سياسة

شيات: الواقعية الألمانية ساهمت في استئناف علاقات برلين والرباط

شيات: الواقعية الألمانية ساهمت في استئناف علاقات برلين والرباط

قال خالد شيات أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، إن عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا لها مؤشرات إيجابيات من بينها تحسن المناخ بين الطرفين.

وأرجع شيات عودة العلاقة بين البلدين، إلى عاملين أساسيين هما الواقعية السياسية التي تتحلى بها الحكومة الألمانية اليوم في علاقتها بالمغرب، إذ تعلم بأن هناك العديد من المصالح المرتبطة بالمغرب ليس فقط على المستوى المحلي إنما على المستوى الإقليمي الضيق وعلى المستوى القاري، ثم قوة المغرب في المنظومة الدولية المعاصرة ومكانته اليوم التي لم تعد كالسابق، إضافة إلى أن المغرب يلعب دورا أساسيا في مجالات متعددة، وما يتمتع به من تقاطعات كبيرة على المستوى الاقتصادي مع ألمانيا ومجموعة من الدول الأوربية، وتأثيره في المستوى الإقليمي، وقنطرته نحو إفريقيا وبالتالي إن التضحية بهذا الشريك مسألة صعبة من الناحية الاقتصادية والسياسية وهو الأمر الذي دفع بالألمان إلى إعادة النظر في علاقتهم بالمغرب.

وأشار شيات في تصريح لجريدة مدار21،  إلى أن ألمانيا لعبت دورا سلبيا في وقت سابق فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، لاسيما بعد الاعتراف الأمريكي بمغربيتها، ومبادرتها لدعوة مجلس الأمن للإنعقاد، وهذه من بين المشاكل التي أثيرت، وبالتالي المواقف التاريخية لألمانيا انحرفت عن النسق التقليدي التي كانت تعيش فيه من خلال دعمها للحلول التفاوضية والسلمية في المنطقة.

وأضاف شيات “أعتقد اليوم بأن هناك العديد من الإشارات والاتجاهات الإيجابية جدا فيما يتعلق بهذا الأمر، تتضح جليا من خلال الجمل التي أوردتها الحكومة الألمانية في موقعها الرسمي، إذ تحدثت بطريقة إيجابية عن المغرب بشكل عام، إلى جانب تصريحات الجهات الحكومية والرسمية داخل ألمانيا، مما يدل على الموقف الإيجابي والمتقدم لإلمانيا في هذا الشأن.

وتساءل شيات في هذا السياق، ما إذا كانت هذه المؤشرات الإيجابية ستصل إلى الاعتراف بمغربية الصحراء، أم تستقر في مستوى أقل وأدنى من ذلك.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن المغرب لا ينتظر من ألمانيا الاعتراف بمغربية صحرائه، غير أن ذلك يعد خطوة إيجابية تخدم المغرب، خاصة وأن ألمانيا تعتبر دولة مؤثرة وعضوا دائما في مجلس الأمن، مضيفا أن “المغرب يرحب دائما بالاتجاهات التي تصب في خدمة مصلحته”.

وبخصوص اعتراف ألمانيا بمغربية الصحراء، أكد شيات أن ذلك سيكون له تأثيرا أيضا على المستوى الأوروبي، كونها دولة رائدة في مجالها الإقليمي ولديها تأثيرا كبيرا على محيطها الإقليمي الضيق هو الاتحاد الأوروبي وبالتالي سيكون منعطفا كبيرا.

وكانت المملكة المغربية، قد رحبت بـ “الإعلان الإيجابي والمواقف البناءة” التي عبرت عنها مؤخرا الحكومة الفدرالية الجديدة لألمانيا.

وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن تعبير ألمانيا عن هذه المواقف يُتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين بالرباط وبرلين إلى شكله الطبيعي.

وأضاف بلاغ وزارة الخارجية أن المملكة المغربية تأمل أن “تقترن هذه التصريحات بالأفعال بما يعكس روحا جديدة ويعطي انطلاقة جديدة للعلاقة على أساس الوضوح والاحترام المتبادل”.

وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد أوضحت موقفها من قضية الصحراء المغربية، في بلاغ أكدت فيه دعمها  المتواصل لـ”جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، لتحقيق نتيجة سياسية عادلة ومستدامة ومقبولة، على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”، معتبرة أن المغرب قدم مساهمة مهمة عام 2007 مع خطة الحكم الذاتي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News