“الكولسة” تُسقط ورقة التّوت عن ديمقراطية البيجيدي

كشفت معطيات دقيقة حصلت عليها موقع “مدار 21″، عن وقوع ممارسات “غير ديمقراطية” خلال الجموع العامة الانتدابية لإفراز مرشحي حزب العدالة والتنمية، في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وصلت حدّ اللجوء إلى استعمال “الكولسة” وأساليب “غير مشروعة” لفرض أسماء معينة ضدا على إرادة قواعد الحزب، دون احترام التداول الحر والمسؤول لاختيار المرشحين.

وأضافت المصادر ذاتها، أنه على خلاف محاولات الأمانة العامة للحزب، رسم صور وردية عن سير الجموع العامة الانتدابية لإفراز مرشحي الحزب في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، من خلال الإشادة بالمساطر التي يعتمدها الحزب في إفراز المرشحين، فقد تم على صعيد عدد من الأقاليم، تسجيل ممارسات “لا أخلاقية” منافية لمبادئ الحزب ومرجعيته.

وكانت الأمانة العامة لحزب “البيجيدي”، أعلنت في وقت سابق”اعتزازها بسير الجموع العامة الانتدابية لإفراز مرشحي الحزب في الاستحقاقات الانتخابية القادمة والمساطر التي يعتمدها والتي تقوم على أساس إفراز المرشحين وفق مساطر ديمقراطية قائمة على التداول الحر والمسؤول لاختيار المرشحين، مما يضمن تعبئة المناضلين”.

واعتبرت القيادة السياسية لحزب العدالة والتنمية، أن هذه المساطر “تميز الحزب في مجال إعمال وتفعيل مقتضيات الديمقراطية الداخلية، وتعطي للترشيحات طابعا مؤسساتيا”، داعية في المقابل أعضاء الحزب إلى مواصلة تمثل هذه القيم فيما تبقى هذه العملية باعتبارها تمثل وستظل سر قوة الحزب وتميزه السياسي والتنظيمي

وفي المقابل قالت مصادر “مدار 21″، إن الممارسات غير المألوفة التي شهدت الجموع الانتدابية، تُمسّ بسمعة الحزب ومصداقية ممثليه، خاصة عندما يتعلق باللجوء إلى كافة الوسائل حتى تلك الغير مشروعة، لضمان موطئ قدم ضمن لائحة المرشحين لخوض الانتخابات المقبلة، مشيرة إلى جود ممارسات تورط فيها عدد من المسؤولين المجاليين للحزب، لضمان ولاء الأعضاء الذين تختارهم الجموع العامة، في مقابل إقصاء المناضلين عبر وضع عراقيل تحول دون وصولهم إلى لائحة الترشيح.

وكانت “أساليب الكولسة” في اختيار مرشحي “البيجيدي” للانتخابات المقبلة، أدت إلى استقالة الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بإحدى جماعات إقليم آسفي، إدريس فخيري ، من الكتابة الإقليمية والكتابة المحلية ومن جميع الهيئات السياسية المنضوية تحت حزب العدالة والتنمية.

وبرّر فخيري استقالته في رسالة وجهها إلى الكاتب الإقليمي لـ”البيجيدي” بآسفي بـما أسماه ”انعدام الشفافية والنزاهة” عند انتخاب وكلاء اللوائح البرلمانية والجهوية، و”إقصاء الكاتب الإقليمي والكاتب المحلي ورئيس المجلس البلدي بتصويت مكولَس، مع إعفاء الجهة وعضو الأمانة العامة”.

هذا، وتعيش عدد من الكتابات الإقليمية لحزب العدالة والتنمية، على صفيح ساخن بسبب تجاوز القواعد والضوابط التي حددتها الأمانة العامة لحزب “البيجيدي” لاختيار مرشحي الحزب للانتخابات المقبلة، وصلت حدّ تجميد عضوية عدد من أعضاء الحزب، لقطع الطريق أمام ترشيحهم من قبل الجموع العامة للاختيار لائحة المرشحين التي ترفع إلى الأمانة العامة للبت فيها.

في غضون ذلك، خرج عدد من أعضاء حزب العدالة والتنمية، عن صمتهم إزاء “أساليب الكولسة” التي شهدت عدد من الجموع العامة لاختيار مرشحي الحزب برسم الاستحقاقات الانتخابية القادمة، حيث عبروا من خلال سلسلة من التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبهم ورفضهم، لهذه الممارسات التي تسيء بحسبهم إلى مصداقية الحزب وتمس بجوهر ديمقراطيته الداخلية.

وكان عدد من أعضاء حزب العدالة والتنمية،  رفعوا عريضة إلى الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، تعبيرا عن رفضهم لترشيح الكاتب الجهوي لحزب “البيجيدي” بجهة سوس ماسة عبد الجبار القصطلاني باقليم تيزنيت، متهمين إياه “بالكولسة” و”اختلاسات” منافية للقانون ولمبادئ الحزب.

وجاء في العريضة، التي اطلع عليها موقع “مدار 21″، أن الأعضاء الموقعين عليها لا يرغبون في ممارسة، أي ضغط كيفما كان على مؤسسات الحزب، وإنما يحرصون على صون سمعة الحزب وصدقية ممثليه، وسعيا الى تحقيق الفوز  في الانتخابات المقبلة، مؤكدين أن “عبد الجبار القصطلني متورط في اختلالات تجعله غير مؤهل تولي المهام التدبيرية” .

وتابع المصدر ذاته، “لم نقدم على هذه الخطوة إلا بعد أن بلغ السيل الزبى ، وبعد ربع قرن من الممارسات المشينة التي، تورط فيها المعني بالأمر،  مضيفا “كنا نرجح دائما مصلحة الحزب، واليوم نرى أن مصلحة الحزب تكمن في ابعاد هذا الشخص من لوائح الترشيحات الخاصة بالإقليم برلمانا وجهة وجماعة.”

وتأتي عريضة أعضاء حزب العدالة والتنمية بتزنيت، الموجهة إلى العثماني، على خلفية الحيثيات التي شابت لجنة الترشيح المنعقدة بتيزنيت للانتخابات البرلمانية، عقب ورود اسم عبد الجبار القصطلاني في اللوائح المقترحة، حيث التمس الموقعون على العريضة من العثماني، أن يعطيها ما تستحقه من الوقت والدراسة والفحص، “لكونها تجسد نبض أعضاء الحزب بتيزنيت قيادة وقواعد، ولأن الغرض منها غرض نبيل يتغيا مصلحة حزبنا قبل أي شيء آخر”.