الشابي يضرب بيد من حديد ويبعد ثلاثة لاعبين أجانب دفعة واحدة عن الرجاء

في تحرك ينذر بمرحلة جديدة داخل البيت الرجاوي، بدأ لسعد الشابي أولى خطواته في إعادة تشكيل الفريق، بإقصاء أسماء بارزة لم تقنع لا في الأداء ولا في الانضباط، واضعًا بذلك حدًا لفترة رمادية داخل التشكيلة.
وفي هذا السياق، كشف موقع “أفريكا فوت” الكاميروني أن لسعد الشابي وضع قائمة أولية للاعبين غير المرغوب في استمرارهم داخل صفوف الفريق، إذ ضمّت ثلاثة أسماء أجنبية تم إخراجها من حساباته بشكل نهائي، وهم: التونسي هاني عمامو، السنغالي باب أوسمان ساخو، والموريتاني محسن بودة.
وتابع “أفريكا فوت” أن هذا القرار لم يأت عبثا، بل نتج عن تقييم دقيق لمردود اللاعبين الثلاثة خلال الموسم الماضي، إذ تبين أنهم لم يظهروا ما يكفي من مقومات فنية أو بدنية تبرّر بقاءهم ضمن المجموعة، سواء على صعيد الأداء في المباريات أو التفاعل مع الخطط التكتيكية للمدرب.
وأورد التقرير الكاميروني أن الهدف من هذه الخطوة لا يقتصر فقط على الجوانب الفنية، بل يشمل أيضًا تحرير أماكن ضمن لائحة الأجانب، وهو ما يمهد لتعاقدات جديدة تستجيب لمواصفات أكثر صرامة، في إطار خطة إعادة البناء التي يقودها الشابي بتنسيق مع الإدارة الرياضية.
وشدد على أن المدافع التونسي هاني عمامو، الذي فشل في فرض نفسه داخل المنظومة الدفاعية للفريق، بات قريبًا من العودة إلى الدوري التونسية، وبالضبط من بوابة النجم الرياضي الساحلي، حيث كشفت المصادر ذاتها عن وجود اتصالات تمهيدية بين الطرفين، رغم أن أي اتفاق رسمي لم يُبرم حتى اللحظة.
كما أفاد بأن السنغالي باب أوسمان ساخو، الذي عانى من ضعف المشاركة مع الرجاء في الموسم المنقضي، أصبح محل اهتمام فريقه السابق سيمبا التنزاني، إذ يُتابع مسؤولوه وضعه عن كثب في انتظار فتح باب المفاوضات، خاصّة أن اللاعب سبق له التألق بشكل لافت في الدوري التنزاني.
وأبرز أن الموريتاني محسن بودة، الذي لم يُقدّم الإضافة المرجوّة منذ انضمامه للفريق، هو الآخر أصبح مرشحًا قويًا لمغادرة النادي، وسط حديث عن اهتمام أندية من الخليج والدوريات المغاربية بضمه، خصوصًا بعد أن كشف تقرير سابق للمصدر عينه في ماي الماضي، عن وجود مفاوضات مبدئية مع الاتحاد الليبي.
وأوضح أن قرار الإبعاد لا يجب النظر إليه كخطوة عقابية، بل كجزء من مقاربة شاملة يسعى من خلالها المدرب التونسي إلى خلق توازن أكبر في تركيبة الفريق، وتوفير هامش مالي ولوجستي يسمح بجلب لاعبين أكفاء يتماهون مع رؤية النادي المستقبلية.
وزاد موضحًا أن الرجاء مقبل على موسم مفصلي يتطلب حضورًا فنيًا عالي المستوى، واستعدادا بدنيًا ونفسيًا ينسجم مع تطلعات الجماهير، وهو ما يفرض تحركات مبكرة وحاسمة، مثل الخطوة التي بادر بها الشابي مؤخرًا.
ولفت إلى أن المدرب التونسي لا يراهن فقط على الأسماء، بل على الجاهزية والانضباط والانخراط الكامل في المشروع الرياضي للفريق، ما يعني أن بقية التشكيلة قد تعرف تحركات مماثلة، خصوصًا مع اقتراب موعد التحضيرات للموسم الجديد.
وأضاف المصدر ذاته أن سياسة “الاختيار الصارم” قد تكون المفتاح الحقيقي لبناء فريق قادر على مقارعة الأندية القارية، واستعادة الهيبة التي يبحث عنها الرجاء بعد موسم لم يكن في مستوى التطلعات.
وأشار إلى أن ما يحدث اليوم داخل أسوار الرجاء ليس سوى بداية لورشة أوسع قد تشمل تغييرات على مستويات أخرى، منها الطاقم المساعد، منظومة التكوين، وحتى الهيكلة الإدارية المواكبة للمشروع الرياضي المرتقب.