عكوري: تأخر البنيات التحتية يفاقم إشكالية الاكتظاظ مع انطلاق الموسم الدراسي

سجل نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، تراجع إشكالية الاكتظاظ، لافتا إلى أنها ما تزال قائمة في بعض المؤسسات بالمدن الكبرى التي تشهد إقبالاً متزايداً من الأسر، خاصة مع تأخر إنجاز بعض البنيات التحتية التعليمية المبرمجة.
وأوضح عكوري في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذا الخصاص يفرض أحياناً اللجوء إلى نظام التوقيت الثلاثي، داعياً إلى ضرورة توسيع العرض المدرسي بشكل عاجل، خصوصاً في العالم القروي والمناطق الشعبية التي تعرف كثافة سكانية مرتفعة.
وتوقف عكوري عند إشكالية الحراسة داخل المؤسسات التعليمية، وخاصة في المدارس الفرعية بالعالم القروي، مشدداً على أهمية إشراك جمعيات الآباء في حماية هذه المؤسسات وصيانة تجهيزاتها التربوية والديداكتيكية، لكونها تمثل رصيداً تعليمياً مهماً يجب الحفاظ عليه، مبرزا أهمية مدارس الريادة التي تم إحداثها في عدد من الجهات، والتي تشكل نموذجاً واعداً في تحسين جودة التعليم العمومي.
ومن بين التحديات الأخرى، أشار رئيس الفيدرالية إلى ما وصفه بـ”الهجرة المعاكسة” من التعليم الخصوصي نحو العمومي، بسبب الظروف المادية للأسر، وهو ما يزيد الضغط على المؤسسات العمومية ويرفع من معدلات الاكتظاظ، لكنه اعتبر في المقابل أن جودة مدارس الريادة أسهمت في تعزيز جاذبية المدرسة العمومية.
وأكد عكوري أن الفيدرالية تواصل الدفاع عن حقوق الأطر التربوية باعتبار أن “راحة الأستاذ تنعكس إيجاباً على راحة التلميذ”، مشدداً على أهمية الحوار الدائم بين الوزارة والأساتذة لمعالجة مختلف القضايا العالقة، مؤكدا أن الفيدرالية تتبنى دائماً مقاربة الحوار المباشر مع المسؤولين لحل الإشكالات، بدل الاكتفاء بإثارتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
واستشهد في هذا الصدد بالتجاوب الإيجابي للوزارة مع مطالب الأسر خلال الامتحانات الإشهادية للمستوى الابتدائي، حينما تمت الاستجابة لاقتراح تنظيم الاختبارات في الفترات الصباحية فقط، مراعاة لظروف التلاميذ في العالم القروي.
واعتبر نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، أن الموسم الدراسي الماضي تميز بتحقيق نتائج مهمة جداً على مستوى الامتحانات الإشهادية، معتبراً أن هذه الحصيلة تعكس جهود مختلف مكونات المنظومة التربوية، من أطر تربوية وإدارات تعليمية.
وأبرز المتحدث أن الموسم المنصرم مرّ في ظروف جيدة، دون إضرابات، وتم فيه استكمال المقررات الدراسية في الوقت المحدد، فضلاً عن تنظيم الامتحانات في مواعيدها الرسمية، مما جعله “موسماً ناجحاً بكل المقاييس”.
وأضاف عكوري أن التلاميذ اجتازوا اختباراتهم في المواد التي درسوها فعلياً داخل الأقسام، وهو ما منح مصداقية أكبر للامتحانات الإشهادية. وأشار إلى أن الوزارة سطّرت برامج دعم موجهة لفائدة المتعلمين، ساهمت في تعزيز تكافؤ الفرص وتحقيق مردودية أفضل.
وفي حديثه عن الدخول المدرسي الجديد 2024-2025، توقف رئيس الفيدرالية عند التحديات المالية التي تواجه الأسر المغربية، سواء في التعليم العمومي أو الخصوصي، حيث تتضاعف التكاليف في بداية الموسم بسبب مصاريف التسجيل وإعادة التسجيل، وشراء الكتب واللوازم الدراسية، خاصة بالنسبة للأسر التي لديها أكثر من طفل متمدرس.
ورغم هذه الأعباء، شدد عكوري على أن الأسر المغربية تتحمل هذه المسؤولية بدافع الحرص على عودة أبنائها إلى مقاعد الدراسة في ظروف مناسبة.
كما أشار المتحدث إلى الدور المحوري لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ باعتبارها شريكاً أساسياً لوزارة التربية الوطنية، من خلال مشاركتها في مجالس التدبير والمجالس التربوية وتتبع مشاريع المؤسسات التعليمية، سواء في القطاع العمومي أو الخصوصي.
واختتم عكوري تصريحه برسالة موجهة إلى أولياء الأمور، دعاهم فيها إلى الانخراط الفعلي في جمعيات الآباء، والتواصل المستمر مع إدارات المؤسسات والأساتذة من أجل المساهمة في حل الإشكالات المطروحة ومواكبة أبنائهم خلال مرحلة العودة إلى الأقسام الدراسية، خاصة في ظل الظروف النفسية التي قد ترافق بداية الموسم الدراسي.