الراب يكتسح مهرجانات الصيف وتحذيرات من تهميش رواد الفن المغربي

يحضر فنانو الراب بقوة هذا الصيف ضمن مختلف التظاهرات الفنية، بعدما تمكنوا من فرض مكانتهم في الساحة الموسيقية، لا سيما وأن هذا اللون بات يحظى بمتابعة جمهور واسع، خصوصا من لدن فئة الشباب.
ويأتي هذا الحضور اللافت بعد سنوات من التهميش، إذ كان الراب شبه مغيب عن الحفلات والمهرجانات الرسمية، ولا يُمثله سوى أسماء محدودة مثل “البيغ” و”أش كاين”، ومسلم.
وقد حجز مغنو الراب نصيبا كبيرا من برمجة مهرجان الشواطئ لهذه السنة، إذ أُعلن حتى الآن عن مشاركة كل من “مسلم”، و”مورفين”، و”فناير”، و”الحر”، و”شوبي”، و”لبنج”، و”وينزا”، في حين سبق لعدد منهم أن شاركوا في مهرجانات كبرى مثل “موازين”، كما يُرتقب حضورهم في تظاهرات فنية أخرى خلال الموسم الجاري.
وفي هذا السياق، أعرب نقيب الفنانين أيوب ترابي، بخصوص منح فناني الراب فرصة أكبر للمشاركة في التظاهرات الفنية، بعدما كان هذا اللون الموسيقي شبه محظور في الفعاليات الرسمية، نظرا لمواضيعه الجريئة التي كثيرا ما تنتقد السلطة، أو بسبب توظيفه لعبارات توصف أحيانا بأنها تخدش الحياء، عن دعمه لهذه الخطوة، معتبرا أنها تشكل انفتاحا مهما واختيارا واعيا لفئة الشباب، لاسيما ضمن صنف الموسيقى الحضرية.
وأكد أن سنة 2025 تعرف حضورا لافتا للفنانين الشباب، خاصة من مغنيي الراب، ضمن عدد من المهرجانات الوطنية، ما يُبرز مبدأ تكافؤ الفرص، ويعكس صورة إيجابية عن حرية التعبير والديمقراطية بالمغرب.
وأضاف أن المغرب يشهد حاليا دينامية ثقافية قوية، عبر تنظيم مجموعة من الأنشطة داخل المسارح وفي الفضاءات المفتوحة، منها التي تنظم تزامنا مع احتفالات الذكرى الـ26 لعيد العرش.
وأشار في هذا السياق إلى أن هذه الفترة (26 سنة الأخيرة) تعرف حراكا انتقاليا في المجالين الثقافي والفني، تجسده فعاليات وطنية ودولية كبرى مثل مهرجانات “موازين”، و”تيميتار”، و”كناوة”، والمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خاصة وأنها تظاهرات تستقطب نجوما عالميين وتُسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية.
في المقابل، عبر النقيب أيوب ترابي عن استنكاره لتهميش عدد من الأسماء الفنية، خصوصا من جيل الرواد، مشيرا إلى أن منح الحصة الأكبر للشباب لا يجب أن يكون على حساب فنانين أثروا الساحة الفنية المغربية لعقود، مثل مصطفى بورغون في مجال الفن الشعبي، إلى جانب أسماء أخرى تنتمي إلى أنماط موسيقية كفن كناوة، والملحون، والأغنية الأمازيغية، والحسانية، والركادة.
وشدد أيوب ترابي على أن الفن المغربي غني بتنوعه، ويستوجب برمجة عادلة تمثل مختلف مكوناته، منبها إلى الإقصاء المتكرر لبعض الألوان الموسيقية.
ودعا ترابي القائمين على المهرجانات إلى مراجعة معايير البرمجة الفنية، وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص، بما يضمن تمثيلا حقيقيا للتنوع الثقافي والفني المغربي، مع التشديد على أهمية دمج الشباب، دون إغفال الالتزام بالمعايير الأخلاقية والدينية التي تحكم المجتمع المغربي.
وأضاف: “نحن مقبلون على تنظيم تظاهرات كبرى، مثل كأس إفريقيا وكأس العالم، ومن الضروري أن نعد جيلا واعيا يعكس صورة المغرب الحقيقية، مع ضرورة التصدي لأي أعمال فنية تسيء للذوق العام أو تخدش الحياء”.