أسبوع القفطان الـ25.. زينب عقا تتفوق بتصميمين مستلهمين من جمال الصحراء المغربية

توجت المصممة الشابة زينب عقا بلقب أفضل مصممة لسنة 2025 في الدورة الـ25 لأسبوع القفطان، والتي نجحت في إبراز جمال الصحراء المغربية في تصميمين نافست بهما، وسط إشادة واسعة من لجنة التحكيم بمستوى الإبداع الذي ميز المشاركات.
وفي هذا الصدد، قالت المصممة زينب عقا، المتوجة بلقب أفضل مصممة لعام 2025 خلال الدورة الـ25 لأسبوع القفطان، إنها فخورة بهذا التتويج الذي جاء ثمرة عمل جاد ومثابرة، مؤكدة أن هذا الإنجاز يعكس مقولة “من جد وجد، ومن زرع حصد”.
وأضافت زينب عقا في تصريح لجريدة “مدار21” أن اختيارها الاشتغال على تيمة الصحراء المغربية، كان فرصة للتقرب أكثر من جذورها، لاسيما أن والدها ينحدر من أصول صحراوية.
وأوضحت عقا أنها استوحت تصاميمها من جماليات الصحراء، كالرمال وظلال النخيل، معتمدة ألوانا ترابية مستوحاة من الطبيعة، إذ مزجتها بروح اللباس الصحراوي المغربي الأصيل.
وأكد المصمم المغربي روميو، أحد أعضاء لجنة تحكيم الدورة الـ25 لأسبوع القفطان، أن مستوى المشاركات في هذه النسخة كان متميزا وراقيا، مشيدا بتمكن المصممات من توظيف تيمة الصحراء المغربية بشكل إبداعي في تصاميمهن، التي عكست عمق الثقافة المغربية وأصالتها.
وأضاف روميو، في حديثه عن شعار الدورة الحالية، لجريدة “مدار21” أن اختيار تيمة “الصحراء المغربية” شكل تحديا إبداعيا للمصممات، إذ رغم بساطة الفكرة ومحدودية ألوانها، إلا أنها غنية بصريا وتشكل مصدر إلهام كبير، مستمد من عناصر طبيعية وتراثية متنوعة، كالنخيل، والسماء، والظل، والزربية الصحراوية، والملحفة، وغيرها من رموز الثقافة الصحراوية الأصيلة.
ويرى المصمم المغربي روميو أن القفطان المغربي يشهد تطورا ملحوظا مع مرور الزمن، لكنه لا يفقد هويته وجذوره، مؤكدا أن الحفاظ على عناصره التقليدية، كـ”العقاد”، و”السفيفة”، و”طرز المعلم”، هو ما يميزه ويمنحه صفة القفطان، قائلاً: “لو ابتعدنا عن هذه الخصائص، سيتحول إلى فستان فقط”.
وقال المصمم المغربي الحسين أيت المهدي، الذي شارك في لجنة تحكيم المواهب خلال الدورة الـ25 لأسبوع القفطان، إنه فخور بمستوى المشاركات، مشيدا بجودة التصاميم المعروضة، مضيفا: “رائع جدا ما شاهدناه اليوم في عرض المواهب خلال أسبوع القفطان، وسعيد بإشرافي ومرافقتي لهن منذ مرحلة الانتقاء إلى غاية العرض النهائي، حيث واكبت مختلف مراحل اشتغالهن”.
يرى أيت المهدي في تصريحه للجريدة أن تيمة “الصحراء المغربية” كانت زاخرة بالغنى والرمزية، وقد أبدعت كل مصممة في مقاربتها بطريقتها الخاصة، مستلهمة عناصر من الطبيعة الصحراوية كالغروب والشروق، والرمال، والليل، والسراب، حيث نجحن في تجسيد جوانب من التراث الصحراوي المغربي داخل تصاميمهن، معتبرا أن اختيار هذا الشعار كان ذكيا.
وشهدت مدينة مراكش، أمس الخميس، افتتاح النسخة الخامسة والعشرين من “أسبوع القفطان”، المحتفية بيوبيله الفضي الذي يخلد خمسة وعشرين عاما من الإبداع، وصون الموروث، ونقل المهارات الحرفية عبر الأجيال، وفق بلاغ للجهة المنظمة للحدث.
وتجسد هذه الدورة أكثر من مجرد احتفال رمزي، إذ تؤكد مجددا التزام الحدث برسالته الجوهرية: إبراز القفطان المغربي كتراث حي مستمر يجمع بين الذاكرة الفنية المتجددة والابتكار المعاصر.
وتنعقد دورة 2025 تحت شعار “قفطان، إرث بثوب الصحراء”، حيث تستلهم تصورها الفني من عمق الصحراء المغربية، ومن طبيعتها اللامتناهية، وجمالية موادها الخام، ومرويات سكانها، باعتبار الصحراء لا تكتفي بالإلهام، بل تتجسد في النسج، وفي الألوان، والأضواء، وفي التصاميم، حيث تتحول الكثبان الرملية إلى طيات، وتتحول النجوم إلى زخارف، بينما يروي كل خيط قصة، وفق البلاغ.
واستهلت فعاليات هذه الدورة في فضاء قصر الباهية التاريخي، من خلال افتتاح معرض “حِرف الصحراء”، الذي يمثل فرصة للغوص في تفاصيل وفنون الصنعة التقليدية في الأقاليم الصحراوية، من البخور إلى التطريز، ومن الحلي إلى الجلود، إذ تعد كل قطعة بمثابة تكريم لكل حرفي استثنائي، حامل لمهارات نادرة وذاكرة حية.
وسيستمر المعرض في استقبال الزوار إلى غاية 11 ماي الجاري، والذي يعد فضاء لاكتشاف الجذور الراسخة للإبداع المغربي المعاصر.
ويشمل برنامج الدورة معارض، وورش عمل، وجلسات تكوينية، وعروض أزياء، إذ يكرس”أسبوع القفطان 2025” مكانته كمنصة مرجعية لتكريم الأناقة المغربية والتنوع الملهم الذي تزخر به أقاليم المملكة، وإلى غاية 11 ماي، ستكون مدينة مراكش مسرحا لحوار بين الموضة والتراث، وبين الحرفية التقليدية وعبق الصحراء.