ثنائية الوداد في شباك الزمامرة تُنهي موسمه بانتصار مستحق وبحضور موكوينا

اختتم فريق الوداد الرياضي موسمه في البطولة الاحترافية بفوز مستحق على ضيفه نهضة أتلتيك الزمامرة، بنتيجة هدفين دون رد، في المباراة التي جمعت بينهما مساء الأحد على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، لحساب الجولة الثلاثين والأخيرة من المسابقة.
وبهذا الانتصار، أنهى الفريق الأحمر موسمه في المركز الثالث برصيد 54 نقطة، متخلفًا بثلاث نقاط عن وصيف الترتيب فريق الجيش الملكي صاحب 57 نقطة، ومتقدمًا بفارق نقطة واحدة فقط عن الفتح الرباطي الذي حل رابعًا بـ53 نقطة.
وضمن الوداد الرياضي بهذا الترتيب مشاركته في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم خلال الموسم المقبل، ليحجز مقعدًا قارّيًا يواصل من خلاله حضوره في الواجهة القارية.
ودخل الفريق الأحمر المواجهة بعزيمة واضحة على تحقيق نتيجة إيجابية تُرضي جماهيره، وتُكرّس رغبته في إنهاء الموسم بصورة مشرفة، رغم خروجه من سباق المنافسة على اللقب في الجولات السابقة.
ومنذ صافرة البداية، أظهر لاعبو الوداد نواياهم الهجومية، حيث اندفعوا نحو مناطق الفريق الضيف بهدف مباغتته في وقت مبكر.
وخلال الدقائق الأولى، مارس لاعبو الوداد ضغطًا عاليًا على دفاع نهضة الزمامرة، مستغلين الانتشار الجيد وسرعة التحرك في الخط الأمامي.
وكادت هذه السيطرة أن تُترجم إلى هدف مبكر، لولا صلابة الخط الخلفي للفريق الزائر، الذي وقف سدًا منيعًا أمام محاولات الفريق الأحمر.
وفي الدقيقة الثامنة، شهدت المباراة أولى لحظاتها المثيرة، بعدما طالب لاعبو الوداد بركلة جزاء إثر احتكاك داخل منطقة العمليات بين مهاجم الفريق محمد الرايحي وقائد نهضة الزمامرة ياسين جارسي.
احتجاجات قوية رافقت اللقطة، دفعت الحكم يوسف التريكي إلى العودة لتقنية الفيديو المساعد “VAR”، والتي أكدت وجود مخالفة واضحة، ليُعلن عن ركلة جزاء لصالح أصحاب الأرض.
وتكفّل محمد الرايحي بتنفيذ الركلة، حينما سددها بثقة في الشباك، معلنًا عن تقدم الوداد بهدف أول في الدقيقة 12، ليشعل المدرجات ويمنح فريقه أفضلية معنوية مهمة في بداية اللقاء.
بعد الهدف، واصل الفريق الأحمر الضغط والبحث عن هدف ثانٍ، وبرز انسجام واضح بين لاعبي الوداد، خصوصًا في الجهة اليمنى.
وجاءت أخطر المحاولات في الدقيقة 17، بعد سلسلة تمريرات دقيقة، بدأها كريستوفر لورش بتمريرة أرضية نحو مايلولا، الذي مررها بسرعة نحو الرايحي في الرواق الأيمن، إلا أن الأخير لم يُحسن التعامل معها، لتضيع فرصة تعزيز النتيجة.
بالمقابل، لم يبق فريق نهضة الزمامرة في موقف المتفرج، بل سعى بدوره إلى الرد على الهدف عبر مرتدات سريعة ومحاولات لاستغلال الثغرات في دفاع الوداد.
وفي الدقيقة 14، كاد الحارس المهدي بنعبيد أن يرتكب هفوة فادحة أمام ضغط عبد الله فرح، لكن تدخل الدفاع حوّل الكرة إلى ركلة زاوية.
