سياسة

أبو زيد تحدّد الخطوط العريضة لمشروعها لخلافة لشكر على رأس “الوردة”

أبو زيد تحدّد الخطوط العريضة لمشروعها لخلافة لشكر على رأس “الوردة”

أماطت حسناء أبو زيد اللثام عن مشروعها لبعث الروح في المشروع الفكري والسياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في حال نيلها ثقة الاتحاديات والاتحاديين في المؤتمر الوطني الـ11، المقرر نهاية يناير المقبل، لخلافة الكاتب الأول الحالي، ادريس لشكر، الساعي إلى ولاية ثالثة على رأس الحزب اليساري.

ووضعت أبو زيد محورين رئيسيين في مشروعها الانتخابي للمؤتمر الوطني المقبل لحزب “الوردة”، الأول يرتكز على جعل كرامة المناضلات والمناضلين أساس المواطنة الحزبية الحقة واعتماد تنظيم ديمقراطي منفتح وحديث بذكاء متجدد وميثاق أخلاقي جامع وملزم، بينما تطرقت في الثاني إلى جعل الحزب بهوية دينامية، تجعل المساواة بين النساء والرجال في صلبها، زيادة على ضرورة وجود أحزاب قوية من أجل دولة قوية.

وترى أبو زيد، في كلمة أعدتها كأرضية أولية للنقاش خلال المؤتمر الوطني المقبل، أنه “لا يستقيم أن يُحقّق مشروع الدفاع عن كرامة المواطنات والمواطنين إلا إذا مَكّنَ الحزبُ مناضليه ومناضلاته من أسباب الكرامة في إطار المواطنة الحزبية الحقة وقوامها ميثاق أخلاقي جامع وملزم”، موضحة أنها تستلهم تصورها لكرامة المناضلات والمناضلين بالأساس من “لُحمة الثقة والالتحام التي كانت تجمع زعماء الحزب بمناضليه ومناضلاته والمناضلين فيما بينهم، سيما في المحن النضالية وما ينتج عنها من ضائقات اجتماعية ونفسية”.

وشدّدت أبو زيد على حاجة الاتحاد الاشتراكي إلى “ميثاق أخلاقي جامع وملزم قوامه كرامة المناضلات والمناضلين من أجل مواطنة حزبية حقة، يرتقي بعلاقاتنا الداخلية ويؤطرها ويمنعها ضد المنزلقات والانحرافات، ويعالج الترسبات التي تكلّست في الذهنيات ويمنح كافة الضمانات القانونية والأخلاقية الصارمة لإحقاق حزب القانون وسموه والمساواة أمامه”.

وبهذا الصدد، انتقدت المرشحة لخلافة ادريس لشكر في منصب الكاتب الأول، “ثقافة الانتهازية” التي طُبّع معها داخل الحزب، والتي اعتبرتها “أخطر من الانتهازية نفسها، لأنها تقصم ظهر المشروع الفكري والسياسي للاتحاد الاشتراكي”.

وبخصوص التنظيم الداخلي، اقترحت أبو زيد التمسك به لأنه “لم يستنفذ بعد مداه”، بيد أنها أكدت ضرورة “تطويره وتأهيله بما يضمن الوفاء للهوية والانطلاق نحو المستقبل”.

وأبرزت بهذا الصدد أن تحمّل المسؤوليات في الأجهزة يجب أن يتم على أساس تعاقدي حول برنامج عمل محدد، واضح الأهداف وقابل للتقييم، مشددة على أهمية دور الخلية الحزبية في توسيع قاعدة الحزب وتعزيز ارتباطه بالمجتمع، زيادة على ضرورة إشراك القطاعات المهنية والجمعوية ضمن أجهزة الحزب محليا وإقليميا وجهويا لتغذية الحزب وتوسيع قاعدته وتقوية ارتباطه بالمواطنين.

كما اقترحت أبو زيد إحداث لجن محلية مختلطة، بمثابة لجان يقظة، تكون مهمتها تتبع ورصد العمل الجماعي بهدف توفير بنك معطيات وأرضيات عمل وخلاصات وتوصيات للأجهزة الحزبية والموازية وللجنة الإقليمية للمنتخبين مع اعتماد سياسة تواصلية جديدة وبديلة توظف تقنيات التواصل الرقمية الحديثة

ودعت إلى إعادة النظر في علاقة حزب “بن بركة” مع المجتمع مع خلال “الدفاع عن ثوابت الهوية الوطنية الجامعة في مواجهة تيارات العولمة والنيو-ليبرالية والأفكار المتطرفة الخارجية الهدامة”، مؤكدة أن هناك “سببان كافيان لكي يجتهد الحزب في بلورة تصور واضح ودقيق تجاه المجتمع؛ فمن جهة، ظل الحزب يشتغل وفق ثقافة سياسية تقليدية تؤمن بكون الدولة هي منطلق ومنتهى كل نشاط سياسي.. والسبب الثاني مرتبط بشساعة وعمق التحولات الثقافية والقيمية والتعبيرات المرتبطة بالتحولات المجالية والعمرانية والديمغرافية والاجتماعية التي مست خطاطة التنشئة الاجتماعية التقليدية وجعلتها قاصرة عن مواكبة هذا التحول”.

ولفتت أبو زيد إلى ضرورة اعتماد مقاربة متجددة وشمولية في ما يخص تفعيل مبدإ المساواة بين الجنسين بعدما ظلت في “حالة من التفعيل الجزئي وغير المكتمل والمتمثل على سبيل المثال في التركيز على رفع التمثيلية النسائية على مستوى المؤسسات المنتخبة وغيرها دون تحقيق ضمانات فعلية للمشاركة الحقيقية والفعلية في بلورة القرار وتنفيذه.. وقانون محاربة العنف ضد النساء غير الشامل وبعض المقتضيات المتعلقة باعتماد معيار مقاربة النوع في بلورة البرامج والمخططات والتي نص عليها القانون التنظيمي الجديد لقانون المالية والتي لم يتم بعد تفعيلها بالشكل الضامن لمحاربة التفاوتات بين الجنسين وغيرها”.

ونبّهت أبو زيد في ختام كلماتها الموجهة للاتحاديات والاتحاديين إلى أن نتائج انتخابات 8 شتنبر الماضي “أدخلت المجتمع السياسي في حالة كساد عميق كنتيجة متوقعة لفصل أكثر شراسة في مسلسل بتر العملية الانتخابية من أي مرجعية سياسية وفكرية”، بسبب توظيف “المال الانتخابي والمنافسة على استقدام المرشحين ذوي الاحترافية الانتخابية الضامنة للمقاعد كشرط رئيس وحاسم وأحيانا كشرط وحيد، وحسمت الاستشارة الانتخابية لصالح الأكثر قدرة على استقدام القوى الانتخابية المحترفة.”

لهذا، ترى أبو زيد أن “تقدم بلادنا وتقوية شعور الوطنية والانتماء وبناء منظومة المواطنة وترسيخ قيم التضامن لا يمكن أن تتحقق في غياب أحزاب جادة قوية، بمرجعيات فكرية وسياسية واضحة وذكاء متفاعل مع تحولات القيم والتمثلات الثقافية، وبتنظيمات عصرية ودينامية مواكبة للتحديات المرتبطة بالعولمة والثورة الرقمية من جهة، وبالتحولات ذات الطابع الوطني والمتعلقة بالعوامل الديمغرافية والبنية الاجتماعية ومنظومة القيم وغيره”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News