“الغزو” المغربي لـ”البريميرليغ”.. بين سندان التأقلم ومطرقة التألق

أضحت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تولي اهتماما متزايدا باللاعبين المغاربة، بعدما برهنوا على علو كعبهم في مختلف المحافل القارية والدولية.

وأضحى حضور المحترفين المغاربة بـ”البريميرليغ” انعكاسا مباشرا لتألق للمواهب المغربية التي تجمع بين المهارة التقنية والسرعة والانضباط التكتيكي، التي يبحث عنها المدربون في الدوري الأكثر تنافسية في العالم.

ويعكس هذا الاهتمام تحول اللاعب المغربي إلى عملة مطلوبة في سوق الانتقالات، في وقت أصبحت فيه أندية إنجلترا تنظر إلى المغرب كأحد أهم خزانات المواهب الكروية في القارة الإفريقية.

ويبرز من بين الأسماء المغربية في “البريميرليغ” كل من آدم أزنو (إيفرتون)، بلال الخنوس (ليستر سيتي)، شمس الدين الطالبي (ساندرلاند)، نصير مزراوي (مانشستر يونايتد)، أمين عدلي (بورنموث)، نايف أكرد (وست هام يونايتد)، وشادي رياض (كريستال بالاس).

“الغزو” المغربي للدوري الإنجليزي يظهر سلاح ذو حدين، إذ يضع المحترفين المغاربة بين سندان التأقلم وفقدان الرسمية، ومطرقة التألق للحفاظ أو حجز مكانة مع المنتخب المغربي قبل أقل من 3 أشهر من كأس إفريقيا للأمم.

ويرى المحلل والمعلق الرياضي، سعيد زدوق، أن تزايد اهتمام الأندية الإنجليزية على اللاعبين المغاربة “لم يأت من فراغ، بل يعكس المكانة التي أضحى يحظى بها اللاعب المغربي على الصعيدين القاري والعالمي”.

وأوضح زدوق في تصريح لجريدة “مدار21” أن “الأندية تبحث عن لاعبين يجمعون بين الانضباط التكتيكي والمهارة الفردية، وهذا ما يميز المدرسة الكروية المغربية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد إنجاز المنتخب في كأس العالم 2022”.

وشدد أشهر الواصفين الرياضيين في تاريخ المغرب على أن تزايد احتراف اللاعبين المغاربة بالدوري الإنجليزي “يمكن أن يتحول إلى رافعة حقيقية لتطلعات المغرب، إذ إن اللاعب الذي يتألق في الدوري الإنجليزي يكتسب خبرة عالية من حيث التنافسية والجاهزية الذهنية والبدنية، وهي عناصر يحتاجها الناخب الوطني لبناء منتخب قادر على المنافسة على الألقاب الإفريقية، بل وحتى العالمية”.

بدوره، أكد الإطار الوطني عز الدين بوزرعة أن الإقبال المتزايد للأندية الإنجليزية على اللاعبين المغاربة إيجابي ويخدم مسيرة اللاعبين، مؤكدا أن “ضمان الرسمية في البريميرليغ يمنح اللاعب دفعة معنوية كبيرة، ويقوي حظوظ اللاعبين في حمل قميص المنتخب الوطني بثقة أكبر، ما يساهم في تشكيل منتخب قادر على تحقيق الأهداف قاريا وعالميا”.

لكن، رغم هذا الحضور اللافت، يثير إقبال اللاعبين المغاربة على أندية “البريميرليغ” بعض المخاوف، إذ أكد بوزرعة أن “هناك سلبيات يجب الانتباه إليها، إذ قد يواجه اللاعب المغربي صعوبة في التأقلم مع المحيط الجديد، سواء من ناحية المناخ أو الثقافة أو إيقاع الدوري”، مشددا على أنه وضع “قد يؤدي إلى فقدانه الرسمية وبالتالي التأثير سلبا على حضوره مع المنتخب الوطني”.