مجتمع

الطفل ريان لم يسلم من الشائعات.. وخبير يكشف لـ”مدار21″ خطورة هذا الأمر

الطفل ريان لم يسلم من الشائعات.. وخبير يكشف لـ”مدار21″ خطورة هذا الأمر

خرجت فاجعة الطفل ريان إلى العلن، وأصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي، وحظيت أيضا باهتمام كبير من طرف وسائل الإعلام المحلية والدولية، إلا أن الطفل الصغير، البالغ من العمر 5 سنوات، والعالق في بئر نواحي مدينة شفشاون على عمق 32 مترا منذ زوال يوم الثلاثاء، لم يسلم من الشائعات، إذ إنه بات مادة دسمة لناشري الأخبار الزائفة والمفبركة دون الوعي بتابعات هذا الفعل وخطورته.

وتدولت مجموعة من الصفحات، مساء أمس الأربعاء، على موقع الفايسبوك، صورة لطفل على أنها لريان بعد استخراجه من البئر، بيد أنه اكتشف بعد ذلك أنها مفبركة وتعود إلى حدث آخر.

وفي هذا السياق، قال غسان بن الشيهب، مدير موقع تحقق للتصدي للأخبار الزائفة ومؤسسه، إن الجميع تابع هذه الفاجعة منذ بداية الليلة الأولى، لكن عندما أخذت زخما إعلاميا كبيرا، تحولت إلى قضية رأي عام تشكلت عن طريق مجموعة من التدوينات بشبكات التواصل الاجتماعي، أي المنصة التي تعرف بانتشار الشائعات، والأخبار الزائفة، مشيرا إلى أن كل نقاش يتجاوز عدد محدود من الأشخاص تكثر حوله التعليقات والشائعات والأخبار الزائفة.

ويرى الخبير في منصات التواصل الاجتماعي غسان، في حديثة لجريدة مدار21 حول التغطية التي واكبت هذه الفاجعة، أن هناك نقص في المصادر الموثوقة التي تنقل الخبر الحقيقي بمصداقية، إذ عمد مجموعة من الشباب إلى التصوير عبر تقنية البث المباشر من عين المكان، وكل منهم كان يعطي خبرا مختلفا.

وأضاف المتحدث نفسه أنه كلما اشتد النقاش وكثر التفاعل مع موضوع ما، تزداد الشائعات والأخبار الزائفة، التي تنتشر بقوة، مشددا على أن العديد من الأشخاص لا يهتمونا بالتحري حول صحة الخبر من عدمه، وحتى ناقله لا يتدارك الأمر بعد تبين العكس، وهذا نجده أيضا عند بعض المواقع الإخبارية التي نشتغل على تصحيح أخبارها في كثير من الأحيان.

وتكمن خطورة هذه الأخبار الزائفة، حسب بن الشيهب، على مستوى نقل هذا الخبر الذي يكون مضللا أو زائفا أو خاطئا، أو مجزءا، إذ لا يصل بدقة، وهنا يكون التفاعل مع الخبر بطريقة غير منصفة، خاصة وأن المتلقى يستقبلها على أساس أنها حقيقة مؤكدة، لافتا إلى أن هناك أيضا الأثر النفسي والاقتصادي والاجتماعي، وفي هذا الحدث على وجه التحديد تمثلت الخطورة في التشويش المباشر على عملية الإنقاذ، فكثر الكلام وشكل ضغطا نفسيا، مضيفا أن هذه الشائعات والأخبار الزائفة تخلف أيضا هلعا وخوفا لدى المجتمع المدني المتتبع للقضية ولدى أهل الطفل، البعيدين عن مكان الحدث.

ونبه المتحدث ذاته إلى خطورة استخدام عدد من الأخبار غير الصحيحة، كالصورة المأخوذة من حدث سوري واستعمالها في قضية االطفل ريان، بالإضافة إلى تضارب المعطيات بخصوص عمق البئر.

ووجه غسان رسالة إلى جميع المتلقين، يحثهم من خلالها على تجنب التفاعل المتسرع مع ما يتم تداوله، والبحث عن المعلومة في المنابر التي تتسم بالمصداقية، وكذا من المسؤوولين الذين يدلون بتصريحات من عين المكان.

ولتجاوز هذه الظاهر، أوصى الخبير عينه بالتحلي باليقظة وعدم الانجرار وراء مايروجون له، والمساهمة في التحقق الذاتي من المحتويات الرائجة، ولما لا العودة إلى منصة “تحقق”، التي يشرف عليها بمعية فريق محترف في هذا الباب، لأنها تتابع مختلف الأخبار الكاذبة وتتصدى لها، داعيا أيضا إلى ضرورة تحرك الإدارة العامة للأمن الوطني لمتابعة مروجي الشائعات قانونيا حتى يكونوا عبرة لغيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News