر بأشخاص لم يكونوا يفضلون أن يقوم أشخاص آخرون بالتسوق مكانهم، لكنهم أدركوا فيما بعد أن التوصل بالمنتوجات في البيت عملي جدا، بما أنهم سيختارون بأنفسهم ما يرغبون فيه وسيتوصلون به حسب الظروف التي تلائمهم، مما ساهم في ترسيخ هذا السلوك شيئا فشيئا”.

وأكد الخبير إنه يمكن القول إن “المستهلكين، وبمجرد انتهاء مخزون الهلع لديهم في بداية الجائحة، أصبحوا مستعدين لإنفاق مبالغ أكبر على أغراض تهمهم والتوصل بها في بيوتهم. وكانت هذه العملية بمثابة المحفز لسلوك جديد يمكننا وصفه بالمستدام، عندما يكون الأمر أكثر ملاءمة للمستهلك من التنقل لمكان البيع”.

وأشار اسماعيل وداد أنه “مع ظهور الجائحة، ارتفعت نسبة المبيعات عبر التجارة الالكترونية على المستوى العالمي من 40 بالمائة إلى 60 بالمائة حسب الدول. وبالمغرب، كشف التقرير الأخير لمركز النقديات حول النشاط النقدي المغربي برسم سنة 2021، أن عمليات الأداء بواسطة بطاقات ائتمان مغربية لدى التجار والتجار الإلكترونيين التابعين لمركز النقديات، سجلت ارتفاعا بنسبة 32,1 بالمائة في عدد العمليات، ونموا بنسبة 25,5 بالمائة من حيث المبلغ مقارنة مع سنة 2020”.

وأضاف أنه “لا يعني تدفق المتسوقين عبر الإنترنت خلال الجائحة أن القطاع قد بلغ ذروته”، معللا ذلك بأنه مع “استمرار البائعين في تحسين خبرتهم في التجارة الإلكترونية واعتياد المتسوقين الجدد عبر الإنترنت على الفضاء الرقمي، سيتواصل النمو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News