جهويات

“أوروبا أو الموت”.. الطيران الشراعي يدخل معادلة الهجرة وقلق بسبتة المحتلة

“أوروبا أو الموت”.. الطيران الشراعي يدخل معادلة الهجرة وقلق بسبتة المحتلة

في تطور غير مسبوق لأساليب الهجرة غير النظامية نحو سبتة المحتلة، ظهر على منصة تيك توك مقطع فيديو يوثق لما يبدو أنه استعداد مجموعة من المهاجرين لعبور الحدود جوًا باستخدام مظلة شراعية.

المشهد، الذي ظهرت فيه عبارة “أوروبا أو الموت”، أثار دهشة وقلقًا واسعين، مع تشابه تضاريس موقع التصوير مع مناطق جبلية قريبة من بليونش على الضفة المغربية من مضيق جبل طارق.

صحيفة “El Faro de Ceuta” الإسبانية أوضحت أن الفيديو يظهر مهاجرين قادمين من إفريقيا جنوب الصحراء وهم يجهزون مظلة شراعية، في مشهد يجمع بين المخاطرة وغريزة البقاء.

وذكرت أن الموقع يبدو غابة على الضفة المغربية، بتضاريس تتوافق مع محيط بليونش القريب من سبتة المحتلة، مع لقطات تحاكي مقلع الحجارة في بنزو، ما يعزز فرضية قربه من المدينة.

كما بينت الصحيفة أن المجموعة قامت بمد الهيكل والقماش الخاصين بالمظلة، فيما جرّب آخرون أحزمة الأمان المستخدمة في الطيران من دون محرك، في ما يشبه تمرينًا على عبور السياج جوًا بدلًا من البحر أو البر.

وبحسب المصدر نفسه، بدت المظلة بألوان قريبة من العلم الإسباني، الأحمر والأصفر مع مساحات بيضاء، وهو تصميم قد يُرى بوضوح في السماء إذا كان الهدف الإقلاع نحو سبتة المحتلة أو طريفة، ما يثير تساؤلات حول رصدها ومخاطر أي هبوط اضطراري في تضاريس وعرة.

الصحيفة أشارت إلى أن الفكرة ليست مستبعدة عمليًا، إذ شهدت مليلية حادثتين موثقتين لدخول غير نظامي عبر الطيران الشراعي، آخرهما عند الغروب حين حلق شخص فوق السياج المزدوج بارتفاع ستة أمتار في منطقة ماريغواري، قبل أن يفلت عبر مصب النهر، وأولى هذه الحوادث وقعت في دجنبر 2022 قرب وادي نانو.

وترى El Faro de Ceuta أن المظلة الشراعية تمثل إضافة نوعية لتطور أساليب العبور، بعد القوارب والقفزات الجماعية فوق السياج ومحاولات التمويه داخل المركبات، إذ يوسع الطيران الشراعي مسرح التحرك من البر والبحر إلى الجو، مع تغير معادلات المخاطرة والرقابة.

حتى لحظة إعداد التقرير، لا يوجد تأكيد رسمي على إقلاع المظلة أو وقوع محاولة اقتحام جوية، لكن فرادة المشهد والمخاطر المحتملة منحتاه زخمًا في النقاش العام، خاصة أن التحليق فوق منطقة ذات حساسية أمنية يتطلب تجنب أجهزة الرصد الأرضية والجوية، ما يرفع احتمالات الحوادث والإصابات.

التعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي تراوحت بين الانبهار والقلق، إذ بدت صورة الجناح الشراعي فوق المضيق كأنها مغامرة رياضية، بينما الهدف الحقيقي لمن في الفيديو هو الوصول إلى أوروبا، وهو ما يفسر سرعة انتشار المقطع واستدعاءه لحوادث مماثلة في مليلية المحتلة.

وتقدم الأرقام الرسمية سياقًا لفهم هذه الظاهرة، إذ نقلت الصحيفة عن تقرير لوزارة الداخلية الإسبانية أن سبتة المحتلة سجلت دخول 1452 شخصًا برًا خلال الفترة من 1 يناير إلى 31 يوليوز من العام الجاري، بزيادة 7.2% عن الفترة نفسها من العام الماضي، في مؤشر على استمرار الضغط وتغير أنماط العبور.

هذا التطور يطرح تحديات أمنية وإنسانية جديدة، فالملاحقة في فضاء مفتوح ومع تضاريس معقدة تزيد مخاطر الإصابات، ما يستدعي حلولًا تقوم على تعزيز قدرات الرصد المبكر والتعاون المعلوماتي وتحيين بروتوكولات التدخل لتقليل الأذى المحتمل.

وبينما تتواصل محاولات التحقق من صحة الفيديو وملابساته، يبدو أن الهجرة غير النظامية عبر المضيق تدخل مرحلة جديدة تتسم بمرونة الوسائل وحسابات مخاطرة متغيرة، ومع كل وسيلة مبتكرة تظهر حاجة إلى سياسات وقاية واستجابة أكثر مهنية، وهو ما تلخصه El Faro de Ceuta بأن “المشهد ليس مجرد لقطة عابرة، بل إشارة إلى مسار يستحق متابعة لصيقة وتحديثًا دائمًا لآليات الفهم والإدارة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News