اسليمي: غياب قيادات يجعل احتجاجات “الجيلZ” عفوية وسهلة الاختراق

حذر أستاذ الدراسات السياسة والدولية بجامعة محمد الخامس، ورئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار اسليمي، من تعرض الشباب المحتج، المعروف بـ”جيل زيد”، لعمليات اختراق واستغلال من قبل جهات داخلية وخارجية، مؤكدًا أن هذه الفئة متصلة رقميًا بنسبة 100%، وتتمتع بوعي سياسي واجتماعي متقدم، ولها ميول نقدية واضحة، لكنها في الوقت نفسه أكثر عرضة للتأثر بالمعلومات المضللة.
وأوضح اسليمي خلال حلوله ضيفا على أولى حلقات الموسم الجديد من برنامج “مع يوسف بلهيسي” الذي يبث على منصات “مدار21” الإلكترونية، أن هذه النقطة تمثل أحد أهم التحديات التي تواجه هذا الجيل في التعبير عن مطالبه بشكل واعٍ ومسؤول.
وأكد اسليمي أن جيل زيد يختلف عن الأجيال السابقة في طريقة فهمه للسياسة، فهو لا يتحدث مباشرة بالمفهوم التقليدي للسياسة، بل يعبر عن فهمه الخاص الذي لم يلتقطه السياسيون بعد. ويشير إلى أن الشباب يعبر عن مطالب ملموسة مثل تحسين المستشفيات والمدارس ومحاربة الفساد، بعيدًا عن الشعارات الإيديولوجية القديمة، وهو ما يعكس تحولًا نحو هويات جديدة ومجموعات شبابية تتميز بالوعي بالمجتمع والتحولات التي طرأت عليه خلال السنوات الماضية.
وشدد اسليمي, على أن الاحتجاجات الحالية تأتي نتيجة تراكم التجارب والملاحظة المباشرة للواقع، بما في ذلك الفضائح والتجاوزات في الخدمات العمومية. وأضاف أن هذا الجيل يتابع الأحداث عن قرب، ويدرك ما يحدث على أرض الواقع، لكنه يفتقر إلى قيادات واضحة يمكن الحوار معها، وهو ما يجعل الاحتجاجات عفوية ويتيح للجهات المستغلة استهدافه بسهولة.
وأشار ورئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، إلى أن بعض التحليلات، بما فيها نظريات المؤامرة، تضع علامات استفهام حول مطالب الشباب، معتبرة أن تحسين الخدمات الصحية والاجتماعية لا يتناسب مع الفئة العمرية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل الشباب أكثر تأثرًا بالخطاب التحريضي من منصات داخلية وخارجية.
وقال اسليمي إن غياب التواصل الفعال من الحكومة، وعدم وصول الأرقام والبيانات الصحيحة للشباب، يزيد من الإحباط ويترك المجال للانطباعات السلبية والتحريض المستمر. ولفت إلى أن جزءًا من هذا التحريض يتم من خلال منصات خارجية، تهدف إلى توظيف الاحتجاجات بطريقة تعزز أهدافًا ضد استقرار البلاد، من خلال التأثير على الوعي الجمعي للشباب واستغلال عدم وجود قيادات واضحة.
وأكد أستاذ أستاذ الدراسات السياسة والدولية أن الحل يكمن في العمل على تطوير قيادات وطنية وشبابية قادرة على الحوار على المستويين الجهوي والوطني، مع متابعة الظواهر الرقمية التي تؤثر على الشباب، وتوعية الجيل الجديد بالمخاطر التي قد تواجهه في الفضاء الرقمي. وأضاف أن هذه الخطوة ضرورية لضمان أن يكون الشباب قوة فاعلة للبناء، لا أداة للتحريض أو الاستغلال، مع احترام حقهم المشروع في التعبير عن مطالبهم ومساءلة السلطات بشكل مسؤول.
واختتم عبد الرحيم المنار اسليمي، بالتأكيد على أن التعامل مع جيل زيد يتطلب موازنة دقيقة بين الاستماع لمطالب الشباب، وفهم طبيعة المخاطر التي تحيط بهم، والعمل على تمكينهم من تنظيم أنفسهم عبر قيادات واضحة، بما يحقق التوازن بين التعبير المشروع والحماية من الاستغلال والتحريض.