فن

صلاح الدين بنموسى يكسر غيابه الفني عبر سلسلة “مداولة”

صلاح الدين بنموسى يكسر غيابه الفني عبر سلسلة “مداولة”

تعيد سلسلة “مداولة” الممثل صلاح الدين بنموسى إلى الشاشة بعد فترة من الغياب، كما العديد من رواد الساحة الفنية الذين لم يعودوا يحظون بحضور منتظم في الأعمال التلفزيونية.

وقد تراجع حضور بنموسى في الإنتاجات التلفزيونية والسينمائية مقارنة بالماضي، وكان قد عبر في أكثر من مناسبة عن استيائه من تهميش الرواد والتخلي عنهم.

وفي ظل هذا التراجع، يرى عدد من المتابعين للشأن الفني ضرورة إعادة النظر في آليات توزيع الأدوار، وإسنادها لمن يناسبهم الدور من حيث العمر والخبرة، خاصة أن بعض صناع الأعمال باتوا يفضلون منح أدوار الآباء والأجداد لممثلين في الأربعينات، مع الاعتماد على تقنيات المكياج لإظهار التقدم في السن، بدل الاستعانة برواد الفن الذين يجسدون هذه الأدوار بطبيعية ومصداقية أكبر.

وأصبحت سلسلة “مداولة” ملاذا حقيقيا لعدد من الممثلين الذين طالهم التهميش والإقصاء من الأعمال التلفزيونية في السنوات الأخيرة، إذ في ظل غياب فرص عادلة وتكرار الاعتماد على الأسماء نفسها كل موسم، تمنح هذه السلسلة، التي تُشرف عليها رشيدة أحفوظ ويُخرجها حكيم البيضاوي، مساحة للعديد من الفنانين للعودة إلى الشاشة والتواصل مع الجمهور.

وتُسهم سلسلة “مداولة” في إعادة عدد من الممثلين إلى الظهور التلفزيوني، بعد إقصائهم من المشاركة في الأعمال خلال السنوات الأخيرة، في ظل الاعتماد المتزايد على وجوه جديدة، إلى جانب عدد من الأسماء التي يُتهم بعضها، من قبل نقاد ومهتمين بالشأن الفني في المغرب، باحتكار الشاشات.

ورغم النجومية التي حققها عدد من الممثلين في فترات سابقة، إلا أنه تم التخلي عنهم خلال السنوات الأخيرة، مثل إلهام واعزيز، ومنال الصديقي، وسعاد الوزاني، وعبد الصمد الغرفي، وأنس الباز، وعبد الإله رشيد، وعالية الركاب، ومحمد مهيولـ، إذ سبق وعبر جميعهم، في مناسبات مختلفة، عن تذمرهم من الإقصاء المتكرر من الساحة التلفزيونية، في ظل ما يُوصف باحتكارها من طرف “كليكة” معينة.

وتمنح سلسلة “مداولة”، التي تُعرض حلقاتها حول مواضيع مختلفة مستندة إلى قضايا حقيقية سبق أن نُظرت أمام المحاكم وصدر فيها حكم، فرصة الظهور التلفزيوني لعدد من الأسماء الفنية التي غابت عن الساحة في السنوات الأخيرة.

وتعرض السلسلة مشاهد تمثيلية تهدف إلى التوعية القانونية، بمشاركة مجموعة من الممثلين المغيبين مثل فاطمة وشاي، ونعيمة إلياس، وفتيحة واتيلي، وجمال العبابسي، ومحمد عاطر، وجواد العلمي، وغيرهم.

وبفضل هذا العمل، استعاد عدد من الوجوه الفنية حضورهم التلفزيوني، إذ أكد مجموعة من الممثلين في تصريحات سابقة لجريدة “مدار21” أن “مداولة” شكلت بالنسبة لهم نافذة للاستمرارية وفرصة لتأكيد مكانتهم في الساحة الفنية.

ويقول الممثل جواد العلمي، إن سلسلة مداولة دائما ما تربطه بالجمهور، إذ يصور بشكل دائم حلقات لصالح هذا البرنامج الذي يعود لرشيدة أحفوظ والمخرج حكيم البيضاوي اللذين لهما الفضل في استمرار حضوره في التلفزيون لثقتهما به، بحسبه.

ويشتغل العلمي بين الفينة والأخرى في أعمال تلفزيونية، التي تقربه من الجمهور المغربي، غير أنه يتمنى أن تمنح الفرص لجميع الممثلين، بحسب تصريح سابق للجريدة.

ويشارك الممثل المسرحي والتلفزيوني عبد الكبير الركاكنة، في حلقات من برنامج “مداولة” لصالح القناة الأولى، بحسب ما أفصح عنه.

وتحافظ سلسلة “مداولة” على حضور الركاكنة في التلفزيون، بعدما قل ظهوره في الأفلام والمسلسلات بالقناتين الأولى والثانية، في ظل حضوره القوي في المسرح.

بدوره الممثل الشرقي الساروتي أكد في تصريح سابق للجريدة أن أن حضوره في الموسم الجديد من الأعمال التلفزيونية سيقتصر على مشاركته في سلسلة “مداولة” من خلال ثماني حلقات.

وقال إنه “حينما تُغلق في وجهنا الأبواب تتيح لنا الدكتورة رشيد أحفوظ الحضور في التلفزيون من خلال هذه السلسلة التي يُشرف على إخراجها حكيم البيضاوي”.

وشدد المتحدث ذاته على أنه ليس غائبا عن المسلسلات التلفزيونية، إنما يُغيّب منها، مردفا: “لأن الفنان ينتظر بفارغ الصبر اتصلا من المخرج أو المنتج للاشتغال”.

ولا يعد الممثل الشرقي الساروتي الوحيد الذي يشتكي التغييب من الأعمال التلفزيونية، إنما هناك العديد من الممثلين الذين اشتكوا في وقت سابق الاعتماد على الأسماء نفسها في كل موسم جديد دون إشراك الجميع، مما يفاقم معاناة بعضهم.

وعالجت سلسلة مداولة في سنة 2024 مواضيع حول قضايا مرتبطة بالشفعة، وأخرى بالأسرة من خلال تسليط الضوء على بعض الحالات المتكررة والتي تتعلق بالتعدد، وطلب الرجوع إلى بيت الزوجية، وثبوت النسب، والعنف ضد النساء، إلى جانب معالجة الجرائم الإلكترونية، والنصب وشغب الملاعب، ومحاولة الانتحار، والتسول في قالب اجتماعي درامي، يعكس جانبا من الواقع الذي تعيشه العديد من الأسر المغربية.

وتستمر “مداولة” في العرض عبر شاشات القناة الأولى، وهي سلسلة قانونية تهدف إلى توعية المشاهدين عبر قضايا اجتماعية مغربية مستمدة من الواقع، وتناول مشاكل القضاء من خلال ملفات وقضايا من واقع المحاكم المغربية.

وتعتمد سلسلة “مداولة” على وقائع حقيقية مقتبسة من الملفات التي تدور في ردهات المحاكم، حيث يعاد صياغتها في قالب فني يناسب العرض في التلفزيون.

وشهدت هذه السلسلة التي عُرضت على مدار سنوات مشاركة أبرز نجوم الشاشة المغربية، من بينهم رشيد الوالي، وعبد الرحيم المنياري، وفاطمة وشاي، ونعيمة بوحمالة، وجواد السايح، وغيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News