سياسة

سؤال الاستقلالية الجزئية عن القيادة الحزبية يستبق مؤتمر شبيبة “البام”

سؤال الاستقلالية الجزئية عن القيادة الحزبية يستبق مؤتمر شبيبة “البام”

تسود تساؤلات عديدة في البيت الداخلي لحزب الأصالة والمعاصرة حول الرهانات السياسية والمنطلقات الجوهرية للمؤتمر الوطني الثاني لمنظمة شبيبة حزب “الجرار” وقدرة القيادة الجديدة على فرض مواقف أكثر جرأة قد لا تتوافق بالضرورة مع الخط السياسي للقيادة الوطنية.

وينضج، حسب مصادر قيادية داخل حزب الأصالة والمعاصرة، نقاشٌ جدي حول سؤال استقلالية الإطار الشبابي الحزبي في موقفه وأفكاره وتصوراته عن المنظمات الموازية وعلى رأسها القيادة الوطنية الجماعية للحزب، خصوصاً في سياق سياسي دقيق يطبعه التحضير لاستحقاقات 2026.

ويراهن الحزب السياسي ذي التوجه الحداثي، وفق نفس المصادر، على دحض الانتقادات التي تطال شبيبة الأصالة والمعاصرة على أنها واجهة شبابية للحزب الأم ولا تملك أي قوة اقتراح أو تأثير، مشيرةً إلى أن التحدي الحقيقي أمام الشبيبة هو ضمان الاستقلالية، وإن كان جزئياً، يمنحها مصداقية لدى الشباب، ويجعلها فاعلاً مهماً في النقاش العمومي، بعيداً عن صراعات القيادة وتجاذباتها.

ويواجه حزب الأصالة والمعاصرة، كغيره من الأحزاب في الساحة السياسية، تحديًا في موازنة دور شبيبة الأصالة والمعاصرة في النقاش العمومي مع القيادة الوطنية، خاصة في ما يتعلق بأدوار تمثيل شباب المغرب ودينامية الأفكار والتواصل مع المواطنين والاستقلالية الجزئية.

وأفادت المصادر التي تحدثت للجريدة أن قيادة “البام” واعية بأهمية المرحلة السياسية الدقيقة التي يمر منها الحزب والسياسة عموما في البلد، وبالتالي واعية بأهمية التوفر على شبيبة قادرة على فرض مواقف مختلفة ومنه تمتيعها بقدرة نسبية على التعبير عن مواقف لا تتوافق بالضرورة مع القيادة الحزبية.

ويناقش الحزب السياسي، وفق مصادرنا، سؤال الاستقلالية الجزئية وتمتيع الشبيبة بهامش من الاستقلالية في تنظيم فعالياتها واتخاذ مواقفها، مما يسمح لها بالتحرر من القيود التي يواجهها الحزب الأم، بحكم أن القاعدة الشبابية غالبًا ما تكون تحت ضغط من أعضائها الشباب للتعبير عن مواقف أكثر جرأة أو تقدمية، وهذا قد يدفعها إلى تبني مواقف تتعارض مع الموقف الرسمي للحزب.

ويضيف المصدر القيادي أن حديث “دهاليز البام” تؤكد أن القيادة لا تنتظر توافقاً دائما مع الشبيبة في القضايا السياسية، الداخلية والجارجية، منفتحةً على تعزيز تفاوضها مع القيادة الشبيبة الجديدة وتغيير بعض المواقف أو الأجندات.

وفي علاقة بالسياق الذي تأتي فيه هذه المحطة الحزبية المهمة، صرح المصدر ذاته أن هذه مناسبة لطرح العديد من التساؤلات حول الدور الحقيقي لهذه المنظمة الشبابية في النقاش العمومي، مشيراً إلى أن التساؤل المركزي الذي تطرحه هذه المحطة الانتخابية هو هل تقتصر مهمتها على كونها واجهة شبابية للحزب الأم، أم أنها قوة اقتراح وتأثير قادرة على فرض مواقف لا تتوافق بالضرورة مع خط قيادته.

وجواباً على سؤال المنتظر من القيادة الجديدة، أوضح المصدر ذاته أن القيادة الجديدة ستكون أمام قائمة طويلة من الانتظارات، من أبرزها تجديد الخطاب وفرض أجندة شبابية وتعزيز الديمقراطية الداخلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News