السعدي: 85% من خريجي تكوين الحرف التقليدية يدمجون بسوق الشغل

كشف كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لحسن السعدي، أن نسبة إدماج خريجي مؤسسات التكوين المهني في الحرف التقليدية في سوق الشغل تفوق 85 في المئة، إضافة إلى تكوين 1000 نزيل سنويا في السجون ضمن برامج الإدماج الحرفي.
وأضاف كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لحسن السعدي، في جوابه الكتابي عن سؤال كتابي حول “الحفاظ على استمرارية وديمومة الحرف المغربية”، الذي تقدم به البرلماني إدريس السنتيسي، أن إدماج 85 في المئة من خريجي التكوين المهني في الحرف التقليدية، في سوق الشغل، يتم من خلال التنسيق مع الفاعلين الوطنيين المختصين في عملية الوساطة مع سوق الشغل، كالوكالة الوطنية الإنعاش التشغيل والكفاءات، والتي تخصص مجموعة من الدورات التكوينية لفائدة خريجي مؤسسات التكوين المهني في عدة مجالات كتقنيات البحث عن الشغل وخلق المقاولات والتنمية الذاتية والمهارات الحياتية وغيرها.
وتعمل كتابة الدولة على تنمية مهارات وقدرات السجناء، بتكوين ما يناهز 1000 نزيل سنويا في حرف الصناعة التقليدية الفنية والإنتاجية، وذلك بتنسيق مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، وتقوية الشراكة بين القطاعين الخاص والعام وعلى الخصوص مع غرف الصناعة التقليدية، حيث تم إحداث مجلس المؤسسة بمؤسسات التكوين المهني التابعة للقطاع، بهدف إشراك القطاع الخاص في تخطيط وتدبير برامج التكوين وبالتاني ربط التكوين بمتطلبات سوق الشغل، وفق السعدي.
وأكد السعدي أن كتابة الدولة تعمل أيضا وبشكل متواصل على استغلال الإمكانات التي تتيحها منظومة التكوين المهني بهذا الخصوص، من خلال تأهيل الصانعات والصناع التقليديين وتحفيزهم وتقوية قدراتهم التقنية والمعرفية، كما تعمل بانتظام واضطراد على تنمية هذه المنظومة عبر تحسين جودة التكوين وتنويع العرض التكويني وتأهيل البنيات والأطر البيداغوجية، وفق مقاربة تشاركية مع مختلف الفاعلين والمعنيين بهذه المنظومة، ويظهر ذلك من خلال مجموعة من التدابير والإجراءات.
وفي تفاصيل هذه الإجراءات والتدابير أيضا، يشير كاتب الدولة إلى تحسين جاذبية التكوين الأولي في حرف الصناعة التقليدية، إذ تم تحقيق حصيلة إيجابية من خلال تكوين 48.325 من الشباب خلال الفترة الممتدة ما بين 2022 و2024، منهم 18 في المئة داخل مؤسسات التكوين، و82 في المئة عبر التدرج المهني.
وأشار إلى أنها تشمل تنويع عروض التكوين واستهداف حرف واعدة للتكوين في صنفي الصناعة التقليدية الإنتاجية والخدماتية، وإحداث وتوسيع مجموعة من المؤسسات على الصعيد الوطني، وكذا إعداد وتحيين مرجعيات التكوين مع إحداث شعب جديدة، ثم تشجيع وتطوير الحس المقاولاتي للمتدربين من خلال إدراج وحدات التكوين في مجالات خلق التعاونيات والمقاولات الصغرى.
وضمن هذه التدابير المتخذة، وضع مخطط لتعزيز وتنمية قدرات الصناع التقليديين من خلال إنجاز 20 ألف شخص/يوم/تكوين سنويا، وإلى جانب المجال التقني تشمل التكوينات المعتمدة مجالات أفقية كالصحة والسلامة والترويج الإلكتروني والتربية المالية واللغات.
