سياسة

اسليمي: احتجاجات “جيل Z” مُتوقعة وأطراف تُحرِّض على العنف والتخريب

اسليمي: احتجاجات “جيل Z” مُتوقعة وأطراف تُحرِّض على العنف والتخريب

قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عبد الرحيم المنار اسليمي، إن ما يعيشه الشارع المغربي من احتجاجات شبابية “جيل Z” ليس أمراً مفاجئاً وإنما سلوكاًمتوقعاً نتيجة للتراكمات، مشددا على أن الأمر الذي يجب أن ننتبه إليه في هذه المرحلة هو محاولات الركوب على الاحتجاجات والتطلعات المشروعة للشباب والدفع بها إلى دائرة العنف والتخريب.

وأورد اسليمي، ضمن مروره ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي” الذي تبثه جريدة “مدار21” الإلكترونية على منصاتها الرقمية، أن “ما يقع في الشارع اليوم (احتجاجات جيل Z) كان متوقعا نتيجة مجموعة من التراكمات”، مشيراً إلى أنه “يمكن النظر إلى هذه الأحداث من زوايا متعددة أولها زاوية النظر لهذا الجيل الجديد وطبيعة مطالبه إلى جانب زاوية التعامل الأمني مع الاحتجاجات بالإضافة إلى محاولة الركوب على ما يجري ثم التفكير في الإجراءات المقبلة”.

وعلاقة بأحداث العنف والتخريب التي عرفتها عدد من المدن المغربية، مساء أمس الثلاثاء، أورد الأستاذ الجامعي أنه “منذ بداية هذا الحراك الشبابي كان هناك من يرغب في أن يدفع بالأمور إلى مواجهة بين القوات العمومية والمتظاهرين”، لافتاً إلى أن “سلوك المحتجين يتغير بتغير خصوصية المناطق التي ينتمي إليها الشباب”.

وتابع المحلل السياسي أن “المدخل القانوني في تحليل هذه الاحتجاجات يستدعي الجواب عن طبيعة هذه الاحتجاجات هل هي وفقة احتجاجية أم مسيرة؟ وطبيعة القيادة التي تقودها؟”، مؤكداً أنه “رجال الأمن كانوا على علم بأنه سيتم اختراق هذه الاحتجاجات من خلال جرها إلى العنف والتخريب ما جسده قطع الطريق السيار على مستوى الدار البيضاء والهجوم على الممتلكات الخاصة”.

وتعليقاً على التدخل الأمني لفض هذه الاحتجاجات، أورد السليمي أن “السؤال اليوم هو بناء على أي معطيات تم اتخاذ القرار الأمني”، مؤكداً أن “دور رجل الأمن هو حماية الأفراد والممتلكات والفضاءات العامة، وهذا لا ينفي وجود تجاوزات في عدد من المناطق”.

وفي هذا الصدد، واصل المتحدث ذاته أن “رجل الأمن كان في وضعية جد صعبة بحكم تحول الاحتجاجات إلى موجة هجوم”، مبرزاً أن “المنتقد للتدخل الأمني لفض التجمهرات عليه أن يقارن المغرب مع طبيعة التدخلات الأمنية في دول أخرى متقدمة وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لتفريق المحتجين”، مشددا على أن “أي تعامل أمني مع مظاهرة أو احتجاج يكون بناء على معطيات”.

واعتبر المحلل السياسي عينه أن “محاولة السلطات الأمنية منع الاحتجاجات منذ اليوم الأول لابد أن يكون مبينا على معطيات حساسة ودقيقة أو رغبة الأمن في إنهاء هذه الاحتجاجات في مرحلتها الأولى”، مشيراً إلى أن “السؤال اليوم هو هل هذه احتجاجات (جيل زيد) لوحده أم انضمت لها أطراف أخرى؟”.

وسجل الأكاديمي عينه أن “معطى التحريض يبقى أيضا عنصر مهماً في تحليل هذه الاحتجاجات”، مشيراً إلى أنه “يجب أن نتساءل ل (جيل Z) وحده من يخرج للاحتجاج أم أن هناك من يرغب في الركوب على هذه الاحتجاجات؟”.

وبالعودة إلى فئة الشباب الذي يحتج اليوم في عدد من المدن، أشار السليمي إلى أن “جميع المؤشرات كانت تؤكد أن هذا الاحتجاج ليس أمراً فجائياً”، مستحضراً في هذا الصدد أرقام الشباب “neet”، أي الذي لا يتوفر على أي تكوين إلى جانب النسب المرتفة في البطالة في صفوف الشباب المغربي.

وبخصوص مؤسسات الوساطة، أكد الأستاذ الجامعي أن “الخطورة هو أن هذا الجيل الذي يحتج لا يتم تأطيرهم بالآليات الكلاسيكية من أحزاب سياسية أو نقابات أو تيارات سياسية وبالتالي غموض مصدر الخطاب الذي يتلقونه أو يرددونه في الاحتجاجات في ظل قوة الموجة الرقمية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News