سياسة

العجلاوي: عودة المغرب للاتحاد الإفريقي خلطت أوراق الجزائر وجنوب إفريقيا

العجلاوي: عودة المغرب للاتحاد الإفريقي خلطت أوراق الجزائر وجنوب إفريقيا

أكد الباحث بمركز إفريقيا والشرق الأوسط، المساوي العجلاوي، أن إفريقيا تشهد مشاكل متعددة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، مؤكدا أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي أعادت التوازن إلى القارة بتصدر المغرب مشهد الإصلاحات الكبرى داخل القارة.

وأشار العجلاوي، في كلمة ألقاها خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني بسلا، أمس الخميس، حول “المغرب وإفريقيا”، إلى أن عودة المغرب إلى حضنه الإفريقي سنة 2017 تزامن مع تحول الدول الأنغلوفونية إلى الدول الفركوفونية، مبرزا أن هذا التحوّل ساعد المغرب على التموقع داخل الاتحاد الإفريقي “ولو بشكل غير تام”، على حد قوله، مستدركا بالقول: “لكن على الأقل هناك حضور في بعض المجالس والمؤسسات من أجل التأثير في بعض القرارات”.

واستطرد قائلا: “قبل دخول المغرب للاتحاد الإفريقي كانت السيطرة والهيمنة لدولتين؛ هما الجزائر وجنوب إفريقيا، وبعد انضمامه أصبح هناك نوع من التوازن، إضافة إلى وصول نيجيريا إلى رئاسة مجلس الشؤون السياسي والأمن، والذي له تأثير في مستوى تدبير الصراعات والنزاعات”.

وأوضح المتحدث نفسه أن “الاتحاد الإفريقي إلى حد الآن غير ناجح في تدبير الأزمات، بداية من غيابه في الأزمة الليبية والقرن الإفريقي، والبحيرات الكبرى التي هي جزء كبير داخل الاتحاد الإفريقي، وأيضا على مستوى العديد من دول جنوب القارة، ولذلك ركز وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في وقت سابق على الإصلاحات”.

وأضاف العجلاوي أن المغرب “يؤدي دورا كبيرا في الإصلاحات التي تهم إفريقيا حسب قدراته، سواء على مستوى مجلس السلم والأمن، أو على مستوى المجالس الأخرى، إلى جانب إعطاء توجه جديد للاتحاد الإفريقي، الشيء الذي سمح للمغرب أن يخترق كتلة جنوب إفريقيا”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن التحالفات بين الدول تغيّرت، مستحضرا أن من بين أسباب هذه التغيرات “اعتراف أمريكا بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء، وكذا الاتفاق الثلاثي، ما جعل هذه الخرائط تتحول، وبتحولها باتت هناك توازنات سياسية دولية جديدة، التي تتحكم في القرارات السياسية”.

العجلاوي يرى أن النظام الجزائري “لا يعرف استقرارا في المؤسسات، ويتجلى ذلك من خلال إقالة الجنرالات وتعيينهم بشكل دائم”، مضيفا أن “ما وقع في مجلس الأمن على مستوى استقطاب تونس للامتناع عن التصويت، ما هو إلا محاولة النظام الجزائري الانفتاح على تونس، سواء من حيث اللقاءات، وكانت آخرها يوم أمس مع الرئيس التونسي قيس السعيد”.

وواصل: “النظام الجزائري يوظف نزاع الصحراء من أجل خلق توازن مع المغرب حيال ما يجري على مستوى شمال إفريقيا، الذي أصبح يقلق أوروبا، والذي قد يصل إلى نزاع مسلح بين المغرب والجزائر، وأيضا على مستوى انحصار النفوذ الفرنسي في منطقة الساحل والصحراء.”

ووصف العجلاوي الملف الليبي بـ”الكعكة” التي يرغب الجميع في تقاسمها، حيث إنها تعادل 400 مليار دولار، لذلك هناك تحالفات داخل شمال إفريقيا مع عدد من الدول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News