وتشمل هذه التدابير بحسب كاتب الدولة تتبع تنفيذ نمط التكوين بالتدرج المهني الذي يعد النمط الأكثر ملاءمة مع حاجيات سوق الشغل عبر شراكات مع قطاع التكوين المهني وغرف الصناعة التقليدية ومع مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والتصديق على مكتسبات التجربة المهنية باستهداف 1641 صانعة وصانع تقليدي، من بينهم 1019 توجوا بشهادات تثبت توفرهم على الكفاءات المهنية المطابقة لمزاولة الحرفة، بشراكة مع قطاع التكوين المهني وغرف الصناعة التقليدية.
وأكد السعدي أن برنامج المحافظة على حرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض يعتبر أحد أهم البرامج التي يتم الاشتغال عليها حاليا من قبل كتابة الدولة، تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس، في شأن المحافظة على التراث الثقافي اللامادي وتطويره وتثمينه، وانطلاقا من التزام المملكة المغربية بالنهوض بالتراث الثقافي اللامادي وحمايته، والمشاركة الفعالة في تنزيل مضامين اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” لسنة 2003 المتعلقة بحماية وصون التراث الثقافي اللامادي.
وأضاف أن هذا البرنامج يأتي في سياق تنزيل مضامين اتفاقية الشراكة بين الوزارة ومنظمة اليونسكو المتعلقة بالمحافظة على التراث الثقافي المرتبط بحرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض عبر ضمان انتقالها للشباب، إذ تمكنت كتابة الدولة من وضع منظومة رقمية تهدف إلى تدوين المعارف والتقنيات ونقلها عبر الأجيال، وقد ساعد هذا البرنامج على توثيق وتوصيف 32 حرفة للصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية، شملت ميادين الخشب والجلد والطين والنسيج والمعادن من بينها حرف مرتبطة بالمعمار التقليدي، كما تم وضع منظومة تكوينية ملائمة مدعومة بمنصة إلكترونية تحمل اسم “المعلم”.
وأشار إلى أن الشراكة المتينة التي تجمع بين الوزارة ومنظمة اليونسكو في هذا الإطار، مكنت من وضع مقاربة تهدف إلى تحديد وتصنيف الصناع التقليديين حاملي المعارف والمهارات المرتبطة بحرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض لـ “كنوز حرفية مغربية” وتشجيعهم على نقل معارفهم ومهاراتهم إلى الشباب الناشئ من أجل ضمان استدامة هذه الحرف.
وأفاد السعدي بأن هذه الشراكة ساهمت في تنظيم النسخة الأولى من هذا البرنامج برسم سنة 2023، وذلك بانتقاء 06 صناع بصفتهم كنوز حرفية مغربية وتكوين 57 من الشباب في حرف صناعة السروج المطرزة، الزليج التطواني البلوزة الوجدية، الطرز السلاوي، نسج الخيام، وصناعة الآلات الموسيقية، إضافة إلى إعطاء الانطلاقة الرسمية للنسخة الثانية من هذا البرنامج شهر دجنبر من سنة 2024، إذ تم انتقاء 10 صناع من أجل تكوين 100 من الشباب في حرف المصنوعات النباتية للجنوب، القفطان الرباطي، المنفاخ، الدك الصويري، الجلد الزيواني، خزف مكناس السطرمية المطرزة، البناء بالتراب المدكوك، الطاطاوي، واللبادة.
وكشف المسؤول الحكومي في جوابه الكتابي أيضا عن اختيار 16 حرفة ذات حمولة ثقافية مهددة بالاندثار لتكون موضوع النسخة الثالثة من هذا البرنامج، ويتعلق الأمر بكل من المكحلة، خفي الفارس (التماك)، الصباغة النباتية، الركاب، هيكل سرج الفرس (العضم)، شكيمة الفرس، تطعيم خشب العرعار، المصنوعات الجادية للجنوب، زربية بني وراين، الحايك الفيكيكي، البرنوص الفكيكي، تاوكة/تازرزيت، الحصير السلاوي، الزربية الرباطية، زواق المعلم في القفطان المغربي الأصيل.