قصة “يزة” تعود بجزء ثانٍ على شاشة تمازيغت في مسلسل “أفاذار”

قررت القناة الثامنة “تمازيغت” اعتماد جزء ثانٍ من المسلسل الأمازيغي الريفي “أفاذار”، من توقيع المخرج حميد زيان، وذلك لمواصلة سرد تفاصيل قصة “يزة”، المرأة التي تناضل بشجاعة من أجل تحقيق ذاتها وتجاوز مختلف التحديات التي تعترض طريقها.
وتمكن المسلسل، في جزئه الأول الذي عُرض خلال أحد المواسم الرمضانية السابقة، من جذب اهتمام الجمهور بفضل قصته المؤثرة، كما ساهمت نهايته المفتوحة في التمهيد لأحداث جديدة، ما أتاح إمكانية استكمال الحكاية بتفاصيل أكثر تشويقا في الجزء الثاني.
وتُفضل القناة الثامنة الاستمرار في إنتاج أجزاء جديدة من الأعمال التي تحقق نجاحا جماهيريا، كما هو الحال مع مسلسل “بابا علي” الذي استمر لأربعة مواسم متتالية.
ويُعد إنجاز عمل أمازيغي متكامل تحديا حقيقيا، بالنظر إلى الصعوبات المحيطة بإنتاج هذا النوع من الأعمال، سواء من حيث الميزانية المحدودة مقارنة بالأعمال الناطقة بالدارجة، أو من حيث ظروف التصوير التي تتم غالبا في مناطق وعرة وبعيدة، على عكس الاستوديوهات المجهزة والمخصصة للإنتاجات الكبرى في مدينة الدار البيضاء.
وتحيل دلالة اسم المسلسل “أفاذار” أي الصبار، وهي نبتة معروفة بمقاومتها للتقلبات المناخية والصمود في المناطق القاسية التي تعاني من الجفاف، على ارتباط شخصية “يزة” بطلة العمل، التي تتخرج من الجامعة وتفشل في الحصول على فرصة عمل، لتقرر افتتاح تعاونية لمنتوجات من نبتة الصبار، وتناضل من أجل تحقيق ذاتها، بحسب مخرجه حميد زيان.
ولم يكن طريق وصول يزة إلى هدفها سهلا، إذ تعترضها العديد من الحواجز والعراقيل التي يضعها أمامها أحد المنتخبين المحليين، ظنا منه أن نجاحها سيعرض طموحه السياسي إلى الخطر، وتصبح منافسة له في الانتخابات المقبلة، سيما أنها تجمع حولها نساء القرية وتقنعهن بأفكارها، ما يجعله يُضيق عليها ويحاربها، بينما تجسد هي مقاومة الفتاة الريفية وصمودها وطموحها، وإصرارها على تجاوز كل العراقيل والمشاكل، يضيف مخرج العمل في تصريح لجريدة “مدار21”.
وقصة يزة تعد الموضوع الرئيس للمسلسل، والعمود الفقري له، لكن تتفرع عنه مجموعة من المواضيع الأخرى والأحداث الفرعية التي تناقش مجموعة من القضايا والمشاكل التي تهم المجتمع المغربي بصفة عامة، والمجتمع الريفي بصفة خاصة، إذ هناك أحداث لها خصوصية تهم منطقة الريف بحكم أن السيناريست ومنفذ الإنتاج ينتميان إلى هذه المنطقة ويعرفان بيئتها جيدا كونهما ترعرعا فيها، لذلك حاولا وضع تفاصيلها تحت المجهر.
وجمع هذا العمل الأمازيغي الريفي في موسمه الأول مجموعة من الممثلين، ضمنهم شيماء علاوي، وسعيد المرسي، وهيام المسيسي، وميمون زينون، وسميرة مصلوحي وفاروق أزنباط، وغيرهم، إذ إن أغلب الممثلين الأمازيغيين في الدراما الريفية شاركوا في هذا المسلسل.
وتكون مسلسل “أفاذار”في موسمه الأول من ثلاثين حلقة، وتكلف جمال أبرنوص بصياغة السيناريو الخاص به، وإنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، بينما عاد تنفيذ الإنتاج إلى عبد الرحيم غربال.
ويُشرف المخرج حميد زيان على إخراج عدد من الأعمال الأمازيغية، رغم كونه لا يتحدث الأمازيغية، ويستعين في ذلك بمراقب لغوي يرافقه خلال مراحل التصوير، لضبط الحوارات ورصد أي أخطاء لغوية محتملة.