محمد حفيظ: بنكيران مصاب بالكذب المرضي ويعيش وهم الزعامة

كشف الأستاذ الجامعي والقيادي بفدرالية اليسار الديمقراطي، محمد حفيظ، أسباب وصفه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، بـ”الكذّاب”، مشيرا إلى أن الرئيس السابق للحكومة أصبح يغلب عليه تصرف “الحيوان السياسي” على سلوك “الإنسان العاقل”.
وقال حفيظ ردا عن حديث الأمين العام لـ”البيجيدي” عن التزوير الذي شهدته تلك الانتخابات، وواقعة المقعد البرلماني المزور الذي رفضه حفيظ قبل 28 سنة، وذكره بالاسم أكثر من مرة، إن بنكيران “اعتاد، في كل مناسبة يتحدث فيها عن مشاركة إخوانه في تلك الانتخابات، على أن يَذكر التزوير الذي شابها. وكان دائما يعطي المثال بالمقعد المزور الذي رفضته، وكان يقدم ذلك بالصورة التي يريد، أو بالأحرى بالصور التي يريد؛ إذ كل مرة يقدم رواية بصيغة تختلف عن الصيغة أو الصيغ السابقة؛ مرة يزيد، ومرة يحذف، مرة يُوَسع، ومرة يُضَيق”.
وأضاف حفيظ أن المثير في تصريح بنكيران الأخير هو قوله إنه كان السبب وراء رفضه للمقعد المزور، موردا تصريحه “تَيْكْذْبُوا الناس اللي تيقولو بللي سي حفيظ ولا سي أديب دارو هادشي من عند أنفسهم.. غير صحيح.. هادشي هذا اللي كان السبب ديالو هو عبد الإله بنكيران”.
ورد القيادي بفيدرالية اليسار بنبرة ساخرة: “يا سلام!! الرجل، من زمان، له قدرة خارقة على الزعامة (بالعربية الفصحى وبالدارجة)، حتى على غير أعضاء حزبه. منذ 28 سنة، كان يستطيع أن يصدر الأوامر لمناضلي أحزاب أخرى، وما عليهم إلا أن يذعنوا له مذعورين، فيسرعون إلى تنفيذها على الفور!! نعم، كانت له القدرة حتى على إجبارهم على رفض مقعد برلماني في عهد الحسن الثاني وفي زمن وزير داخليته إدريس البصري الذي “خَبِرَ” بن كيران قوته آنذاك”.
وعن قول بنكيران أنه أبلغ محمد الساسي أنه العدالة والتنمية من فاز بالمقعد، والأخير أبلغ محمد حفيظ وتوجها معا إلى عبد الرحمان اليوسفي واتفقوا وأعلنوا تنازلهم عن المقعد بسبب التزوير، أشار حفيظ إلى أنه “بما أن بن كيران ينقل ما جرى بيني وبين الساسي حين قال إن الساسي جاءني وأخبرني بما قاله بن كيران للساسي وإنني قلت للساسي إن ما قاله بن كيران صحيح، فإن عليه أن يَذْكر السند ويُخبر بمن نقل إليه ما يدعي أنه جرى بيني وبين الساسي. وبما أنه لم يكن ثالثَنا حين نقل لي الساسي كلامَه، فإما أن الساسي هو من نقل له ما جرى بيني وبينه، وإما أنني أنا من فعل ذلك”.
وذكّر بأنه سبق له الرد على تصريح سابق لابن كيران قبل 12 سنة، وتحدث عن الواقعة مرات عديدة في حوارات إعلامية، وبعضها مكتوب وبعضها مسموع ومرئي، وبعضها أُجري مباشرة بعد الحدث وأخرى في سنوات لاحقة، كما خصص مساحة لها في كتابه الصادر عام 2021 بعنوان: “اليوسفي كما عشناه: أوراق من زمن السياسة”، الذي أصدره مع صديقه أحمد بوز، مشيرا إلى أنه سرد تفاصيل الواقعة وأسماء جميع من عاشوها، وأن معظمهم ما زالوا على قيد الحياة، باستثناء المختار بنعبد لاوي الذي توفي قبل سنة.
وأشار المتحدث عينه إلى بن كيران “استمر في الكذب، رغم الرد عليه، ورغم استعراض الوقائع كما جرت في المكان والزمان، وذكر أسماء من عاشوها وتابعوا تفاصيلها عن قرب”، مضيفا أن “الرجل مصر على تكرار الكذب، حتى صدَّق كذبه وأصبح يتوهم أنه حقيقة”.
وتابع بأن “الرجل يعيش في وهم الحاجة إليه، فَيُجْهِد نفسه في عرض مؤهلاته لإسداء خدمات لم يُطلب إليها، ويظن أنه مازال مرغوبا فيه للقيام بأدوار ما، ويتوهم أن لديه من المقومات ما يجعله مطلوبا لإسداء “الخدمات الجليلة” للدولة، والحال أنه لم يعد صالحا حتى لحزبه، فأحرى أن يصلح للدولة”، مردفا “يظن أنه بإمكانه أن يسبح في النهر مرتين، ربما لا يدرك أن التاريخ لا يعيد نفسه، وإن أعاده، فلا يكون إلا ملهاة أو مأساة، وبلادنا في غنى عن كليهما، فواقعها لا يحتمل لا الملهاة ولا المأساة.”
ويرى محمد حفيظ أن بنكيران “بفعل تكرار الكذب، أصبح يُصَدِّق ما يصدر عنه، ويُوهِم نفسه بأن ما يقوله صحيح ويتعامل معه باعتباره هو الواقع، حتى أصبح هو نفسه ضحيةَ كذبه بفعل الإدمان عليه، ووصل إلى ما يُعْرَف في علم النفس بالكذب المرضي أو الوهم الذاتي”.
وأكد أن “حالة الرجل تحتد كلما اقتربت الانتخابات، يجن جنونه، ويصيبه هيجان شديد، ويغلب في ما يصدر عنه تصرف “الحيوان السياسي” على سلوك “الإنسان العاقل”، فيطلق الكلام على عواهنه، يتكلم في كل شيء، في الحاضر والماضي وحتى المستقبل، في الدنيا والآخرة، يعرف ما على الأرض ويعلم ما في السماء، يدعي البطولة؛ فيتظاهر بالشجاعة وينسب لنفسه كل الفضائل، ويتقمص دور الضحية؛ فيلجأ إلى خطاب المظلومية والتباكي”، مسترسلا “يقول الشيء ونقيضه؛ فلا يَثبت على رأي واحد أو على تحليل منسجم… إلى غير ذلك مما يزيد من الإساءة إلى صورة المشهد السياسي، ويصيب الناس بالاشمئزاز والغثيان الذي يؤدي بهم إلى القرف من السياسة والنفور من السياسيين وعدم الثقة فيهم”.