فن

سناء العلوي تعود بـ”عائشة” لكسر تابوهات في المجتمع المغربي

سناء العلوي تعود بـ”عائشة” لكسر تابوهات في المجتمع المغربي

تعود المخرجة المغربية سناء العلوي إلى الساحة السينمائية بفيلمها الجديد “عائشة”، الذي يتناول قضايا حساسة تعد من المحرمات في المجتمع المغربي، مثل إيذاء الذات، والاغتصاب، من خلال قصة مؤلمة تجمع بين أم وابنتها.

وفي التفاصيل، تقدم المخرجة سناء العلوي نظرة فنية نقدية في فيلمها “عائشة”، الذي يشكل انقلابا على تقاليد تضع المرأة في قالب معين، إذ لن تكتفي بسرد الحكاية، بل ستعيد صياغة العلاقة بين السينما والذات في استمرارها في تجربتها السينمائية التي تعتمد على وضع مواضيع حساسة تحت عدسة الكاميرا، وفق ما كشفته في تصريح لجريدة “مدار21”.

وكشفت العلوي في حديثها للجريدة أن فيلمها “عائشة” يحكي عن فتاة تبلغ من العمر 17 عاما، وتعيش علاقة فاترة مع والدتها، غير أن حياتها ستنقلب فجأة بعد وقوع حادثة مأساوية، إذ ستسعى الأم إلى مواجهة واقعها من خلال الانضمام إلى طقس صوفي غناوي، في محاولة لإصلاح وضعية ابنتها.

وتعتبر مخرجة الفليم أن “عائشة” ليس مجرد فيلم، بل يشكل تمردا ضد التحديات التي تواجه صناعة السينما في المغرب، ويبعث رسالة أمل لكل من يطمح إلى تحقيق حلمه رغم الصعاب، خاصة وأن ظروف تصوير هذا العمل لم تكن سهلة بل شهدت تعثرات كثيرة.

وأفصحت العلوي أنه من “بين أصعب التحديات التي واجهناها أثناء صناعة هذا الفيلم تمثل في توظيف تقنيات تتطلب وسائل غير متوفرة في المغرب، إذ اضطررنا لاستيراد الكاميرا وشريط “سوبر 8″ من أوروبا إلى المغرب، الأمر الذي شابه تعقيدات كثيرة في الإجراءات الإدارية، إذ كان علينا تقديم طلبات خاصة في المطارات لضمان عدم تمرير الأشرطة عبر أجهزة الفحص، لأن ذلك قد يتلفها”.

وتضيف أن “التخوفات كانت حاضرة، خاصة في حالة مصادرة سلطات المطار الشريط، أو تعرض للفقدان أثناء السفر، في إحدى الرحلات”، مضيفة: “قد نقلناه إلى بولندا لاحقا لتحميضه ومسحه رقميا، لأن المختبرات المتخصصة بهذا النوع غير متوفرة في المغرب”.

وتقول العلوي إن هذه التجربة كانت مرهقة ومليئة بالتوتر، لكنها في النهاية كانت تستحق العناء، إذ كانت راضية عن النتيجة الأخيرة للعمل.

ولفتت إلى أنها استخدمت العديد من التقنيات البصرية في هذا العمل، موظفة 96 في المئة من المشاهد الحية، و4 في المئة من الرسوم المتحركة، وبعض اللقطات المصورة بكاميرا “سوبر 8″، إلى جانب عناصر وثائقية.

وسناء العلوي، مخرجة وكاتبة سيناريو مغربية، تخرجت من جامعة إيتفوش لوراند في بودابست، إذ حصلت على أطروحتها حول “فن اللقطة الطويلة” جائزة أفضل بحث، كما تابعت دراستها في جامعة أوكسفورد، متناولة تطور السينما المغربية من الحقبة الاستعمارية إلى ما بعد الاستعمار.

وقدمت العلوي أولى تجاربها الإخراجية من خلال الفيلم الوثائقي القصير “إيكاروس”، الذي حصد عدة جوائز دولية ومحلية، من بينها جائزة البرونز في مهرجان كوين بالم السينمائي بكاليفورنيا، وجوائز في مهرجانات واد نون، جرسيف، والدار البيضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News