سياسة

26 درهما للكيلوغرام.. المضاربة وهشاشة سلاسل التوزيع تنسفان ضبط أسعار الدواجن

26 درهما للكيلوغرام.. المضاربة وهشاشة سلاسل التوزيع تنسفان ضبط أسعار الدواجن

استفسر النائب البرلماني عن الفريق الحركي بمجلس النواب، محمد والزين، الحكومة عن مآل البرامج المعلن عنها سابقا لتأهيل الرياشات ورفع نسبة الذبح في المجازر العصرية إلى 90 بالمئة في أفق 2030، بغية تنظيم القطاع وضبط الأسعار ومسالك التوزيع التي ألهبت الأثمان في الفترة الأخيرة لتصل 26 درهما للكيلوغرام الواحد.

وأوضح والزين، في سؤال كتابي موجه إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن أسعار بيع الدواجن ولحومها تواصل ارتفاعها بشكل “يفوق القدرة الشرائية لغالبية الأسر المغربية، رغم قرب انتهاء فترة الصيف وموجات الحرارة التي غالبا ما تتخذ مبررا للتغطية على هذا الارتفاع، إلى جانب المناسبات والأفراح ونفوق كميات مهمة من الدجاج”.

وأشار النائب البرلماني عن حزب “السنبلة” إلى أنه صفي الوقت الذي أصبح فيه اقتناء اللحوم الحمراء والأسماك أمرا متعذرا على شريحة واسعة من الأسر، ظل الاعتماد على لحوم الدواجن خيارا رئيسيا لتأثيث المائدة المغربية، غير أن استمرار ارتفاع أسعارها، حيث تجاوز الكيلوغرام الواحد 26 درهما في بعض الأسواق و45 درهما للدجاج الجاهز للطهي (المذبوح)، جعل هذا الخيار بدوره صعب المنال وأثقل كاهل المواطنين”.

وشدد على أن “هذا الوضع، الذي يتكرر مع كل موجة حر، يطرح بإلحاح سؤال الحلول البنيوية الكفيلة بضمان استقرار الأسعار وحماية القدرة الشرائية للمواطنين”. وبيّن السؤال الكتابي، الذي اطلعت جريدة “مدار21” على نسخة منه، أنه “رغم إطلاق برامج حكومية سابقة لتقوية حضور المجازر العصرية ورفع نسبة الذبح فيها، وتأهيل الرياشات، ودعم تكاليف الإنتاج وخاصة الأعلاف المركبة، فوتيرة الإصلاح ما تزال محدودة”، مؤكدا أن “مسار التوزيع يظل خاضعا للمضاربة من طرف الوسطاء والسماسرة، بما يؤدي إلى تضخم هوامش الربح بين المزرعة ونقطة البيع”.

وساءل محمد والزين وزير الفلاحة عن التدابير التي ستتخذ لضبط أسعار لحوم الدواجن وحماية السوق من الاضطرابات، والمستهلك من المضاربة.

وطالب أيضا بكشف التدابير المزمع اتخاذها لإقرار دعم موجه للأعلاف أو تنويع مصادر استيرادها قصد تقليص كلفة الإنتاج، وخطة وزيرة الفلاحة لتقنين قنوات التوزيع وربط أثمنة البيع عند الاستهلاك بسعر البيع عند المزرعة بشكل عادل.

ووصلت أسعار الدجاج بالأسواق المغربية إلى 25 درهما للكيلوغرام نتيجة لضعف العرض؛ ما دفع العديد من المستهلكين لسلك نهج الاستغناء أو الاستبدال، في انتظار انخفاض درجات الحرارة لاستئناف الضيعات الفلاحية تربية الدجاج دون تخوف من نفوقه بسبب موجات الحر المتعاقبة.  

وإذا كان سعر الكيلوغرام الواحد في حدود 25 درهماً فذلك يعني أن ثمن “الطير” الواحد من الدجاج قد يصل إلى ما بين 70 و75 درهماً؛ أسعار ملتهبة تدفع العديد من المواطنين إلى استبدال الدجاج باللحوم الحمراء، طالما أن الغلاء واحد، يؤكد المهنيون بأسواق مراكش.

الوضع الراهن يرجع بالأساس إلى ضعف العرض على مستوى الضيعات الفلاحية؛ “العديد من المربين يفضلون تفادي تربية الدجاج في الوقت الراهن مخافة نفوقه بفعل الحرارة المرتفعة”؛ وفقا لأحد مهنيي سوق الجملة بمراكش.

هذه الندرة تدفع التجار إلى اقتناء الدواجن من ضيعات بعيدة، ما يزيد بدوره من تكاليف النقل وبالتالي السعر النهائي المقترح على المستهلك؛ “اضطررنا إلى التوجه نحو ضيعات توجد في نواحي مدينة الجديدة للحصول على كمية ضئيلة لا تتجاوز 700 كيلوغرام” يضيف المتحدث.

ويعزى هذا الواقع لكون الدجاج كائنا جد حساس في مواجهة الحرارة المرتفعة؛ وهكذا فنتيجة لدرجات الحرارة التي عرفتها المملكة خلال الشهر الماضي، فقد المربون حوالي نصف إنتاجهم ما دفع العديد منهم إلى ترك تربية الدجاج في الوقت الراهن إلى حين انخفاض درجات الحرارة.

ويؤكد المهنيون أن الأسعار التي يقترحونها لا تروق للزبناء الأفراد؛ “باستثناء قاعات الأفراح والفنادق وغير ذلك من المؤسسات التجارية لا أحد يشتري الدجاج في الوقت الراهن، فإذا كان الغلاء هو نفسه فإن المستهلك يفضل دائما اللحوم الحمراء على لحوم الدواجن”.

وأضاف المهني لصحيفة “مدار 21” أنه بسبب كثرة نفوق الدجاج، “لم تعد هناك بنواحي مراكش سوى 3 ضيعات مشتغلة”، وهو ما أدى إلى ظهور معاملات غير مألوفة على غرار مطالبة المستهلكين لنا بكيل 5 دراهم من لحوم الدجاج؛ ولا نستطيع الرفض رأفة بجيوب زبنائنا”.

ويتواصل الغلاء المسجل في لحوم الدواجن منذ اندلاع موجة الحرارة أواخر شهر يوليوز الماضي؛ وهو ما أدى إلى إغلاق العديد من المحلات التجارية في الأسواق الشعبية؛ كما فاقم  بطالة اليد العاملة التي اعتادت الاشتغال في الميدان.

ويعول المهنيون على الانخفاض المسجل أخيراً في درجات الحرارة لعودة المربين للإنتاج وبالتالي خفض الأسعار، سيما أن هذه المادة الاستهلاكية معروفة بتقلباتها السريعة.

وبالإضافة إلى قلة العرض، فإن الإقبال الصيفي على شراء الدجاج لإقامة الأفراح والحفلات المعهودة خلال هذه الفترة من السنة في الثقافة المغربية؛ يجعل من هذا الموسم “أصعب فترة في السنة” على تجار الدواجن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News