استيراد البطاطس “خنق الإنتاج المحلي المغربي” ومطالب بمواجهة “اللوبيات”

في وقت تتذبذب أسعار البطاطس في الأسواق المغربية بشكل غير مسبوق، خرج عدد من الفلاحين، خصوصاً من جهة مكناس والحاجب، عن صمتهم محذرين من مستقبل قاتم يهدد سلاسل الإنتاج الفلاحي الوطني، في ظل ما وصفوه بـ”سيطرة لوبيات الاستيراد” وغياب حماية حقيقية للمنتج المحلي.
وقال أحد كبار الفلاحين من إقليم الحاجب، في الندوة التي نظمتها الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير) بسلا، إن معاناة الفلاحين لم تعد تحتمل، مشيراً إلى أن المستهلك المغربي لا يدرك حجم الأعباء التي يتحملها المنتج لإيصال البطاطس إلى الأسواق.
وأضاف: “المشكل ماشي في المستهلك، المشكل فين كيبدا الإنتاج. الفلاح اليوم كيشقى، كيتسلف، كيتكلف بالماء والخدامة والسقا، وفي الأخير كيلقا راسو محاصر ببطاطا جاية من برا، ماعارفش حتى كيفاش دخلات ولا منين جات الزريعة”.
الفلاح ذاته أكد أن الحكومة سبق أن أوقفت صادرات البطاطس إلى إفريقيا لحماية السوق الداخلية، لكن قراراً كهذا، على حد تعبيره، كان له ثمن دفعه المنتجون الصغار: “شكون اللي كالعصا؟ الفلاح. من اللي كان السوق غالي شوية على المستهلك، وقفوا التصدير، لكن الفلاح هو اللي خسر.”
وأشار المتحدث إلى أن هامش الربح بين الإنتاج والتوزيع أصبح كارثياً: “فاش كتكون البطاطا كاتباع بـ11 درهم والفلاح كيتخلص بثمن ماكيغطيش حتى الزريعة، هادشي كيعني واحد الحاجة: السوق ماشي متوازن. كيفاش بغيتيني نوصل الثمن رخيص وأنا خاسر من الأول؟”
وأبرز المتحدث أن المغرب يتوفر على طاقات فلاحية مهمة وقاعدة بشرية من المُكثرين (منتجي البذور) تتجاوز 1200 فلاح، لكنه نبه إلى أن العدد الفعلي للمشتغلين في إنتاج بذور البطاطس لا يتجاوز 60 شخصاً فعلياً، بسبب ضعف الدعم والاعتراف الرسمي بمجهوداتهم.
وحذّر الفلاح من الاستمرار في الاعتماد على الاستيراد الخارجي لتأمين الحاجيات الأساسية من المنتجات الفلاحية، قائلاً: “منين كنجيبوا بطاطا من الخارج، راه كنخنقوا الفلاح المغربي، ما كنعاونوهش، وكنشجعوا الناس اللي باغين يربحوا على حسابنا.”
وختم المتحدث دعوته للحكومة بالقول: *”خاص الدولة تدير يدها معانا، خاص دعم حقيقي للبحث الزراعي، وللمعهد الوطني للبحث الزراعي. عندنا الكفاءات وعندنا الناس اللي خدامين، ولكن خاص تعامل جدي من الحكومة، وحرب حقيقية على المضاربات.”