بينما في الدقيقة 17، كاد أمين العزري أن يُعدل الكفة لصالح نهضة الزمامرة بعد افتكاكه تمريرة خاطئة، وسدد كرة قوية مرت بمحاذاة مرمى الوداد، مهددًا بذلك أمان الحارس بنعبيد.
وخلال الدقائق التالية، استمر الوداد في الاستحواذ على الكرة ومحاولة بناء الهجمات، دون التوصل إلى فرص سانحة جديدة، فيما اعتمد الضيوف على المرتدات، لكن دون فعالية واضحة أمام المرمى.
وقبل نهاية الشوط الأول، اضطر الوداد إلى إجراء تغيير اضطراري بعد إصابة لاعبه أسامة الزمراوي في الدقيقة 36، ليدخل مكانه إسماعيل المترجي.
هذا التبديل أثر قليلاً على توازن الفريق، إلا أن الوداد سرعان ما استعاد إيقاعه.
وفي الدقيقة 44، استغل مايلولا هفوة في تمركز مدافعي نهضة الزمامرة، ليقود هجمة مرتدة سريعة، أنهاها بلمسة واحدة داخل الشباك، مضيفًا الهدف الثاني لفريقه بطريقة أنيقة، ليضاعف بذلك النتيجة قبل نهاية الشوط الأول.
ورغم محاولات نهضة الزمامرة في اللحظات الأخيرة لتقليص الفارق، إلا أن دفاع الوداد بقي متماسكًا، بينما ضيّع المهاجم الغاني صامويل أوبينغ فرصة حقيقية لإضافة هدف ثالث، لتنتهي الجولة الأولى بتقدم الوداد الرياضي بهدفين دون رد، في أداء يُلخّص رغبة الفريق في إنهاء موسمه بانتصار معنوي أمام أنصاره.
ودخل فريق نهضة الزمامرة الشوط الثاني بعزيمة قوية، إذ بدأ يضغط بشكل ملحوظ على دفاع الوداد في محاولة لتقليص الفارق.
واعتمد الفريق الضيف على الهجمات المتتالية التي سعى من خلالها للوصول إلى مرمى الحارس المهدي بنعبيد، ولكن دفاع الوداد بقي يقظًا ومنظمًا، مما صعّب المهمة على مهاجمي الزمامرة.
وعلى الرغم من محاولات نهضة الزمامرة المتكررة، فقد فشل الفريق في إيجاد المساحات داخل منطقة جزاء الوداد، حيث كان المدافعون يتنقلون بسرعة لمنع أي تهديد حقيقي.
وفي الدقيقة 51، شهدت المباراة توقفًا لدقائق معدودة، بسبب احتفالات جماهير الوداد بذكرى تأسيس النادي، إذ أطلقت الجماهير الألعاب النارية في أجواء احتفالية، وسط تشجيع حماسي من المدرجات، مما أضاف طابعًا خاصًا للمباراة في تلك اللحظات.
بعد استئناف اللعب، استمر الفريقان في تبادل الهجمات بشكل متوازن، ولكن دون أي خطورة حقيقية تذكر على مرمى الفريقين.
لاعبو الوداد تمسكوا بتفوقهم، إذ لم يتركوا مجالًا للضيوف لتهديد مرماهم، في حين أن نهضة الزمامرة ظلّت محاولاته على أمل خلق فرصة سانحة لإعادة الدخول في المباراة.
ومع مرور الوقت، تراجع نسق اللقاء إلى حد ما، حيث خفت وتيرة الهجمات من الطرفين، ليظل الوداد متقدمًا بهدفين دون مقابل، مع سيطرة شبه كاملة على مجريات اللعب في وسط الملعب.
وشهدت الدقائق الأخيرة من المباراة لحظة توتر، حين أشهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء في وجه لاعب نهضة الزمامرة جيمس مونداي أجاكو، وذلك في الدقيقة 91، بعد تدخل عنيف في حق مهاجم الوداد الرياضي كاسيوس مايلولا.