سياسة

بوانو لوهبي: “حماسة” العضوية في الحكومة “أفقدتك توازنك”

بوانو لوهبي: “حماسة” العضوية في الحكومة “أفقدتك توازنك”

في ردًّ شديد اللهجة على تصريحات الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، التي هاجم فيها العدالة والتنمية بسبب جدل سحب مشروع القانون الجنائي من البرلمان، قال رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب عبد الله بوانو، إن “حماسة العضوية في الحكومة ما تزال تسيطر على  وزير العدل عبد اللطيف وهبي، وأفقدته بعض توازنه، لدرجة أنه اعتبر نفسه قادما من المستقبل، ووصف حزبنا بأنه قادم من الماضي”.

وكان وزير العدل عبد اللطيف وهبي، رفض الانتقادات والاتهامات التي وجّهها عدد من القياديين والبرلمانيين عن حزب العدالة والتنمية لحكومة أخنوش، بسبب سحب مشروع القانون رقم 10.16 المتعلق بتتميم وتغيير مجموعة القانون الجنائي من مجلس النواب، مؤكدا أن الحكومة الحالية “لا يمكنها أن تشتغل لدى الحكومة السابقة، التي حكم الشعب على اختياراتها وقراراتها خلال انتخابات شتنبر الماضي”.

ورداّ على ذلك، سجل القيادي بحزب العدالة والتنمية، أن وهبي “يُدافع عن سحب الحكومة، التي فُرض عليه الدفاع عنها، لمشروع القانون الجنائي المتضمن لمقتضيات تتعلق بتجريم الإثراء غير المشروع، وهذا حقه وحق حكومته، إذ إنه من الطبيعي والعادي أن تسحب حكومة جديدة مشاريع قوانين أحالتها الحكومة السابقة”.

واعتبر بوانو أن “مُسارعة الحكومة لسحب مشروع القانون الجنائي دون غيره من مشاريع القوانين الأخرى البالغ عددها حوالي 22، يطرح علامة استفهام كبيرة، خاصة تزامن هذا السحب مع تفكيك لجنة محاربة الفساد برئاسة الحكومة، ومع خلو البرنامج الانتخابي وقانون المالية كذلك، من أي مقتضيات وإجراءات تتعلق بمحاربة الفساد والريع”.

وأكد وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، أنه لا يمكن أن يقبل بخطة وطنية من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تختلف في أهدافها وتصوراتها مع اختيارات الحكومة الجديدة، وقال “أنا لا أملك نفس تصور المصطفى الرميد، الذي أشرف على إعداد هذه الخطة، لأنني أتٍ من الحداثة ولأجل المستقبل في حين أنتم جئتم من المحافظة والماضي”.

وبناء على ذلك، تساءل بوانو: “عن أي ماضٍ يتحدث وهبي؟ وهل يقصد المرجعية الإسلامية لدولتنا ولمجتمعنا أم يقصد تاريخ أمتنا المجيد؟”، موضحا أنه “إذا كان هذا قصده، فنحن معتزون بأننا ماضويون، وسنبقى مدافعين عن هذا الماضي الذي جعلنا كمغاربة استثناء إيجابيا بين الأمم وبين الحضارات، وجعل حزبنا عنصر قوة لصالح دولتنا ومجتمعنا”.

وتابع رئيس المجموعة النيابية، قائلا: “عن أي مستقبل وعن أي حداثة يتحدث وهبي، الذي ربما نسي حقيقة حزبه، من سيصدق أن ‘البام’ حزب حداثي، وهو المليء بالأعيان، تُرى إذا سألنا أحدهم عن الحداثة، كيف سيكون جوابه.. إنه أمر مضحك.. لذلك على وهبي أن يتخلى عن هذه الأسطوانة”.

واعتبر بوانو أن ما أثاره وزير العدل حول بصمة الحكومة التي ينتمي إليها، وحقها في إعادة النظر فيما خلفته الحكومة السابقة، هو  أمر لا خلاف حوله، قبل أن يستدرك “لكن ينبغي أن تكون الأمور مؤسسة وواضحة ومنسجمة مع منطق السياسة، فكيف لوهبي أن يجزم بأن انتخابات 8 شتنبر حكمت على الحكومة السابقة، وهو يضع يده في يد أحد مكوناتها الذي ارتقى بقدرة قادر إلى رئاسة الحكومة”.

وواصل بوانو هجومه على وزير العدل بالقول “الغريب، أن وهبي بنى خطابه الانتخابي على معارضة هذا المكوّن، فإذا به يتقاسم معه طاولة الحكومة بل وينبري للدفاع عن رئيسه”، مشيرا إلى أنه بخصوص الإنجازات، فإنه “يتساءل بصدق هل يصدق وهبي أن التصويت في الانتخابات كان ضد إنجازات حكومة العدالة والتنمية، وهي إنجازات كبيرة وعلى مستوى عالٍ من الأهمية، مما لا أظن أن الحكومة الحالية المرتبكة قادرة على تحقيق مثلها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News