فخر بالتراث والهوية.. فنانات مغربيات يحتفلن بالقفطان في أسبوعه الـ25

عبرت فنانات مغربيات في الدورة الـ25 لأسبوع القفطان، الذي أسدل الستار على فعالياته يوم أمس السبت، بقصر البديع بمراكش، عن فخرهن بالقفطان المغربي باعتباره جزءا أصيلا من التراث الثقافي للمغرب، إذ أكدت منال بنشليخة، وصوفيا المريخ، ومريم الأبيض وغيرهن أن القفطان ليس مجرد زي، بل رمز لهوية المغرب العريقة، معربات عن اعتزازهن بارتدائه في مختلف المناسبات والتظاهرات الدولية.
وفي هذا الصدد، عبرت الفنانة منال بنشليخة عن فخرها، كامرأة وفنانة مغربية، بالمشاركة في حدث بارز يحتفي بالقفطان المغربي، مؤكدة أن الهدف ليس التعريف بهذا الزي الذي يعرف الجميع أصالته، بل الاحتفال بتراثنا وجذورنا العريقة.
وأضافت بنشليخة في تصريح للجريدة: “أفتخر بارتداء القفطان المغربي، وأشعر وكأنني أميرة حين أرتديه، كما أعتز بانتمائي إلى الصحراء المغربية التي هي تيمة هذه الدورة”.
وحضرت المغنية صوفيا المريخ هذا الحدث، إذ عبرت عن فخرها قائلة: “نشعر بالفخر لأننا نمتلك تراثا غنيا، من بين مكوناته القفطان الذي نبدع فيه بروح مغربية أصيلة”.
وأضافت: “ثقافتنا عريقة وعميقة، وتلهم العديد من المصممين الأجانب، لكن يبقى الأصل أصلا، وأنا فخورة بانتمائي للمغرب”.
وأعربت الفنانة المغربية ماريا نديم عن شعورها بالتقصير في ارتداء القفطان المغربي، نظرا لعدم حضورها في العديد من المناسبات، مؤكدة أنها تستغل كل فرصة سانحة لارتداء هذا الزي التقليدي، لما يحمله من رمزية وأصالة تعكس الهوية الثقافية المغربية.
من جانبها، شددت المصممة المغربية مريم الأبيض على أن “القفطان مغربي بلا منازع، وهذه حقيقة لا جدال فيها، فصناعته الحرفية الدقيقة لا يتقنها سوى الحرفيين المغاربة، سواء في الحياكة أو الطرز، ومن يدعي غير ذلك يضع نفسه في موضع سخرية، لأن أصول القفطان معروفة عالميا، والحقيقة تفرض نفسها”.
وأشارت إلى أن اعتماد تيمة الصحراء المغربية كان تحديا كبيرا، نظرا لما تحمله من رمزية وقيمة، معتبرة أن موضوعي القفطان والصحراء كليهما يحملان بعدا ثقافيا عميقا.
وأضافت مريم الأبيض في تصريحها للجريدة: “أرتدي القفطان المغربي في العديد من المناسبات، لأنه يبرز جمال المرأة ويعكس أناقتها”.
من جهتها، أعربت الفنانة قمر السعداوي عن سعادتها بالمشاركة لأول مرة في هذه الفعالية المتميزة التي تحتفي بالقفطان المغربي، والتي تتزامن مع مشاركتها في مسلسل “مبروك علينا”، الذي سلط بدوره الضوء على هذا الزي التقليدي.
وقالت: “فرصة مميزة أن أكون هنا في مناسبة تحتفي بالتراث المغربي، مؤكدة حرصها على ارتداء القفطان المغربي خلال مشاركاتها في التظاهرات الدولية.
وعدّت أن إدراج تيمة الصحراء المغربية في هذه التظاهرة شكل إضافة نوعية، قائلة: “القفطان والصحراء جزء لا يتجزأ من هويتنا، ونحن فخورون بهذا التراث الغني”.
