تنصيب مجموعة الصداقة المكسيكية المغربية

تم، أمس الثلاثاء بمقر مجلس النواب المكسيكي، تنصيب مجموعة الصداقة المكسيكية المغربية، وذلك بحضور سفير المملكة بمكسيكو، عبد الفتاح اللبار، وعدد من النواب يمثلون أحزاب سياسية مختلفة، إلى جانب ممثلين عن السلك الدبلوماسي بالمكسيك وشخصيات حكومية، على الخصوص.
وأكدت رئيسة المجموعة، نايمي أريلين فيرنانديز روز، عن حزب الخضر، في كلمة بالمناسبة، أن هذه المبادرة تشكل آلية لتعزيز الحوار السياسي وتبادل الخبرات التشريعية، وتطوير التعاون الثنائي في ميادين مثل التجارة والسياحة والبيئة والتكنولوجيا والثقافة، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين، والتي تعود لسنة 1962، شهدت منذئذ توقيع العديد من اتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة.
وقالت إن هذا الإطار من الدبلوماسية البرلمانية يسمح بتعزيز التواصل والحوار بين البلدين، لاسيما من خلال تبادل التجارب التشريعية بشأن العديد من القضايا الأساسية، مبرزة، في هذا الصدد، ريادة المغرب في مجال الطاقات المتجددة، بفضل مشاريع ضخمة مثل محطة نور ورزازات، وسعي المكسيك لتطوير مشاريعها للطاقات الشمسية والريحية، في سياق التزام البلدين بأهداف أجندة التنمية المستدامة لسنة 2030.
من جهته، أبرز سفير المغرب بمكسيكو أن إحداث هذه المجموعة يعكس إرادة برلمانية واضحة للارتقاء بالعلاقات الثنائية، التي شهدت دينامية جديدة هذه السنة، تجسدت في زيارة رئيس مجلس النواب المغربي راشيد الطالبي العلمي، إلى مكسيكو، وانعقاد مشاورات سياسية ثنائية، فضلا عن زيارة بعثة اقتصادية مغربية هامة توجت بتوقيع اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم مع أبرز الهيئات الاقتصادية المكسيكية.
كما سلط السيد اللبار الضوء على التعاون الأكاديمي والتبادل السياحي المتزايد بين البلدين، حيث تعد المملكة الوجهة الإفريقية والعربية الأولى للمكسيكيين، فيما تشكل مصدرا رئيسيا للسياح من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو المكسيك، مؤكدا، في هذا الصدد، على أهمية فتح خط جوي مباشر بين البلدين لتعزيز هذا التقارب.
وأضاف أن البلدين متكاملان لا متنافسان، حيث تشكل المملكة بوابة نحو إفريقيا وأوروبا والعالم العربي، فيما تمثل المكسيك منصة استراتيجية نحو أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية والكاريبي، ما يفتح آفاقا واسعة لتعزيز التعاون الثنائي.
وبخصوص القضية الوطنية، أبرز السفير الدعم الدولي المتنامي للوحدة الترابية للمملكة ولمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب باعتباره الأساس الوحيد الجاد والواقعي وذا المصداقية لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، مبرزا أن “المكسيك، الوفية لتقاليدها الدبلوماسية، ولتشبثها بالعمل متعدد الأطراف، والتزامها بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مدعوة، بكل احترام، إلى مواكبة هذا الإجماع الدولي”.
من جهته، أكد ممثل وزارة الخارجية المكسيكية، خورخي ديلغادو، في كلمة بالمناسبة، أن تنصيب هذه المجموعة يوفر فضاء متميزا لمواصلة تعزيز الروابط بين المكسيك والمغرب، مشددا على استعداد الوزارة لمواكبة ودعم عمل المجموعة، ولافتا إلى أن السنوات الأخيرة تميزت بعلاقات برلمانية مكثفة ومثمرة بين البلدين، كما يؤكد ذلك تبادل الزيارات بين رؤساء الهيئات التشريعية بالبلدين، والذي يعكس أهمية الحوار البرلماني الثنائي.
وأشار إلى أن المكسيك تجمعها أزيد من ستة عقود من التفاهم المتبادل والصداقة والحوار السياسي والتعاون مع المغرب، الذي أكد أنه “يعد اليوم شريكا استراتيجيا في إفريقيا والعالم العربي ومخاطبا أساسيا على الصعيد الدولي”، كما يمثل ثاني شريك اقتصادي لبلاده بالقارة الإفريقية، بمبادلات تجارية بلغت حوالي 723 مليون دولار خلال السنة الماضية.
وأجمعت مداخلات العديد من النواب بالمناسبة على أهمية إحداث مجموعة الصداقة المغربية المكسيكية كفضاء لتعزيز الحوار البرلماني والسياسي بين البلدين وكفضاء للدفع باستثمار فرص التكامل الاقتصادي بينهما، مبرزة ريادة المغرب في العديد من القطاعات ودوره كبوابة استراتيجية بالنسبة للمكسيك نحو إفريقيا وأوروبا والعالم العربي.
وتضم مجموعة الصداقة المكسيكية المغربية بمجلس النواب المكسيكي نوابا ينتمون لكل من حزب “حركة التجديد الوطني” (مورينا) الحاكم و”حزب الخضر البيئي المكسيكي” (من الائتلاف الحاكم)، فضلا الأحزاب الثلاثة المنتمية للمعارضة “حزب العمل الوطني” و”الحزب الثوري المؤسساتي” و”الحركة المواطنة”.
وعقب تنصيب المجموعة، استقبلت رئيسة مجلس النواب المكسيكي، كينيا لوبيز رابادان، سفير المملكة خلال جلسة عامة للمجلس، حيث نوهت بهذه المبادرة البرلمانية.