سياسة

شقران أمام: الاتحاد الاشتراكي فقد وزنه في الساحة السياسية الوطنية

شقران أمام: الاتحاد الاشتراكي فقد وزنه في الساحة السياسية الوطنية

كشف شقران أمام، المرشح لخلافة ادريس لشكر في منصب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن رؤيته لواقع الحزب اليساري، وأبرز الاختلالات التي شابت تنظيمه الداخلي وتعاطيه مع مختلف القضايا الوطنية في السنوات القليلة الماضية، تأهبا للمؤتمر الوطني الـ11 المزمع عقده نهاية يناير الجاري.

ويرى شقران أمام، في ورقة أعدها أرضيةً للنّقاش قبل المؤتمر الوطني المقبل تحمل عنوان “من أجل اتحاد المستقبل”، أن حزب الاتحاد الاشتراكي فقد وزنه في الساحة السياسية المغربية بسبب “تراكم عدد من الأخطاء التي أثرت في جسدنا الحزبي، وفقد معها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الكثير من قوته وحضوره الجماهيري”.

وحسب أمام، فإن هذا التراجع يعود أيضا إلى “كثير من الشوائب التي باتت لصيقة بحياة الاتحاد؛ فعله وتفاعله مع مختلف القضايا التي تعرفها بلادنا، بنيته التنظيمية، وساكنته من مناضلات ومناضلين”، مضيفا أن هذه الشوائب تظهر في “العقلية المحافظة في تناول أعطاب مرحلة عصيبة في حياة الحزب، ومحاولة الالتفاف على عدد من تمظهرات الخلل عبر تكريس نمط تدبيري ساهم بشكل كبير في الوضع الكارثي الذي يعيشه حزبنا اليوم، والذي يحاول البعض، بكل أسف، تقديمه بصورة الحزب القوي، المعافى، بعد النتائج المحققة في استحقاقات الثامن من شتنبر”، مؤكدا أن ما حققه الحزب في الانتخابات الأخيرة يستحق “أكثر من وقفة تأمل وتحليل، خاصة في ظل المستجدات التي صاحبتها، المتمثلة أساسا في القاسم الانتخابي وإلغاء العتبة، ولجوء حزبنا، بكل أسف، إلى خيارات همهما الأوحد المقاعد كأرقام”.

ويعتقد المرشح لمنصب الكاتب الأول لحزب “الوردة” أن تشخيص الفعل السياسي للحزب يتطلّب “الوقوف عند خلاصة أساسية شكلت الفكرة العامة للتقرير التركيبي الذي تبِع تقييم الحزب للتراجع الكبير، الصادم حينها، الذي شهده في الاستحقاقات التشريعية لسنة 2007، والمتمثلة في ما وُصف بالتماهي مع العمل الحكومي، كأحد أهم الأسباب التي كانت وراء تراجع إشعاع الحزب تنظيميا وسياسيا وكذا انتخابيا”.

وأكد الرئيس السابق لفريق حزب الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب أن خلاصات وتوصيات التقرير التركيبي لم تستثمر “بحكم واقع الاتحاد اليوم، وبحكم مسار من الغموض في الخطاب والسلوك، وبحكم بنية تنظيمية فقدت الكثير من أعمدتها الأساسية، حتى صار الاتحاد موضع استفهامات وأحكام، قاسية أحيانا، لا فقط من قبل المتتبعين والمتعاطفين وحتى الخصوم، ولكن، أيضا، من قبل مناضلاته ومناضليه عبر ربوع الوطن”.

وشدّد المتحدث ذاته في ورقته التي شخّص فيها حاضر الحزب الذي ينتمي إليه، على أن الاتحاد الاشتراكي “أصبح اليوم، سجين حسابات اللحظة ومتغيراتها، فيما يشبه نوعا من التعارض بين الخطاب والسلوك، بالشكل الذي فقد معه الكثير من مصداقيته وصورته كحزب هو قاطرة اليسار وأحد أعمدة البناء الديمقراطي ببلادنا”، مضيفا أن ما يجب أن “يكون موضوع نقاش هادئ ببعد نظر اتحادي، يرتبط باختزال الفعل السياسي من قبل قيادة الحزب، أو جزء منها، في تدبير اللحظة، وتقييد المواقف بحسابات ظرفية، بأفق حدود الاستحقاقات الانتخابية”.

وتوقف شقران عند التنظيم الحزبي، الذي يرى أن الإشكال فيه “ليس وليد اليوم وإن كان الضعف المرتبط به تفاقم في السنوات الأخيرة لأسباب موضوعية وذاتية تحكمت في تباين مستوى عمل وأنشطة التنظيم الحزبي من فرع لآخر ومن جهة لأخرى”، مؤكدا أن مركزة القرار على مستوى قيادة الحزب بالمقر المركزي بالرباط ساهم بشكل كبير في هذا التفاقم.

وأقرّ المتحدث بما وصفه “حالة من الجمود في التنظيم الحزبي”، التي تعود إلى “تدبير القيادة الحالية للحياة الداخلية للحزب، وتغييب الديمقراطية الداخلية، والحق في الاختلاف، والتعاطي المزاجي مع قوانين وُضِعت بهاجس يمكن وصفه بالأمني، بحشو يفرغ القواعد القانونية من قوّتها البناءة، لتصبح مجرد أداة للتحكم في ما يمكن أن يطفو على النقاش الاتحادي من أصوات ومواقف مخالفة لرؤية قد تكون شخصية أحيانا، للقيادة الحزبية”.

وأكد شقران أن المرحلة السابقة سجلت “بدعا خطيرة أصبح معها فعل التنظيم مرادفا للفوضى، من خلال قرارات، لقيادة الحزب، كلها خرق ممنهج، لا فقط لقوانين الحزب، ولكن لمجموعة من القيم المستمدة من روح الممارسة الديمقراطية”، متسائلا “هل يمكن باسم الانفتاح القبول ببدعة تعيين إخوة قادمين من أحزاب أخرى، منسقين إقليميين وجهويين بجرة قلم؟ هل تمتلك قيادة الحزب هذه السلطة؟ هل يوجد في تنظيمنا الحزبي، في قوانيننا، شيء اسمه المنسق الجهوي أو الإقليمي؟”.

وشدّد شقران أمام أن ترشحه لمنصب الكاتب الأول لـ”حزب عبد الرحمان اليوسفي” تعبير عن “واجب تحمل المسؤولية في خلق واقع جديد، باتحاد متجدد، ذي مصداقية لدى الرأي العام الوطني، بمشروع مجتمعي واضح ينهل من قيم التقدم والحداثة، ويقدم إجابات واقعية لانتظارات الوطن والمواطن”.

ويذكر أن شقران أمام قدم ترشحه للمنافسة على منصب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إلى جانب حسناء أبو زيد، وعبد الكريم بنعتيق وعبد المجيد مومر، ومحمد بوبكري، وطارق سلام، في وقت فتحت التعديلات التي أقرها المجلس الوطني لـ”الوردة” الباب أمام ادريس لشكر لولاية ثالثة، في انتظار عرض التعديلات والترشيحات على المؤتمر الوطني، الذي يملك صلاحية الموافقة عليها من عدمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News