دولي

“نقص الذخائر” في الجيش الإسرائيلي.. “أزمة حادة” تهدد خطط نتنياهو

“نقص الذخائر” في الجيش الإسرائيلي.. “أزمة حادة” تهدد خطط نتنياهو

يواجه الجيش الإسرائيلي، أزمة حادة تتعلق بإمدادات الذخائر وقطع الغيار، ما يثير تساؤلات بشأن قدرته على الاستمرار في الحرب على قطاع غزة، في ظل قيود دولية على تصدير الأسلحة لتل أبيب، وبطء الإنتاج المحلي، وهذه واحدة من المعلومات “الأكثر سرية”، لأسباب تتعلّق بالأمن القومي، وفق صحيفة “يسرائيل هيوم”.

وذكرت الصحيفة، الخميس، أن تناقص الذخائر وقطع الغيار في الجيش الإسرائيلي، نتيجة للصراع الذي استغرق وقتاً أطول من المتوقع، والقيود المفروضة على التصدير من قبل دول أوروبية، والتقدم البطيء في خطوط الإنتاج الجديدة، يثير شكوكاً بشأن قدرته على تنفيذ مهام على المدى القصير، وعلى تلبية احتياجات خطط الطوارئ على المدى الطويل.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن هذا الأمر لا يقتصر على منظومة عسكرية واحدة أو اثنتين، بل العديد منها، فالبعض يفتقر إلى أسلحة، والبعض يفتقر إلى قطع الغيار، وبعضها يفتقر إلى كليهما.

وتعمل وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي على مدار الساعة في محاولة لسد النقص، ولم يحقق ذلك سوى نجاح محدود للغاية حتى الآن، بحسب “يسرائيل هيوم”. ونتيجة لذلك، لن تكون الوحدات التي تشارك حالياً في القتال، أو تلك التي سيُطلب منها القتال في المستقبل، مجهزة تجهيزاً كاملاً؛ الأمر الذي سيؤثر بشكل مباشر على النتائج، ويمكن أن يؤثر أيضاً على عدد الضحايا.

أسباب رئيسية وتداعيات

وأوضحت الصحيفة، أن هذا الوضع هو نتيجة لثلاثة عوامل، أولها هو الحرب المكثفة المستمرة منذ عامين، التي استخدم خلالها الجيش الإسرائيلي كمية هائلة من الأسلحة والذخيرة وقطع الغيار، بما يتجاوز بكثير الخطة الأصلية.

والعامل الثاني هو الحظر الذي فرضته دول مختلفة على بيع الأسلحة وقطع الغيار لإسرائيل، أما العامل الثالث هو الوقت الطويل نسبياً اللازم لإنشاء خطوط إنتاج بديلة في قطاع الصناعات الدفاعية الإسرائيلية.

وأشارت إلى أن الحرب التي طال أمدها، وعدد الضحايا في غزة خلال الأسابيع الأخيرة دفعت ألمانيا ثاني أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل (بعد الولايات المتحدة)، إلى إعلان وقف مبيعات أسلحة إلى إسرائيل، فيما دول أخرى اتخذت خطوات مشابهة.

وألمانيا هي المورد الرئيسي لمحركات دبابات “ميركافا”، وكذلك قذائف الدبابات والمدفعية، لإسرائيل، ووافقت في يناير 2024 على بيعها 10 آلاف قذيفة دبابة ومعدات إضافية.

وهذه الصعوبات المتزايدة في توفير احتياجات الحرب خلال الأسابيع الأخيرة، ترتب عليها قرار وزارة الدفاع إنشاء “إدارة ذخائر” بقيادة مدير عام الوزارة أمير برعام، وخطاب “سوبر إسبرطة” الذي ألقاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منتصف سبتمبر الجاري.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده في اليوم التالي لخطابه، حاول نتنياهو أن يوضح أنه كان يشير إلى ضرورة التحرر من التبعية الأمنية، لكن تعليقاته طغت عليها ضجة الانخفاضات في سوق الأسهم والتركيز على مسألة اقتصاد الاكتفاء الذاتي.

ولم يتطرّق نتنياهو سوى قليلاً إلى الدوافع الكامنة وراء هذا التصريح غير الاعتيادي في حد ذاته، والتي تعود جذورها إلى الأزمة الحادة الشديدة التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي، بحسب الصحيفة.

حكومة نتنياهو

ولفتت الصحيفة، إلى أن الحكومة هي المسؤولة عن التأهب القتالي للجيش الإسرائيلي من خلال المجلس الوزاري المصغر للشؤون الدبلوماسية والأمنية، ومن المفترض أن توفر لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست (البرلمان) الرقابة من خلال لجنتها الفرعية.

وأفادت بأن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الدبلوماسية والأمنية، لم يطلع على التفاصيل الكاملة، بتوجيهات من نتنياهو، مشيرة إلى أن اللجنة الفرعية على علم بالتفاصيل ولكنها لا تفعل شيئاً، بل إنها لم تستدعِ حتى نتنياهو أو وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، لإجراء مناقشة عاجلة لتلقي إجابات.

وأشارت إلى أن نتنياهو، ادعى في وقت سابق، عند استجوابه بشأن مسؤولياته في قضايا مختلفة، أن أحداً لم ينبهه، غير أنه لن يتمكن من تقديم هذا الادعاء الآن، مع وضع التفاصيل الكاملة أمامه لبعض الوقت، لكنه تجاهل الأوضاع واتخذ قرارات مواصلة الحرب على غزة وتكثيفها.

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، عشية أعياد (رأس السنة اليهودية بين شهري سبتمبر وأكتوبر) خلال اجتماع مع هيئة الأركان العامة للجيش إلى احتمال انضمام جبهات جديدة قديمة إلى الصراع قريباً، وقال للجنرالات: “نحن بحاجة إلى تدمير المحور الإيراني. هذا ما ينتظرنا في العام المقبل، الذي ربما يكون عاماً تاريخياً بالنسبة لأمن إسرائيل”.

ووفق الصحيفة، تنطوي هذه التصريحات على رسالتين؛ الأولى تتمثل في أن “عاماً آخر من الحرب في انتظارهم، والذي يتزامن أيضاً بشكل مفاجئ مع عام الانتخابات (وسط تساؤلات متزايدة حول ما إذا كانت ستجري في موعدها المحدد)”، والثانية، تتعلق بأنه “على الرغم من تصريحات نتنياهو بشأن (هزيمة) إيران وجماعة (حزب الله) اللبنانية، فقد تبين أن النصر عليهما ما زال مسألة مطروحة”.

وطرحت الصحيفة تساؤلات بشأن خطط نتنياهو لمواصلة الحروب، والانتصار فيها، وهو يعلم جيداً حقيقة الوضع، من حيث مستوى ذخيرة الجيش الإسرائيلي.

ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي رده التالي: “جاهزية الآليات والوسائل القتالية في المناورة جيدة، وتتيح تنفيذ المهمة في غزة. مخزون قطع الغيار لا يشكل عائقاً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News