امرأة

في عيدهن..مغربيّات فخورات بتقاسم الإيجار والأعمال المنزلية مع أزواجهن

في عيدهن..مغربيّات فخورات بتقاسم الإيجار والأعمال المنزلية مع أزواجهن

في ظل استمرار الدفاع عن حقوق المرأة، تواصل المرأة المغربية نضالها من أجل نيل استقلاليتها، والذود عن المساواة بين الجنسين، حتى داخل بيت الزوجية ، بحيث تدفعها تقلبات حياتها الاسرية أو المهنية، أكثر فأكثر ، نحو إعادة النظر في الأدوار والمهام التي كانت تسند في ما مضى إلى الشريك.

لقد تغيرت كليا معايير اختيار “فارس الأحلام” بالنسبة للمغربيات العازبات، الراغبات في الزواج وبناء أسرهن. في الماضي كان الزوج المثالي هو ذاك الشخص الذي تقع على عاتقه جل المصاريف اليومية، ويدلل زوجته وأولاده بالهدايا، ويخرج معهم في النزهات والرحلات. بيد أن هذا لم يعد يأسر قلوب الشابات في يوم الناس هذا.

إنهن في واقع الأمر، يقعن، قبل كل شيء، في شراك حب رجل يشاركهن قيمهن ويقدر استقلاليتهن، ويمكنهن من الرقي في أحضان حياتهن الزوجية، ويعمل من أجل إرساء أسس المناصفة والمساواة بين الجنسين. هذا المطلب الحقوقي يدفع هؤلاء النساء المغربيات إلى الإصرار على وضع النقط على الحروف قبل خوض غمار أي علاقة جدية.

تقول ياسمين، وهي شابة مغربية في ربيعها الثامن والعشرين، وحديثة العهد بالزواج : “قبل الارتباط بزوجي الحالي، انتابني شعور بالفخر والشرف لكوني سأدفع نصيبي أي 50 في المائة من واجبات الإيجار ومصاريف التسوق، وكذا المصاريف القارة إلى جانب زوجي”، مضيفة أن : “ذلك لن ينقص البتة من أنوثتي أو من غروري”.

وبعد أن اعتبرت أن الزمن الذي كان فيه الرجل هو المسؤول الوحيد عن نفقات البيت ومصاريفه قد ولى ، قالت سميرة الشابة الثلاثينية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “بما أنني أرغب في أن يشاركني زوجي في الأعمال المنزلية، علي أنا كذلك أن أساهم في النفقات والمصاريف المادية. هذه هي الطريقة التي سيتم بها تحقيق المساواة داخل بيوت الزوجية”.

أما نساء أخريات، فيرون أن الإنصاف لا يقتصر فقط على تقاسم النفقات والأعمال المنزلية، بل يجب أن يكون الإنصاف حاضرا حتى أثناء اتخاذ القرارات المتعلقة بالحياة الزوجية.

“لقد كنت على الدوام أؤمن بأن الحياة الزوجية بمثابة فضاء يوفر لكل واحد حرية التعبير عن تفرده والحفاظ على استقلاليته . ومن ثمة، فعلى الزوجة ألا تسمح بطغيان قرارات ورغبات الزوج على قراراتها، “تقول كنزة، وهي شابة عازبة تسعى إلى علاقة زوجية يسود فيها الحب.

وأضافت كنزة قائلة “كل امرأة يجب أن تقول كلمتها ، مهما كانت الظروف . كل ذلك سوف يسمح لها بتأكيد رغباتها أمام شريك يرى كل شيء مباح ” ، مشيرة الى أنه” سواء تعلق الامر بالرغبة في إنجاب الأطفال أو بالامتناع عم هذا الامر ، أو بتعليم الابناء ، أو ببساطة تدبير الحياة اليومية، يجب أن يكون للمرأة رأي في هذه المواضيع”.

من جهتها قالت إيمان (33 سنة ومتزوجة) “إن النساء المغربيات قد بدأن يتعلقن أكثر من أي وقت مضى بحياتهن المهنية واستقلالية رواتبهن. إنهن يرفضن رفضا قاطعا أن يكن رهائن مقابل توفير الرجل لأجرة شهرية زهيدة وأداء نفقاتهن مقابل التخلي عن وظيفتهن . وبعد ان اكدت أن هذا الوضع شبيه بوضعية “من يطلق النار على رأسه” أضافت أن “العمل بالنسبة لي، ليس مجرد مصدر دخل يمنعني من الاعتماد على زوجي ماديا، بل يعد وسيلة تمكنني من فرض وجودي والرقي والانفلات من سطوة روتين الحياة الزوجية”.

وجملة القول، أن عادات الأسر الشابة قد تغيرت بشكل كبير .إذ ارتفعت، في المغرب، نسبة الأزواج الذين يتبنون مبدأ المناصفة والمساواة والمشاركة في تقاسم المهام المنزلية والأعباء المادية واتخاذ القرارات . ومرد ذلك إلى نضال المرأة المغربية المستمر والدؤوب من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين داخل البيت، بغية خلق حياة سليمة وعادلة ملؤها الحب والوفاء . لقد أصبحت المرأة المغربية، حريصة على متطلباتها ، تبدأ علاقتها الزوجية بكل انتقائية، ومن حقها ذلك، لأنها تملك الوسائل وكافة الحقوق !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News