سياسة | مجتمع

تقرير رسمي يكشف أرقاما “مخيفة ومقلقة” عن العجز المائي بالمغرب

تقرير رسمي يكشف أرقاما “مخيفة ومقلقة” عن العجز المائي بالمغرب

كشفت معطيات حديثة لوزارة التجهيز والماء، عن أرقام “مقلقة ومخيفة”، حول العجز المائي المسجل على صعيد مختلف الأحواض المائية عبر تراب المملكة، حيث أظهرت بيانات رسمية للوزارة أن حجم الواردات المائية المسجلة بمجموع السدود الكبرى للمملكة منذ فاتح شتنبر 2021 حوالي 714 مليون م3 مما يشكل عجزا يقدر بـ89 في المئة مقارنة بالمعدل السنوي للواردات.

وقالت وزارة التجيهز والماء إن المملكة شهدت منذ فاتح شتنبر 2021 وإلى غاية نهاية فبراير 2022، تساقطات مطرية ضعيفة تراوحت في المعدل بين 7 ملم بحوض الساقية الحمراء وادي الذهب و129 ملم بحوض اللوكوس، وهو ما نتج عنه بداية سنة جافة الثالثة على التوالي، مسجلة بذلك عجزا بنسبة تتراوح ما بين 30 إلى 50 في المئة على صعيد حوض كير زيز غريس وحوض درعة واد نون.

ووفقا لمعطيات الوزارة، التي جرى تقديمها أمام البرلمان، فقد بلغ العجز على صعيد أحواض اللوكوس، سبو، وأبي رقراق والساقية الحمراء وادي الذهب، نسبة تتراوح ما بين 60 إلى 70 في المئة، فيما بلغ العجز بنسبة تتراوح ما بين 71 إلى 80 في المئة على صعيد أحواض سوس ماسة، وتانسيفت، وأم الربيع وملوية.

وذكرت وزارة التجهيز والنقل، بأن المملكة تشهد فترات حادة من الجفاف بصورة دورية كالتي نعيشها حاليا، لاسيما خلال الثمانينات والتسعينات التي كان فيها التأثير شديدا في المجال القروي وعلى الأنشطة الفلاحية، لكنها لاحظت أن النسبة الحالية (أقل من 33 في المئة) تم تسجيلها خلال عدة فترات جافة: 1980-1986 و1993-1997 وخلال سنة 2000، مشيرة إلى أن هذه الفترة بلغ فيها التأثير بالإضافة إلى المجال القروي والفلاحي الكثير من المدن والمناطق الحضرية.

وكشفت معطيات وزارة بركة أنه خلال الثلاث سنوات الأخيرة تراجع حجم المياه الموجهة للسقي انطلاقا من السدود: لاسيما على مستوى أحواض أم الربيع وملوية وسوس-ماسة، مسجلة أنه منذ سنة 1990 عرف الحجم المائي المخصص للفلاحة خلال 18 سنة عجزا تراوح ما بين 2 في المئة و37 في المئة نسبة للمعدل البين السنوي للحصة المخصصة للسقي.

وأكدت الوزارة، أن الجفاف الذي نعيشه حاليا، يتميز بتأثيره على التزود بالماء الشروب في المجال الحضري بخلاف فترات الجفاف الماضية التي كان تأثيرها يخص التزود بالماء الشروب بالعالم القروي والأنشطة الفلاحية، لكنها قالت إن “المخزون المائي المتوفر حاليا بالسدود من تأمين حاجيات الماء الصالح للشرب بالنسبة لجميع المدن الكبرى المزودة انطلاقا من السدود في ظروف عادية، باستثناء الموجودة بأحواض ملوية وأم الربيع وتانسيفت وكذلك كير زيز غريس التي من المرتقب أن تعرف بعض الصعوبات في التزويد بالنظر إلى المخزون المائي الحالي الضعيف بالسدود بهذه الأحواض”.

وخلصت وزارة التجهيز والماء، إلى أن تقييم المخزون المائي بحقينات السدود، بعد قيام الوكالة بإنجاز محاكات الحصص التي ستوزع على القطاعات مع مراعاة ضمان التزود بالماء الشروب، أظهر أن الوضع المائي “مقلق” مما أدى إلى عقد عدة اجتماعات مع موزعي الماء (المكتب الوطني للماء والكهرباء قطاع الماء والمكتب الجهوي للاستتمار الفلاحي) لعرض نتائج المحاكات  والاتفاق على سيناريوهات توزيع الحصص ومتابعة الوضع عن قرب وتتبع المؤشرات الهيدرومناخية، وخاصة المعطى المتعلق بالواردات إلى السدود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News