بنسعيد: أصوات الشباب لا تخيف وقضايا التشغيل والتعليم والصحة عاجلة

أكد محمد المهدي بنسعيد، أن الرهان على الشباب لم يعد ترفا سياسيا، بل ضرورة وطنية، داعيا إلى تمكينهم من المشاركة الفعلية في صياغة السياسات العمومية، ومشددا على أن قضايا التشغيل والتعليم والصحة والكرامة لا يمكن أن تنتظر، ولا يمكن معالجتها دون إشراك الشباب أنفسهم في بلورة الحلول.
واعتبر بنسعيد، خلال كلمته، اليوم الجمعة، بالمؤتمر الوطني الثاني لمنظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة، المنظم ببوزنيقة، أن الأصوات الشبابية التي ترتفع على منصات التواصل أو في الواقع لا تُخيف، بل تعكس وعيا حقيقيا وتطالب بعدالة اجتماعية ومساواة وكرامة، مشيرا إلى أن الاستماع لهذه الأصوات يجب أن يكون مسؤولية سياسية لا رد فعل دفاعي.
وأبرز بنسعيد أن المؤتمر ليس مجرد محطة تنظيمية داخلية، بل لحظة لإبراز أن جيل اليوم قادر على تحويل الغضب إلى اقتراحات، والاحتجاج إلى مشاريع، واليأس إلى فعل جماعي منظم، مضيفا أن الشباب المغربي ليس فقط طاقة احتجاج، بل هو أيضا طاقة بناء وتغيير، إذا ما أُتيحت له الفرصة وتم الإنصات إليه بجدية.
وشدد على أن حزب الأصالة والمعاصرة، من خلال إعادة هيكلة منظمة شبابه وطنيا وجهويا، يؤمن بأن قوة التنظيم ليست غاية في ذاتها، بل وسيلة للدفاع عن مصالح الجيل الجديد وإعادة الاعتبار للسياسة كأداة نبيلة للتغيير.
وأكد بنسعيد أن النقاشات داخل المؤتمر ينبغي أن تتجاوز التنافس حول المواقع أو الأسماء، نحو التفكير في العمق السياسي والفكري للعمل الحزبي، وتقديم مشاريع وأفكار قادرة على فتح آفاق جديدة أمام الشباب المغربي.
وفي سياق متصل، أبرز بنسعيد أهمية الحضور القاري والدولي الذي شهده المؤتمر، من خلال مشاركة وفود من كينيا، الكونغو، النيجر، والسنغال، معتبرا أن هذا التواجد يعكس بعدا قاريا يكرس وحدة الشعوب الأفريقية حول قضاياها المشتركة في إطار التعاون جنوب–جنوب، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بمجاملة دبلوماسية بل برسالة سياسية قوية.
وأضاف أن مشاركة وفود من لبنان وبلجيكا ومنظمة “ليبرال إنترناسيونال” تؤكد أن قضايا الشباب لم تعد محصورة داخل الحدود الوطنية، بل أصبحت رهانات كونية ترتبط بقيم الديمقراطية والعدالة والحرية.
وأكد محمد المهدي بنسعيد، أن قضية فلسطين ليست ملفا خارجيا بالنسبة للمغاربة، بل قضية وطنية تتقاطع مع نضالاتهم من أجل الحرية والكرامة والعدالة، معتبرا أن حضور سفير دولة فلسطين في أشغال المؤتمر يُجسد هذا الارتباط العميق.
وأوضح أن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس دعما رمزيا، بل تذكير بأن معركة التحرر التي يخوضها الفلسطينيون هي جزء من معركة أوسع يخوضها شباب المنطقة من أجل الكرامة والحرية، مشددا بالقول: “لا أفق لدمقرطة منطقتنا، إذا لم يكن في قلب هذا المستقبل أمل حرية فلسطين، وقيام دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وختم بنسعيد كلمته بالتأكيد على أن حجم التحديات التي تواجه الشباب اليوم يتطلب التزاماً جماعياً من داخل الحزب وخارجه، بهدف خلق شروط الثقة والتغيير وتحويل التحديات إلى فرص للنهوض المجتمعي.