من جانبها، أكدت الممثلة أسماء الخمليشي أن القفطان المغربي لم يعد حكرا على النساء المغربيات، بل أصبح يحظى بإعجاب العديد من الأجنبيات أيضا، مشيرة إلى أن “دورنا كمغربيات وفنانات هو تمثيل هذا التراث والتعريف به”.
وأضافت: “أنا حريصة شخصيا على ارتداء القفطان في المحافل والتظاهرات الدولية، لأنه يعكس هويتنا الثقافية ويبرز جمال المرأة المغربية”.
من جهتها، عبرت الممثلة زينب العلمي، التي تشارك لأول مرة في “أسبوع القفطان”، عن سعادتها وفخرها بحضور هذه التظاهرة التي تحتفي بالتراث المغربي.
وأشادت العلمي بجمالية التصاميم المعروضة، قائلة: “تميزت بإبداع كبير وجمال يعكس عمق الثقافة المغربية”، مضيفة: “القفطان مغربي مئة في المئة، وهذه حقيقة لا تحتاج إلى نقاش”.
بدورها، أشادت الممثلة سارة فارس بتصاميم المواهب التي شاركت في النسخة الـ25 من “أسبوع القفطان”، مؤكدة أن “أناقة المرأة المغربية لا تكتمل دون القفطان، ولذلك أحرص دائما على ارتدائه في مختلف المناسبات الرسمية والخاصة، لما له من قدرة على إبراز الجمال المغربي الأصيل”.
وأضافت فارس: “نحن فخورون بهويتنا وثقافتنا، ونعتبر أنفسنا جزءا من إشعاع هذه الهوية من خلال إبرازها وتمثيلها في كل المحافل”.
وأسدل يوم أمس السبت، الستار على الدورة الـ25 من “أسبوع القفطان”، المحتفية بيوبيله الفضي الذي يخلد خمسة وعشرين عاما من الإبداع، وصون الموروث، ونقل المهارات الحرفية عبر الأجيال.
وجسدت هذه الدورة أكثر من مجرد احتفال رمزي، إنما تؤكد مجددا التزام الحدث برسالته الجوهرية: إبراز القفطان المغربي كتراث حي مستمر يجمع بين الذاكرة الفنية المتجددة والابتكار المعاصر.
وانعقدت دورة 2025 تحت شعار “قفطان، إرث بثوب الصحراء”، حيث تستلهم تصورها الفني من عمق الصحراء المغربية، ومن طبيعتها اللامتناهية، وجمالية موادها الخام، ومرويات سكانها، باعتبار الصحراء لا تكتفي بالإلهام، بل تتجسد في النسج، وفي الألوان، والأضواء، وفي التصاميم، حيث تتحول الكثبان الرملية إلى طيات، وتتحول النجوم إلى زخارف، بينما يروي كل خيط قصة، وفق البلاغ.
واستهلت فعاليات هذه الدورة في فضاء قصر الباهية التاريخي، من خلال افتتاح معرض “حِرف الصحراء”، الذي يمثل فرصة للغوص في تفاصيل وفنون الصنعة التقليدية في الأقاليم الصحراوية، من البخور إلى التطريز، ومن الحلي إلى الجلود، إذ تعد كل قطعة بمثابة تكريم لكل حرفي استثنائي، حامل لمهارات نادرة وذاكرة حية.
واستمر المعرض في استقبال الزوار إلى غاية 11 ماي الجاري، والذي يعد فضاء لاكتشاف الجذور الراسخة للإبداع المغربي المعاصر.
وشمل برنامج الدورة معارض، وورش عمل، وجلسات تكوينية، وعروض أزياء، إذ يكرس”أسبوع القفطان 2025” مكانته كمنصة مرجعية لتكريم الأناقة المغربية والتنوع الملهم الذي تزخر به أقاليم المملكة، وإلى غاية 11 ماي، ستكون مدينة مراكش مسرحا لحوار بين الموضة والتراث، وبين الحرفية التقليدية وعبق الصحراء.