المنصوري: الفساد لا يقتصر على المنتخبين والصفقات وصحافيون تحولوا لمحاكم وحرضوا الشباب

قالت رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، إن المطالب الاجتماعية للشباب، مثل الصحة والتعليم، مشروعة، مؤكدة أن هذه القضايا سبق وأن نوقشت داخل المجلس، ومعترفة بوجود إشكاليات قائمة تحتاج إلى حلول.

ولم تقتصر كلمة المنصوري على القضايا الاجتماعية، بل انتقلت إلى قضية الفساد، مستفسرة عن تعريفه الحقيقي، متسائلة إن كان الفساد مقتصرًا على صفقات العمومية والمنتخبين فقط، ومؤكدة على دور القضاء في مكافحة الفساد، وموضحة أن الانتخابات هي الأداة الدستورية لتقييم أداء المنتخبين، ومن لا يرضى عنهم سيعبر عن رأيه عبر الاقتراع” اللي مالايقش غيسيقوه المغاربة”.

وذكرت المنصوري أمثلة يومية للفساد الذي يطال قطاعات مختلفة، متسائلة: من يتحرش بالسائح في جامع الفنا، الذي يسهم في اقتصاد المدينة ويوفر فرص شغل للشباب، أليس هذا فسادًا؟، ورجل يسَمسِر في المرضى أمام أبواب المستشفى، أليس فاسدًا؟، والموظفون الذين يتأخرون عن مكاتبهم ولا يقومون بمهامهم على أكمل وجه، أليسوا أيضًا فاسدين؟

وعبرت رئيسة المجلس الجماعي لمراكش في كلمتها عن رفضها القاطع لممارسات بعض الصحافيين الذين يخرجون بتصريحات غير مسؤولة تتهم أشخاصًا دون حجج واضحة، محولة الإعلام إلى محكمة، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تشكل تحريضًا على الشباب، وقد تؤدي إلى نتائج سلبية على المجتمع.

وأكدت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الجماعي للمدينة، أن المسؤولين المحليين تابعوا الاحتجاجات الأخيرة عن قرب، موضحة أنهم لم يكتفوا بمشاهدتها عبر تيكتوك أو مقاطع الفيديو فقط.

وأضافت المنصوري أن التخريب الذي وقع ليلة الأربعاء والخميس كان أمرًا مرفوضًا تمامًا من طرف المنتخبين المحليين، مشيرة إلى أن المجلس الجماعي سيخصص جلسة عمل لمناقشة ما توصلوا إليه بشأن مشاركة أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة في التجمعات الليلية التي شهدت أعمال تخريب في الأزقة خلال الساعة الثانية والثالثة صباحًا، مؤكدة أنهم سيقومون بدورهم تجاه هذه الظاهرة.

وأعربت رئيسة المجلس عن شكرها للسلطات المحلية ورجال ونساء الأمن، الذين مكنوا من حماية المواطنين والممتلكات، مشددة على أن هذا التخريب كان يمكن أن يؤثر سلبًا على اقتصاد المدينة التي تعتمد بشكل كبير على القطاع السياحي.

وأوضحت المنصوري أن هؤلاء الشباب خرجوا للتعبير عن غياب فرص الشغل، لكنها أكدت أن تشغيل الشباب يأتي عبر سياسات عمومية ومحلية مدروسة، مشيرة إلى أن أغلبية سكان مراكش يعملون في السياحة، وأن أي أعمال تخريبية كانت ستؤثر بشكل مباشر على استقرار هذا القطاع الحيوي.

واعتبرت المنصوري أن حكمة السلطات المحلية، وتعاون رجال ونساء الأمن، والمنتخبين، والمجتمع المدني، مكنت المدينة من استعادة الهدوء والاستقرار، مؤكدًة عودة الحوار والاستماع المتبادل بين مختلف الأطراف.