التعاونيات تستعيد حيويتها بتوافد الزوار على المعرض الجهوي

تستمر بمدينة ورزازات فعاليات الدورة الثانية للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي تنظمه جهة درعة تافيلالت بشراكة مع عدد من القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية والخاصة، وذلك تحت شعار يبرز مكانة الاقتصاد الاجتماعي باعتباره رافعة أساسية للتنمية المستدامة وتعزيز الإدماج الاقتصادي والاجتماعي.
ويعرف المعرض، الذي يمتد على مدى ستة أيام بفضاء المصلى، مشاركة أزيد من 300 تعاونية ومجموعة ذات نفع اقتصادي، إلى جانب جمعيات مهنية ومؤسسات مواكبة، تمثل مختلف أقاليم الجهة وجهات أخرى من المغرب. وتشمل المنتجات المعروضة مجالات الصناعة التقليدية، المنتوجات المجالية، التعاونيات النسائية، الابتكارات الشبابية، إضافة إلى رواق مخصص للمؤسسات الداعمة والتمويلية.
وتتميز دورة هذه السنة ببرمجة موازية غنية، تضع التكوين والتأطير في صلب اهتماماتها، حيث يتم تنظيم دورات وورشات في محاور متعددة، من بينها: الإطار القانوني والمؤسساتي للتعاونيات، الحكامة والتسيير الإداري، آليات التمويل والدعم، والتسويق الرقمي. هذه اللقاءات يؤطرها خبراء ومختصون، بهدف تمكين أعضاء التعاونيات من المعارف والأدوات اللازمة لتطوير مشاريعهم والرفع من تنافسيتها.
واتسمت الأجواء العامة للمعرض منذ يومه الأول بحضور وازن للزوار، سواء من داخل الإقليم أو من مختلف مناطق الجهة وخارجها، حيث شكلت الأروقة المعروضة فرصة للتعريف بالمنتجات المحلية، وتشجيع الاستهلاك التضامني، وتعزيز ثقة المستهلك في جودة المنتوجات المجالية والصناعة التقليدية، كما ساهمت العروض الفنية والفلكلورية الموازية في إضفاء بعد ثقافي واحتفالي على الفضاء، ما جعله قبلة للزوار من مختلف الأعمار.
وعبر عدد من العارضين عن ارتياحهم لحسن التنظيم وتوفير الظروف الملائمة للعرض والتسويق، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تساهم في تعزيز الثقة بقدرات التعاونيات المحلية وتدعم استمرارية أنشطتها.
وبينما تتواصل فعاليات المعرض إلى غاية 22 شتنبر الجاري، يبقى الأمل معقودًا على أن تشكل هذه الدورة قفزة نوعية في مسار تثمين الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة درعة تافيلالت، وأن تُترجم الدينامية الحالية إلى برامج ومشاريع ملموسة تعود بالنفع على التعاونيات والفاعلين الاقتصاديين المحليين، بما يعزز التنمية المستدامة ويستجيب لتطلعات الساكنة.