ساندية تدافع عن مشهد “تخرشيش”: كان ضروريا لكسر الصمت عن زنا المحارم

أكدت الممثلة ساندية تاج الدين أنها تنظر إلى الجدل الذي أثير حول مشهد من مسرحيتها “تخرشيش” من زاوية إيجابية، لما أثاره من نقاش حول آفة زنا المحارم.
وقالت تاج الدين، في تصريح لجريدة “مدار21″، إن “المشهد كان صادما، لكنه ضروري لتسليط الضوء على موضوع بالغ الحساسية يتعلق باغتصاب الأطفال والاعتداء عليهم جنسيا، ولفتح نقاش جاد حول هذه الظاهرة، بما يُسهم في دفع الجهات المعنية إلى إيجاد حلول لهذه الأزمة المجتمعية”.
واستنكرت ساندية الاعتداءات التي يرتكبها بعض الآباء في حق بناتهم، مشددة على أن المسرحية نجحت في تحقيق هدفها من خلال تناول موضوع عميق وشائك.
ودعت الجمهور إلى مشاهدة العرض المسرحي كاملا، والذي تبلغ مدته ساعة من الزمن، بدل إصدار أحكام متسرعة استنادا إلى مشهد لا يتجاوز دقيقتين، مؤكدة أن فهم الرسالة الحقيقية للعمل لا يتحقق إلا من خلال المتابعة الشاملة للمسرحية.
وفي التفاصيل، أثار مشهد من مسرحية “تخرشيش” جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبره منتقدوه جريئا بشكل مبالغ فيه، بسبب لقطات اعتبرت خادشة للحياء، وتضمنت تجسيد فتاتين (ساندية تاج الدين وهاجر المسناوي) لسلوكات تحمل أبعادا جنسية مرفوضة.
وانتشر المشهد على نطاق واسع، ما دفع إلى توجيه انتقادات لصناع العمل المسرحي، متهمين إياهم بتمرير مشاهد غير لائقة على خشبة المسرح.
وتتناول المسرحية قضية أب يعيش في غابة مع طفلتيه ويمارس عليهما الجنس، بإيهامهما أن هذا الأمر طبيعي في الحياة، لكن ابنته الكبرى تكتشف أن الأمر غير طبيعي عبر استماعها لبرنامج على أثير الراديو، لتتمرد على أبيها لاحقا، لكنه يهددها باستغلال شقيقتها الصغرى، مما يجعلها تستسلم له في النهاية.
وفي سياق القصة، تقتل الفتاتان الأب وتجعلان منه غذاء للخنزير، ومع توالي الأحداث يتضح أن الأب نفسه تعرض للاغتصاب في طفولته على يد عمه، ما يدفعه للانتقام بطريقة غير مباشرة من محيطه القريب، متشبعا بفكرة أنه “أولى ببناته من غيره”، وأن مصيرهن سيكون مشابها، معتقدا أنه بهذه الطريقة يحميهن.
وأوضح مؤلف المسرحية، عبد الفتاح عشيق، في تصريح سابق للجريدة أنه تعمد صدمة المتفرجين لإثارة نقاش حول قضية “زنا المحارم”، واستغلال الأب أو قريب آخر للطفلات جنسيا.
وأضاف الكاتب أن المشهد يحمل جرأة فنية صادمة للمتفرج، مؤكدا أن الهدف ليس نقل الواقعة بشكل مباشر، بل تقديم إشارات لسلوكيات غير طبيعية حدثت ضد الضحيتين.
وأشار إلى أن مثل هذه الصدمات ضرورية لفتح حوار حول قضايا كانت تُعتبر “طابوهات” مجتمعية، داعيا الجمهور إلى متابعة العرض كاملا لفهم تفاصيل المشهد وسياقه وتسلسل أحداث القصة، مؤكدا أنه يتفهم الانتقادات والآراء التي أثارها المشهد.
وأوضح عشيق أنه كتب هذا النص المسرحي انطلاقا من متابعته للعديد من القصص الحقيقية في الصحافة المغربية والعربية، وحتى في أمريكا، دفعته لتوظيف شهادات حية لفتيات تعرضن لقصص مشابهة، وعرض مقتطفات من تصريحاتهن على خشبة المسرح.
وأشار الكاتب إلى أن اختيار الغابة يرمز إلى وقع الحدث على الضحايا، في إشارة إلى أن البنات اللواتي يتعرضن لمثل هذه الوقائع من قريب لا يستطعن الهروب من “غابة” المجرم، إذ يصبح صوتهن عبارة عن “تخرشيش”.
وكتب عشيق مسرحية “تخرشيش” في سنة 2021، وتولت لاحقا مريم الزعيمي إخراجها، بينما تكلف في العرض بمهمة مساعد مخرج.
ويشغل عبد الفتاح عشيق، أيضا مهمة مساعد مخرج، فيما يجسد الأدوار كل من سعد موفق، وأيوب أبو النصر، وساندية تاج الدين، إلى جانب أسماء من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.
وقدم العرض الأول لمسرحية “تخرشيش” يوم الأحد الماضي، بالمركب الثقافي بمدينة الحاجب، قبل أن تواصل جولتها في عدد من المدن المغربية الأخرى.